نتائج الهجرة النبوية

مالك محمد

كاتب محترف
تعرف على ما هى نتائج الهجرة النبوية




لكل أمة مفترق افترق به ما قبله عما بعده، فهذا المفترق هو المؤسس لميلاد الإبداع والحرية والعالمية وحقوق الإنسان ، والحرية الفكرية وسيادة أفكار هذه الأمة، وهذا المفترق قد يكون بميلاد شخصية عظيمة تتوافق عليها كافة الأمة، أو بحدوث تغير جذري في المواريث أو في تأسيس حالة وعي جديدة عن طريق ثورة يقوم بها الشعب إيذاناً ببدء عهد جديد يمر على هذه الأمة، فتكون هذه الثورة ثورة على الطغيان والاستبداد السابق والجبروت والقمع والهيمنة من قبل السلطة الحاكمة. فلا يوجد أمة لم تمر بلحظات عظيمة مرت على تاريخها صنعت عندها هذه الفاصل بين ما قد كان وما سيكون.
في أمتنا أجمع المسلمون على أن هذا المفترق هو بالهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى يثرب (المدينة المنورة)، وذلك بسبب أهمية وفائدة هذا الحدث في تاريخ الإسلام والدولة الإسلامية والأمة الإسلامية حتى يومنا هذا، مع وجود أحداث مفصلية أخرى تأخذ الطابع المفصلي بين الماضي والآتي، كالبعثة النبوية ونزول الوجي لأول مرة أو ميلاده – صلى الله عليه وسلم -، لكن ما يميز الهجرة، هو إنشاء ذلك الكيان الإسلامي الذي سيسيطر على الدنيا بعد سنوات قليلة، من أهم النتائج من الهجرة النبوية الشريفة هو الاستقلال والهروب بالأفكار الإلهية إلى بر الأمان في مدينة صغيرة ستصبح منارة الدنيا وواحدة من أهم بقاع الكرة الأرضية، ومسرحاً للأحداث العظيمة في التاريخ الإسلامي. كما أن من نتائج الهجرة الكبيرة والهامة هو تأسيس الأنظمة المدنية التي يتغافل عنها البعض لما هى اسباب عصبية و سياسية، فهذه الأنظمة تمثلت بشكل واضح وجلي بوثيقة المدينة التي ضمن لكل أطياف المدينة حقوقهم وواجباتهم فلا يوجد فرق بينهم لا في التعامل ولا في الحقوق ولا في الواجبات، ومن النتائج المهمة أيضاً هو توحيد الأمة الإسلامية فلا يوجد فارق بينهم لا على أساس العرق ولا على أساس اللون، والهجرة النبوية هي التمهيد لتطهير مكة المكرمة من الوثنيات والشرك بالله عز وجل، وبها ساد الإسلام في الدنيا وتم تطبيق مبادئه التي تدعو إلى الرحمة والتسامح والعفو واللين على أرض الواقع.
وقد تم التأريخ للتاريخ الإسلامي ابتداءً من الهجرة النبوية باعتبارها أهم حدث يجب التأريخ بدايةً منه، كما أن الاحتفال بالهجرة النبوية هو احتفال سنوي ولكنه تقليدي لا يرقى إلى مستوى الحدث العالمي، فهو احتفال من باب رفع العتب، كما أن تحريم الاحتفالات الشعبية التي كانت سائدة من قبل الناس قديماً سواء عند الاحتفال بالهجرة النبوية أم بالمولد النبوي الشريف، هو من باب إزاحة النظر عن هذه الأحداث العظيمة في تاريخنا.
 
أعلى