نظرات فى كتاب الحسبة

رضا البطاوى

كاتب جيد جدا
نظرات فى كتاب الحسبة
الكتاب على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون مؤلف
فى المقدمة قال المؤلف :
"مفهوم الحسبة في الإسلام ولاية دينية يقوم ولي الأمر - الحاكم - بمقتضاها بتعيين من يتولى مهمة الأمر بالمعروف إذا أظهر الناس تركه، والنهي عن المنكر إذا أظهر الناس فعله، صيانة للمجتمع من الانحراف، وحماية للدين من الضياع، وتحقيقا لمصالح الناس الدينية والدنيوية وفقا لشرع الله تعالى"
الخطأ فى الفقرة هو أن المحتسب وهو الآمر بالمعروف الناهى عن المنكر يعينه الحاكم ووجود المحاسبين واجب على الأمة فهى مدرسة تخرجهم وعندما يتم تعليمهم ينطلق كل واحد منهم للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى منطقته لقوله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
فلم يقل منه دليل على الحاكم وإنما قال منكم أى من المسلمين لأن الحاكم منصبه يجعله أكثر الناس استعداد للفساد فإن عين على هواه تركوا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فسقطت دولة العدل ودول العالم كلها تدار حاليا على هوى الحكام وهم الأغنياء فالقضاة والوعاظ والإعلاميين وهم اقرب الناس لتلك ألأمة فهم يعينون بالوراثة وبالواسطة والمحسوبية وبإعداد المخابرات والأمن لهم
وقد ناقض المؤلف نفسه فى كلامه عن مفهوم الحسبة فجعل الحسبة مطلوبة من أفراد الأمة بقوله:
" إن نظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة الإسلامية يعد وظيفة أساسية للرسول صلى الله عليه وسلم ولجميع أفراد أمته من بعده"
ثم عرض المؤلف العلاقة بين الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال :
"لقد أوجب الله تعالى على كل مسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب قدرته وعلمه، قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران: 104] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» وقد علمنا أن الحسبة ولاية دينية، أي أنها وظيفة رسمية من وظائف الدولة المسلمة تختص بأداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبهذا يتضح لنا أن الحسبة هي وسيلة رسمية للقيام بهذا الواجب"
الحسبة لا يقال عنها فى الإسلام رسمية لأن دولة المسلمين ليس فيها رسمى وشعبى أو رسمى وغير رسمى فكل شىء فيها رسمى وهو نفس معنى كونه شعبى فلا انفصال بين هذا وذاك لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب على كل الأفراد المسلمين كما قال تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"
والرواية التى استشهد بها الكتاب تقول من رأى أى أى مسلم يشاهد الواقعة المنكرة فلم تحدد أمة الخير التى يسمونها المحاسبين لأن إنكار المنكرلا والأمر بالمعروف واجب على الكل متى شاهد أى علم
ثم تحدث الكتاب عن مجالات الحسبة فقال :
"مجالات الحسبة:
يقوم نظام الحسبة في جوهره على حماية محارم الله تعالى أن تنتهك، وصيانة أعراض الناس، والمحافظة على المرافق العامة والأمن العام للمجتمع، إضافة إلى الإشراف العام على الأسواق وأصحاب الحرف والصناعات وإلزامهم بضوابط الشرع في أعمالهم، ومتابعة مدى التزامهم بمقاييس الجودة في إنتاجهم، وكل ذلك يتم بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص من وزارات ومؤسسات وغيرها"
بالقطع الحسبة تكون فى أى مكان وتحديد مجالات لعملهم هو مخالفة خاصة أنه متعلقة بعلم المحتسب وهذا العلم قد يحدث فى أى مكان يتواجد فيه فمثلا لو سار فى الشارع فسمع صرخات من بيت وجب عليه أن يقوم بالاستئذان لمعرفة سبب الصراخ ومثلا لو شم رائحة كريهة تخرج من مكان ما وهو يمشى وجب عليه أن يعرف مصدرها فى بيت أو غيره حتى يزيلها هو ومن يستعين لهم
