ابن البيطار

ملائكة الحب

مُديّرْ المُنتَدىَ













قدّمت الحضارة الإسلامية إسهامات جليلة في مختلف المجالات العلمية والثقافية، وكان لها إنجازات باهرة في مجال الطب والصيدلة وصناعة الأدوية، وحرص أغلب السلاطين والخلفاء على بذل الأموال في سبيل ترجمة كتب الطب عن الأمم السابقة، وأجزلوا العطاء للأطباء، وقاموا بإنشاء البيمارستانات في جميع المدن، وقد اشتهر عددٌ من الأطباء في كل عصر من العصور الإسلامية؛ قاموا بالتجارب الطبية، ودرسوا النباتات، وأدخلو المستحضرات الطبية، واخترعوا أدوات الجراحة الخاصة، وقد ازدهر علم الطب والصيدلية ازدهارًا كبيرًا في عهد العباسيين، فكان في بغداد أكثر من 800 طبيب، واهتم أهل الأندلس بالطب وعلم الأعشاب، واستطاع علماء المسلمين معرفة أسباب وطرق علاج عدد كبير من الأمراض، وكان من أبرز هؤلاء العالم ابن البيطار.










اسمه:

ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي المَعروف بابن البيطار، والملقَّب بالنباتي و العشاب.


ولد في عام 593 هـ الموافق 1197م.




لقب بالمالقي نسبة إلى مالقة بالأندلس
ولقب بالنباتي لأنه كان عالم عصره في علوم النبات

درس ابن البيطار علوم النبات في مطلع شبابه في إشبيلية على يد أبو العباس بن الرومية النباتي، وعبد الله بن صالح، وكان ابن الرومية صاحب شهرة عظيمة في علم النبات، والذي ألف كتاب الرحلة الذي بقي المرجع الكبير في عالم النبات لعدة قرون، فورث ابن البيطار هذه السمعة الجيدة عن أستاذه، بل إن صيته فاق أستاذه فيما بعد لموهبته ودأبه، وكثرة ترحاله إلى بلاد العالم الإسلامي وبلاد أخرى لدراسة أنواع النباتات.

اطَّلع ابن البيطار على كل ما تُرجِم من كتب اليونانيين وعلوم الأوائل من غير العرب، وقد ساعده على ذلك معرفته بعدد من اللغات كالفارسية واليونانية، حيث درس كتب الطبيب اليوناني ديسقوريدس وجالينوس وأبقراط وابن سينا والإدريسيوأبي العباس النباتي دراسة مستفيضة حتى أتقنها تمامًا، وشرح النقاط الغامضة فيها، وعلق على مآثرها.



رحلاته العلميه:

كان ابن البيطار كثير الترحال إلى بلاد اليونان والروم، وجميع بلاد العالم الإسلامي، حيث يجتمع مع علماء تلك البلاد ويدارسهم في أنواع النبات، وخواصه وفوائده، غير مكتف بقراءة الكتب والمصنفات، وكان في ترحاله يدرس النبات في منابته، بل يدرس التربة والحجر الذي ينمو فيه، والأرض التي تنبته، والعوامل المختلفة المتركزة عليه، حتى إذا جمع خبرة طويلة مستندة على الملاحظة الدقيقة ألف كتابيه المشهورين المغني في الأدوية المفردة والجامع لمفردات الأدوية والأغذية

