من هيثم ؟

مولر

كاتب جديد
جالس على الرصيف.
بين الشارع و بين باب بيته.
و يحسب الناس كالسلع لا يميز الا اشكالهم .

و هو ايضا لا يعرف ما يريد.
يتخيل ما تفعله امه خلف الباب و في نفس الوقت تداهم خياله بنت في احدى الطرقات رآها واقفةُ على شباك.
اعتاد يراها كل يوم . هو الآن مشتاق لها . يجهل ان كانت تشتاق له .

يتسائل ان كان يحبها , او ان كانت تحبه .
او ان كانت بالأصل تعرفه.

يدفعه الى شارعها شيئا لا يشبه ما اعتاد من الاشياء .
تملئه الفرحة حين يذكر اول مرةِ رآها فيها .
و كيف كانت تدخن و كم كان يتمنى ان يمنعها .
و تذكر كيف مر على شباكها فأوقعت شريطاً يخص ثوبا من اثوابها في يوم عاصف.
جال بخاطره ايضا كيف تماهل في الأيماء اليها و كيف رآها ترحل من ذاك الشباك الى شباكِ آخر وهو تفرج من دون حراك.
ضل يقضم اصبعه ندما و تأسف انها لا تعرفه و تخصه في نفس الوقت.
بنت جارتها لم تعد تشتري حلوى كما كانت تفعل من قبل.
لا اخبار لديها من سلمى للبيع . و هيثم ليس مهتماً بما تأتي من انباء .
و من دون انذار قام هيثم من جلسته و نفض من جنبيه تراب الارض و سار قبلا.
يرى الناس بعين تخلط الوان الطيف ببعضها . و يرى كل الشبابيك و كل الأبواب سواء.
لم يك الّا شباك واحد مفعم بالحياة .من بين شبابيك الكون .
لم يرى في الكون غيره . كأن الله اقتصر الخلق بشباك كان لسلمى. لم يعد الآن
فسلمى رحلت .
وقف هيثم تحت الشباك و رآها على الرغم من انها لم تعد موجوده.
رآ تلك النظرة المبتهجة على وجهها . زاده ذلك حزنا و اكتآبا .
دس يديه الى الجيب التحتي من البنطال و اخرج الشريط الزهري .
كانت تفوح منه بقايا رائحةِ كانت فيه.
شم و كاد يغص بغلّتهِ و ثار الشبق اليائس في عينيه.
بالكاد يجر انفاسه و يشهقها تخيل لو كان الشريط شفاه سلمى.
اقربه من شفتاه, تلمسه بشفتاه , و تمادى بالتخيل الى ان صارت سلمى امامه و تعرت !!
نظر اليها بحزنِ يا حبيبتي كم اشتقت اراكِ.
اكتفت بالأبتسام . انه لا يعرف صوتها .
لم يسمعها تتكلم قط.
اقتربت منه لم يك يشعر بالخوف . مد ذراعيه اليها اراد لها ان تعرف كيف تعذبه نيران شوقها في قلبه فضمها
احس بأن النار في قلبها لا تقل حرارةً .
قبلها و مضى بشفاه متحفزة يكشف ما يجهل من اشياء في جسدها المبروم حتى التهبت نيران البنت و صارت جسداً .
انات البنت تفيح بنار الحب الليلي على كتفيه . ما اثقلها... ما اجملها .
قاربت الرعشات تفيض عليه بما يتمنى .
ما اصعبه من شيء تطلبه في الشارع.
حتى قطط الشارع شعرت بالخجل.
لكنه كان فرحاً بهذا التخيل. و مضى يتسائل...
هل سيراها ثانيةً؟

لا يمكن ...
فسلمى رحلت من دون رجعه.
هيثم نادم جداً على كل يوم لم يستثمر فيه وقته في نيلها عندما كان يستطيع ذلك.
الشريط ذوى ناراً بيديه .
والناس كما الناس ... لم يتعدو كونهم سلعا تتحرك في الشارع يا هيثم .

 

عاشق النجوم

كاتب محترف
رد: من هيثم ؟

قصة رائعه ومشاعر نبيله
لا نحس بالم الفراق الا حين يقترب منا ويدق ابوابنا
نفارق فنبكي الفراق ونتمنى لو لم يكن
لكن هي سنة الحياة ام شريعة الغاب
نحكم00 ننفذ 000نندم 000فيكون الفراق
رائع ما كتبت وما نسجت
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 

مولر

كاتب جديد
رد: من هيثم ؟

[align=right]
السلام عليكم و الرحمة

شكراً لك على زيارتك و قرائتك.


قدمت فأنرت و سجلت فسطعت .

بارك الله فيك و سدد مساعيك.

منتظر جديدك!


مع تحياتي مولر العراقي
[/align]
 

دموع الشياطين

أمل بلا جسد
رد: من هيثم ؟

قــــــــــصة راااااااااااااااااااااااااائعة
بس السؤال :قولك بينساها؟؟؟
ولا رح يضل معلق بالشباك
هاد السؤال محيرني

تحياتي لك
بنتظار جديدك
 

مولر

كاتب جديد
رد: من هيثم ؟

اشكر المشرفَين الرائعين على المرور .

تير النسيان هبه من رب العالمين و قيل ان للشخص في قلب محبه اربعين فجوه تنطمر فجوه بعد كل يوم من فراقه له . يعني هيثم بعد اربعين يوم راح يدور على شباك ثاني ههههههههه.

نورتوا الموضوع ..
 
أعلى