تعلم لغة جديدة بسرعة

مالك محمد

كاتب محترف
1593600484026.png


اللغة

اللغة هي مجموعة من الرموز التقليدية المنطوقة أو المكتوبة التي يستخدمها البشر للتواصل والتفاهم والتعبير عن الهوية والعواطف وتبادل المعارف، وقد عرّفها عالم اللغة الانجليزية "هنري سويت" أنها التعبير عن الأفكار عن طريق أصوات الكلام المدمجة في الكلمات، ويُجمع بين الكلمات في الجمل"، وعادةً ما يكتسب الناس لغة واحدة مبدئيًا هي لغتهم الأولى أو لغتهم الأم، وهي اللغة المستخدمة في المحيط الذي يولدون ويعيشون فيه، ثم يتعلم الأشخاص لغة ثانية بدرجات كفاءة مختلفة في ظل ظروف مختلفة، لكن بعض الأطفال ينشؤون في أسرة يتكلم فيها الأب لغة مختلفة عن لغة الأم، أو ينشؤون في أسرة عربية موجودة في مجتمع أوروبي مثلًا، فيتقنون تحدث لغتين إتقانًا كاملًا.[١]








كيفية تعلم لغة جديدة بسرعة

يحتاج تعلم لغة جديدة بسرعة إلى الالتزام بالخطوات الآتية والمواظبة عليها حتى تؤتى ثمارها:[٢]



  • التدرب على التحدث باللغة التي تريد تعلمها باستمرار، سواء أكنت منفردًا أو مع الآخرين.
  • قراءة الكتب، والمقالات، والصحف، والمجلات باللغة الجديدة، فهذا يساعد على تعلم اللغة بصورة أسرع.
  • الاحتفاظ بكتيب صغير، تستطيع من خلاله جمع المفردات والجمل والاقتباسات وحفظها وتكرارها في أوقات الفراغ.
  • تحفيز نفسك بنفسك لكي تمتلك الهدف والشعلة لما تفعل ولما تتعلمه.
  • عدم الاستعجال وإقناع النفس بضرورة إتقان اللغة منذ البدايات؛ لأن هذا قد يؤثر على نفسيتك سلبًا، بل تكلم بها حتى إن أخطأت.
  • التدقيق على تعلم قواعد اللغة الجديدة، فهذا يساعدك على تركيب جمل متقنة وتصحيح المحادثات والتعلم بصورة أسرع.
  • إذا كنت من محبي السفر، فأفضل السبل لتعلم اللغة الجديدة هو السفر نحو البلد الناطقة بهذه اللغة؛ لأن هذا يجعلك أكثر واقعية وأكثر قربًا من هذا اللغة.
  • تنظيم جدول يومي لمتابعة تعلم اللغة الجديدة؛ كتكرار المفردات، وإضافة مفردات جديدة.
  • جلب المراجع المعتمدة والصحيحة للغة الجديدة؛ ككتب القواعد، وكتب المحادثات، والأفلام وغيرها.
  • تخصيص وقت للجلوس مع شخص مختص بهذه اللغة، فهذا يساعد على إتقان خبايا اللغة ومميزاتها.
  • محاولة خلق جو صداقة أو زمالة مع أشخاص متقنين لهذه اللغة.
  • الإصرار والمواظبة على تعلم جديد اللغة، وعدم اليأس والخوف من الفشل.
  • القضاء على الملل في التعلم عن طريق التسلية في التعليم وتنويع المصادر التعليمية.





فوائد تعلم اللغات الجديدة

إن لتعلم لغات جديدة فوائد كثيرة للعقل والذاكرة وفوائد اجتماعية واقتصادية عديدة نذكر منها:



  • تحسين النشاط الدماغي: فالتعلم بصفة عامة يحسن من نشاط العقل، ولكن تعلم اللغات الجديدة خاصةً له تأثير إيجابي على تحسين مهمة الذهن، وإبقائه متيقظًا لمدة أطول من المدة الطبيعية.[٣]
  • تطوير مهارات صنع القرار: إن القدرة على التحدث بلغة أخرى يمكن أن يساعدك في اتخاذ قرارات أفضل، فقد أظهرت الدراسات التي أجرتها جامعة شيكاغو أن الأشخاص الذين يتحدثون لغة أخرى يكونون أكثر قدرة على ملاحظة الفروق الدقيقة في أي موقف معين، ويمكن أن تؤدي هذه الملاحظة الدقيقة لتعقيدات الموقف إلى اتخاذ قرارات أكثر عقلانية في العديد من مجالات الحياة، أما الناس أحاديي اللغة يميلون إلى اتخاذ قرارات تجري وراء العواطف، إذا يمكن أن يؤدي التحدث بلغة أخرى إلى تحسين حياتك من خلال اتخاذ قرارات أفضل.[٣]
  • تأخير سن الخرف: إن تعلم لغة أجنبية يحافظ على صحتك العقلية لفترة أطول، وقد وجد العلماء أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة واحدة يتأخر عندهم الخرف لمدة خمس سنوات عن الأشخاص أحاديي اللغة، إذ إن تحدث أكثر من لغة واحدة يمرن عقلك باستمرار، ويحافظ على نشاطه، وهي إحدى الطرق التي تؤخر ظهور الخرف.[٣]
  • الحصول على فرص عمل أكثر: إن المهارات اللغوية ميزة تنافسية كبيرة تميزك عن نظرائك أحاديي اللغة، بل إنها من بين أفضل ثمانية مهارات مطلوبة في جميع المهن بغض النظر عن مستوى مهنتك، إن طلب مدراء العمل لموظفين يتقنون لغتين يتزايد بإطراد، مثلًا في مجال التسويق يبحث أصحاب العمل عن محترفين في اللغة يمكنهم التواصل بسلاسة مع العملاء في الأسواق الخارجية الجديدة والموسعة، وفي الواقع إن تعلم اللغات الجديدة يفتح أمامك أيضًا بابًا للعمل في أكثر من مجال، وهذا بدوره يجعلك أكثر تفتحًا ومعرفة بعدة مجالات.[٤]
  • التعرف على عادات الشعوب المختلفة: تسهل اللغة التعرف على عادات وتقاليد بعض الشعوب التي تتكلم اللغة التي تريد تعلمها، إذ إن إتقانك للغة أمة ما يبني علاقة مباشرة مع ثقافتها، والقدرة على التواصل مع مواطنيها بلغتهم يعرفك على تاريخها وعلى التقاليد والأديان والفنون المنتشرة فيها، وبالتالي تستطيع فهم الشعوب الأخرى فهمًا أعمق، وهذا بدوره يمنحك مزيدًا من التسامح والتعاطف وقبول الآخرين، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين درسوا لغة أخرى أكثر انفتاحًا تجاه الآخرين ويتصرفون بإيجابية تجاه الثقافة المرتبطة بتلك اللغة.[٤]
  • الحصول على المعلومات من مصادرها الأساسية: في عالم يتكون من أكثر من 6000 لغة نحتاج إلى الترجمة، لكن التحدث بلغة إضافية واحدة على الأقل يمكّننا من الوصول إلى معلومات من غير الحاجة إلى الترجمة، فيمكننا التنقل في عالم الإنترنت وكأننا مواطنين عالميين، ويمكننا الاستفادة من المواقع الأجنبية العالمية.[٤]
  • زيادة ثقتك بنفسك: يتعرض أي متعلم للغة جديدة إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء أثناء اكتشاف هذه اللغة، وغالبًا ما تكون الأخطاء أمام الجمهور، لكن هذا جزء ضروري من عملية التعلم، فتعلم لغة ما يعني وضع نفسك في الخارج والخروج من العزلة والشيء الرائع في ذلك هو الشعور المذهل بالإنجاز عند التحدث مع شخص ما بلغته الأم.[٤]




معوقات تعلم اللغات الجديدة

من المعوقات والصعوبات التي تواجهنا في رحلة تعلم لغة جديدة:[٥]



  • توافر الوقت، يحتاج تعلم اللغات الجديدة إلى وقت وفير لتعلمها وممارستها.
  • الحرج من ارتكاب الأخطاء بالنطق أو بالكتابة والخوف من التحدث مع الغرباء، أو الخوف من الصمت المحرج أمامهم عند نسيان الكلمات، والخوف من النظر إلى عيونهم ورؤية السخرية فيها، ويمكن تعويض ذلك من خلال إعطاء الأولوية لجلسات المحادثة المعتادة مع المدرس وزملاء الدراسة في صف اللغة، مما يمكنك من الحصول على ممارسة حية للغة في بيئة مريحة.
  • صعوبة الالتزام بالدراسة كل يوم، فلا شك أن الالتزام بالدراسة كل يوم يعد أمرًا صعبًا خاصة على الأشخاص الكسولين أو غير المنضبطين ذاتيًا، لذلك يجب تحديد مدة زمنية للدراسة والالتزام بها، مثلًا لمدة 10 دقائق، وبعد فترة زدها إلى 15 دقيقة ثم إلى 30 دقيقة، إذ إن الدراسة اليومية المنتظمة تعد أمرًا ضروريًا للمحافظة على تطورك في اللغة.
 

مواضيع مماثلة

أعلى