بعد أن تمكن في الأندلس من علم النبات، غادر ابن البيطار بلاد الأندلس بلا رجعة في سن العشرين من عمره في رحلة علمية طويلة، مر في رحلته بالمغرب الأقصى فالجزائر فتونس ثم طرابلس وبرقة، ثم أخذ طريق البحر نحو آسيا الصغرى، وزار اليونان ووصل به المطاف إلى أقصى بلاد الروم، ثم اتجه إلى المشرق الإسلامي فزار بلاد فارس و العراق ثم بلاد الشام ومصر. لم يكن مروره بتلك البلدان عابرًا، بل كان يقيم بكل بلد مدة يبحث فيها عن النباتات ويدرس كل نبات في منبته، ويدرس الأرض التي تنبته، وكان يصطحب رسامًا معه يرسم له كل نبات بدقة، ثم يجتمع مع علماء تلك البلاد فيأخذ عنهم ويتدارس معهم مسائل النبات، وقد تهيأت له من ذلك كله معرفة معمقة بالنبات الموجود في البيئة العربية وفي آسيا الصغرى، وصار أوحد زمانه وعلامة وقته في تحقيق النبات ومواضع منابته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها. ثم استقر ابن البيطار في مصر، وحظي بمنزلة رفيعة عند سلطانها الأيوبي الملك الكامل، الذي ألحقه بخدمته وجعله رئيسًا على سائر العشَّابين، وبعد وفاته حظي عند الملك الصالح نجم الدين أيوب بما كان يحظى به عند والده الملك الكامل من منزلة، فكان ينتقل معه بين القاهرة ودمشق.


أستاذته:
أبو العباس ابن الرومية النباتي
ابن حجاج الإشبيلي
عبد الله بن صالح الكتامي

تلامذته:
أحمد بن القاسم ابن أبي أصيبعة
إبراهيم بن محمد السويدي الدمشقي



مخطوطة لكتاب الموسوعة النباتية أو الحشائش للطبيب اليوناني ديسقوريدوس التي درسها ابن بيطار.


إسهاماته العلمية:

°العلاج الضوئي الكيميائي من خلال خلط بذور نبات الخلّة مع عسل النحل، وتقديمه للمريض على أن يتعرض للشمس حتى يتصبب عرقًا.

°اكتشف ابن البيطار خصائص جديدة لعقاقير قديمة، ووصفَ عقاقير جديدة لم تكن قبله.

°أضاف ابن البيطار تجارب جديدة في علم النبات، وساهم في انتقال علم الزراعة إلى مرحلة جديدة متطورة.

°كان لآثره العلمية دورٌ كبيرٌ في تطوّر علوم الأدوية والأعشاب من بعده في عصر النهضة ما دفع عددًا من المستشرقين للاعتراف بفضله وفضل إسهامات الحضارة الإسلامية في هذه العلوم.

وترك ابن البيطار عددًا كبيرًا من المؤلفات والرسائل في علم الأدوية والأعشاب؛ جمع فيها خلاصة ما وصل إليه السابقون في هذا العلم محاولًا تجاوز أخطائهم وتصحيح ما فسد من آرائهم، وأضاف إلى ذلك نتائج أبحاثه وتجاربه على مختلف أنواع النبات والسموم التي استخدمها في صناعة الأدوية ومن أهم كتبه:

• المغني في الأدوية المفردة: يقع الكتاب في عشرين فصلًا، وقد رتّب ابن البيطار كتابه هذا حسب المرض والعلاج.

• الجامع لمفردات الأدوية والأغذية: استدرك فيه على العشّابين بعض ما اشتبه عليهم، ونقل فيه عددًا من أقوال مشايخ الطب والصيدلة، وجمع فيه مختلف الأدوية والعقاقير الطبية التي تستخلص من النبات والحيوان والجماد.

• الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام: قدّم فيه نقدًا لكتاب منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان لابن جزلة البغدادي. رسالة في تداوي السموم: وهو كتاب عن السموم المستخدمة في صناعة بعض الأدوية، وهناك نسخة منه محفوظة في دار الكتب المصرية.

• تفسير كتاب ديسقوريدوس: وهو عبارة عن قاموس بالعربية واليونانية؛ شرح فيه ابن البيطار عددًا كبيرًا من الأدوية والأعشاب.




وفاته:
توفي ابن البيطار في دمشق عام 646 هـ الموافق 1248م.
وهو في الحادية والخمسين من عمره. وافته المنية وهو يقوم بأبحاثه وتجاربه على النباتات، وتسرب إليه السم أثناء اختباره لنبتة حاول صنع دواء منها.




تمثال لابن البيطار في مدينة ملقة في إسبانيا





 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
جزاه الله الجنة
 

مواضيع مماثلة

أعلى