ثم استعرض الكتاب فوائد الحسبة فقال :
"أهمية الحسبة في النظام الإسلامي:
يهدف الإسلام إلى خلق مجتمع آمن مستقر تسوده المحبة ويجتمع أفراده في التعاون على البر والتقوى، حتى يتمكن الجميع من القيام بواجب الخلافة في الأرض وتحقيق الغاية الأساسية من خلق الإنسان وهي عبادة الله تعالى، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] ولأن الناس محتاجون دائما إلى نظام يسيرون على هديه، وسلطة تحرص على تحقيق هذا النظام في حياة الناس، لزم أن يكون هناك من يذكر الناس بذلك ويتابع التزامهم به، ومن هنا جاءت أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
المنكر فى الفقرة هو حاجة الناس لسلطة تقوم على أمورهم وهو ما يخالف أن الأمة كلها مسئولة عن امورها وليس أفراد كمن يسمونهم الحكام أو غيرهم كما قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم "ومن ثم فدولة المسلمين تدار إدارة جماعية من قبل المسلمين جميعا
ثم تعرض الكتاب لأهداف الحسبة فقال :
"غايات الحسبة:
"لقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأنها ترجح خير الخيرين، وتدفع شر الشرين، وتحصل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، وتدفع أعظم المفسدين باحتمال أدناهما وقد أمر الله تعالى عباده بأن يبذلوا غاية وسعهم في التزام الأصلح فالأصلح - واجتناب الأفسد فالأفسد، وهذا هو الأساس الأكبر في التشريع الإسلامي: فإن مدار الشريعة على قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] المفسر لقوله تعالى: {اتقوا الله حق تقاته} [آل عمران: 102] وعلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»
وعلى أن الواجب تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدين مع احتمال أدناهما هو المشروع ثم إن مقصد الولايات الشرعية من خلافة وقضاء وحسبة وغيرها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فولاية الحسبة إنما جعلت لإصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبينا، ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا، ولإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دينهم
والشريعة إنما جاءت بأحكام تحفظ على الناس الكليات الخمس أو المصالح العليا الخمس وهى: الدين والنفس والعقل والنسل والمال
فكل الأحكام الشرعية في هذا الخصوص إنما هي أوامر ونواه للحفاظ على هذه الكليات، والحسبة إنما تسعى للتحقق من تطبيق هذه الأوامر والالتزام بالنواهي"
الأخطاء فى الفقرة السابقة هى :
-القول بتعارض المصالح فى الشرع وهو أمر غير ممكن فالأحكام فى الإسلام لا تتعارض لوجود حكم لكل قضية كما قال تعالى " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
الثانى أن الشريعة أتت للحفاظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال وهى مقولة خاطئة فالشريعة جاءت للحفاظ على العدل وهو طاعة الله حتى ولو كان فى هذا هلاك الأنفس كما قال تعالى "كتب عليكم القتال "وحاتى لو كان هناك خسارة مالية كما فى منع الكفار من دخول الكعبة كما قال تعالى" إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله"
ثم فصل الكتاب ما سماه أهداف الحسبة فقال :
"ويمكن أن نفصل هذه الناحية للحسبة في أهداف أساسية فيما يلي:
1 - حماية دين الله تعالى بضمان تطبيقه في حياة الناس الخاصة والعامة وصيانته من التعطيل أو التبديل أو التحريف فقد وكل إلى المحتسب حث الناس على الالتزام بأداء عبادتهم بكيفياتها الشرعية ومنعهم من التبديل والتحريف فيها، كما أنه يمنع البدع في الدين ويحاربها ويوقع العقاب على مرتكبيها فالمحتسب يهتم بكل ما يتعلق بالدين ويسعى لإحيائه وتمكينه
