ردا على اعتقال عناصرها.. ميليشيا "العصائب" تلوح بالفوضى

لوح زعيم ميليشيا عصائب الحق قيس الخزعلي، الجمعة، بالفوضى ردا على اعتقال الحكومة العراقية لعناصر من الحشد، واصفاً مداهمة مقر الحشد الشعبي بالحدث الخطير مشيرا إلى أن قرار الاعتقال ليس عراقياً.

واعترف الخزعلي في تصريح متلفز، بأن كل عمليات القصف التي تمت في العراق كانت تستهدف الأميركيين، قائلاً "لم يتم استهداف أي معسكر للقوات العراقية وإنما مقرات أميركية"، مشدداً على أنه "لا يوجد اي فصيل من فصائل المقاومة يستهدف المؤسسات الحكومية في المنطقة الخضراء".

كما أكد أن مذكرة القبض على عناصر الحشد صدرت من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مباشرة.

ووجهه قائد العصائب خطابه إلى رئيس الوزراء، قائلاً:"هل يعلم الكاظمي أن الطائرات الأميركية تحلق وقت ما تشاء وتقصف من تشاء"، مشيراً إلى أن "بيان العمليات المشتركة الخاص باعتقال عناصر الحشد كتب من قبل الأميركان"، مؤكداً أن "هناك محاولات أجنبية لضرب قوات الحشد الشعبي".

كما تابع "نصيحة إلى الكاظمي لا تقف ضد ابناء الحشد الشعبي لأنهم يمثلون الشعب"، وقال أنه "لا رئيس الوزراء ولا غيره يستطيع الوقوف بوجه ابناء الحشد الشعبي المطالبين بالسيادة"، واصفاً حكومة الكاظمي بالمؤقتة "عملها اجراء الانتخابات المبكرة وعبور التحديات الاقتصادية".

تأتي هذه التصريحات بعدما قامت قوة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي فجر الجمعة على اعتقال عدة عناصر من كتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران(1 عنصرا) ، على خلفية الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأميركية في البلاد، في سابقة من نوعها منذ بدء تلك الهجمات قبل ثمانية أشهر، بحسب ما أكد مسؤولون لوكالة فرانس برس.

اعتقالات وضبط صواريخ

وقال مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان آخران إن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في منطقة الدورة في جنوب بغداد، ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق.

كما أشاروا إلى أن هؤلاء ينتمون إلى فصيل كتائب حزب الله الذي اتهمته واشنطن مراراً باستهداف جنودها ودبلوماسييها بهجمات صاروخية في العراق.

إلى ذلك، أوضح المسؤول الحكومي أن القوة "عثرت على ثلاث منصات وتم اعتقال 13 مقاتلاً".

وبعد ذلك بساعات انتشرت عناصر تابعة لميليشيات في الحشد الشعبي خارج المنطقة الخضراء، وقالت مصادر إن الميليشيات التي انتشرت هي "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"حركة النجباء"، بالإضافة إلى أمن الحشد الشعبي.

تصريحات صارمة

جاء ذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي شدد خلالها أنه سيكون صارما مع الفصائل المسلحة، التي تستهدف منشآت أميركية.

ولعل تلك المداهمة التي وقعت بعد منتصف الليل أول إشارة على عزم الكاظمي تنفيذ وعوده.

هذا وجاءت تصريحات رئيس الحكومة، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد ومواقع عسكرية أميركية أخرى في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.

لكن الواقعة تسلط الضوء أيضا على مدى صعوبة مواجهة بعض الفصائل، لاسيما التي توصف في البلاد بالـ"ولائية" أي الموالية لإيران.

توتر على الأراضي العراقية

يذكر أن قوات الحشد الشعبي، دخلت ضمن مؤسسات الدولة العراقية قبل سنيتن، (بتشريع في البرلمان) وتضم فصائل موالية لإيران وأخرى غير موالية، لكنها تقع تحت تأثير الفصائل الموالية.

وتأججت التوترات بين واشنطن وطهران بشكل خاص على الأراضي العراقية منذ عام على الأقل، وكادت أن تتحول إلى صراع إقليمي في يناير الماضي بعد أن قتلت الولايات المتحدة العقل المدبر العسكري لإيران، قاسم سليماني، والقيادي العراقي في الحشد أبومهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في مطار بغداد.
 
أعلى