جزاء الظالم في الدنيا

مالك محمد

كاتب محترف
ما جزاء الظالم في الدنيا




حرّم الله سبحانه و تعالى الظّلم على نفسه و جعله بين العباد محرماً ، و الظّلم هو ظلمات يوم القيامة ، و هو من أشدّ الأعمال ذنباً عند الله ، فالظّلم يشتمل على كلّ الأعمال و الأقوال التي ترتكب من قبل فردٍ أو جماعةٍ ضد فردٍ أو جماعةٍ أخرى و يكون فيها بهتاناً أو إساءةً لفظيةً أو جسديّةً أو نفسيّةً أو أكل مالٍ أو سلب حقّ ، و قد يكون الظّلم متعلّقاً بعبادة الله سبحانه و تعالى ، فالإنسان الذي يشرك مع الله شريكا في عبادته يكون ظالماً في ذلك ، بل و إنّ هذا الظّلم لهو أعلى مراتب الظّلم و أشدّها ذنباً عند الله ، لذلك قال لقمان و هو يعظ ابنه ( يا بنيّ لا تشرك بالله ، إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ ) ، فمن عبد غير الله فقد جحد حقّه سبحانه في توحيد عبادته و إفراده بذلك ، و من صور الظّلم التي حرم الله سبحانه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، فمن أساء إلى أخيه أو افترى عليه أو بهته أو سلبه حقّه فقد ظلمه ، و نحن نرى و نلمس الكثير من صور هذا الظّلم في حياتنا حيث يظلم الحاكم الرّعيّة و لا يحكم بينها بالسّوية ، و لا يعدل بالقضيّة ، و ترى الأفراد يتظالمون فيما بينهم ، فيأكل القوي حقّ الضّعيف ، و يعتدي صاحب السّلطة و الجاه على حقوق النّاس في العمل و التّوظيف و غيرها ، و التّحلل من هذا الظّلم يكون بالاستغفار و النّدم و التّوبة النّصوح مع نيّةٍ صادقةٍ عند المرء ، مع إرجاع الحقوق إلى أصحابها ، و هناك صورةٌ من صور الظّلم و هي ظلم الإنسان لنفسه ، فمن ارتكب خطيئةٍ أو إثماً بينه و بين الله فقد ظلم نفسه ، فالنّفس أمانةٌ عند الإنسان وجب عليه حفظها و الوّصول بها إلى برّ الأمان و النّجاة ، و التّحلل من هذا الظّلم يكون بالاستغفار من الذّنوب و النّدم عليها .

أما عاقبة الظّلم فهي وخيمةٌ في الدّنيا و الآخرة ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم بأنّ الله يملي للظّالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، و قد رأينا عقوبة الأقوام السّابقة التي كفرت بالله و كيف أصابها بطش الله فكانت عبرةً للظّالمين على امتداد العصور و الأزمان .
 

مواضيع مماثلة

أعلى