2 - تهيئة المجتمع الصالح بتدعيم الفضائل وإنمائها، ومحاربة الرذائل وإخمادها فالمحتسب يمنع المنكرات الظاهرة ويعاقب مرتكبيها إن كان مما يوكل إليه العقاب فيه، أو يرفعه إلى القضاء إن كان مما يختص القاضي بالفصل فيه كما أنه يتتبع مواطن الريب والشبهة فيمنع وقوع المنكرات فيها مثل مواطن اختلاط الرجال بالنساء، والأماكن التي يرتادها أهل الشك والريب
3 -إعداد المؤمن الصالح المهتم بقضايا مجتمعه، وحماية مصالحه ذلك أن الإسلام جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا على كل مسلم، حتى لا يرى منكرا قد ارتكب فيسكت عنه، أو يرى معروفا ترك فيتواطأ على الترك فإذا قام بذلك كان أدعى إلى أن يأتي هو ذاته المعروف الذي أمر به وينتهى عن المنكر الذي نهى عنه غيره، لذا قال الله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} [البقرة: 44] ومن جانب آخر فإن الحسبة- وهي الحد الرسمي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - تؤمن لأفراد المجتمع المتابعة الدائمة لأنشطتهم بتدعيم الصالح منها وتعزيزه، ومحاربة الفاسد منها والزجر منه
4 -بناء الضمير الاجتماعي - الوازع الجماعي - الذي يحول دون هتك مبادئ المجتمع المسلم وقواعده وآدابه العامة وأعرافه، ذلك أن للبيئة الاجتماعية أهمية قصوى في سلوك أفراد المجتمع، فإذا كان للمجتمع قواعد مرعية وآداب محفوظة ومبادئ محمية من سلطاته صعب على العصاة الخروج عليها، وتربي في أنفسهم الحياء من مخالفة المجتمع والخروج عليه أما إن كانت هذه المبادئ والقواعد منتهكة من غالب أفراد المجتمع، ولم تكن هناك سلطة تسعى للحفاظ عليها، بحجة أن تلك الأمور من الشئون الخاصة، سهل على الأفراد الخوض في المنكرات، بل إن العصاة يغرون الصالحين بسلوك نهجهم، لأن الناس يحبون التشبه ببعضهم بعضا، لذا قال الله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [النور: 19] وأمر الله تعالى أن تكون العقوبات الشرعية علنية حتى يتعظ الناس بعذاب غيرهم، فقال بعد أن ذكر عقاب الزناة: {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} [النور: 2] كما أمر النساء بالحجاب وعدم إبداء الزينة لغير المحارم، بل وأمرهن بعدم التلين في الكلام بما يثير الرجال، ثم بعد ذلك كله أمر كلا من الرجال والنساء بغض البصر منعا للفتنة المثيرة للشهوة
5 -استقامة الموازين الاجتماعية واتزان المفاهيم واستقرارها حتى لا ينقلب المنكر معروفا والمعروف منكرا لذا نجد أن من أشد الأمور خطورة انتشار المنكرات ثم تواطؤ المجتمع على السكوت عنها ثم قبولها أخيرا! فإذا بلغت المنكرات درجة القبول عند الناس، وذلك بأن يروها أمورا معتادة لا حاجة لاستنكارها فضلا عن الإنكار على مرتكبيها، إذا بلغ الحال إلى هذا الحد، فإن المجتمع يفقد موازينه المستقيمة وتذوب مفاهيمه الصحيحة لكل القيم الفضيلة، وعندئذ يعجز كل قانون عن التأثير في الناس ولا سيما القوانين الوضعية التي تقوم على مبدأ عدم التدخل في الحريات الشخصية فلو نظرنا إلى كثير من المجتمعات الإباحية نجد أن الأمور قد انفلتت من يد السلطات إذ أصبح المجتمع لا يستنكر سلوك الانحراف والشذوذ، والسلطة لا تقدر على محاربة الرذائل والمخدرات والجرائم التي يعتدى فيها على حرمات الناس بينما نجد المجتمعات الإسلامية -على وجه العموم- لا تزال تحتفظ بأصولها ومبادئها، مما يجعل السلوك الانحرافي والشذوذ والخروج على قيم المجتمع أمورا مستقبحة ومستنكرة من عامة الناس
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
بارك الله فيك مواضيعك كلها جميلة بانتظار كل جديد
 

مواضيع مماثلة

أعلى