مرتزقة الوفاق بليبيا.. 28 ميليشيا لكل منها 50 مليون دولار شهريا

أكد المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، أن تحرك الجيش الليبي من العاصمة طرابلس كان صحيحاً، بعدما قامت تركيا بإحضار أكثر من 15 ألفاً من المرتزقة إلى العاصمة.

وأضاف في تصريحاته اليوم الأربعاء لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن هذا الأمر تطلب استخدام قوة أكبر قد تضر بالمواطنين الأبرياء، ولذلك كان تحرك الجيش استجابة للمطالب الدولية بوقف النار واتساقًا مع مبادرات المجتمع الدولي، والتي تبلورت في مبادرة إعلان القاهرة المعلنة في السادس من يونيو برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقال صالح إنه في حال اختراق ميليشيات الوفاق وتركيا لسرت سنطلب تدخل القوات المسلحة المصرية لمساندة الجيش الليبي، وحينها سيكون التدخل المصري لحماية حقوق مصر، موضحًا أنه في حال قيام المليشيات بتجاوز الخط الأحمر سيكون التدخل المصري في ليبيا شرعيًا وبناء على تفويض من الشعب الليبي، وذلك لأن مصر تحمي الأمن القومي الليبي وفي ذات الوقت تحمي أمنها القومي من خلال تأمين حدودها الغربية ومنع تقدم الميليشيات لتسيطر على مناطق تمثل تهديدًا لأمن مصر.

وشدد رئيس مجلس النواب الليبي على أن المليشيات الإرهابية والمسلحة والمرتزقة تريد القتال ونهب ثروات الليبيين والسيطرة على المنشآت النفطية التي هي حق لكل الليبيين في الشرق والغرب والجنوب، مؤكدا أن تلك الميليشيات والجماعات المسلحة في العاصمة لا بد من حلها طوعا أو كرها وتسليم المسؤولية للمؤسسات الأمنية، وخصوصا بعد المجازر التي وقعت منها في ترهونة ومصراتة وغرب ليبيا.

ما هي طبيعة هذه الميليشيات وما عددها فعليا، وكم تكلف خزانة الدولة الليبية؟

عمران أمبيوه القناش، عضو لجنة المصالحات الشعبية المصرية والليبية، يؤكد لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت" أن ميليشيات ومرتزقة الوفاق في ليبيا يبلغ عددها وفقا لحصر من جانب شيوخ قبائل ليبيا، نحو 28 ميليشيا وكتيبة، ومنهم قوات حماية ليبيا، وهو تحالف تم تأسيسه في ديسمبر عام 2018، يضم الميليشيات المتمركزة في العاصمة، وميليشيات أخرى موالية لحكومة الوفاق، مثل ثوار ليبيا، ولواء الصمود، ولواء النواصي، وقوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم، وميليشيا باب تاجوراء، وكتيبة الأحرار، مضيفا أن الميليشيا الواحدة تكلف حكومة الوفاق 50 مليون دولار شهريا ما بين رواتب وتسليح والإنفاق على العمليات والتحركات.

وأضاف أن هذه الميليشيات قامت مؤخرا بنهب منازل وممتلكات المواطنين الليبيين في ترهونة ونفذوا إعدامات ميدانية واعتقالات، كما نفذوا عمليات مماثلة في بني وليد والأصابعة وقصر بن غشير.

متطرفون ليبيون ودواعش ومرتزقة سوريون

وذكر أن هذه الميليشيات تضم متطرفين ليبيين ودواعش ومرتزقة سوريين ويقودهم قيادات من جماعة الإخوان والقاعدة وعناصر كانت معتقلة سابقة في معسكر غوانتانامو، كما يديرهم بشكل فعلي ونقلهم والإشراف على تحركاتهم قيادات إرهابية على رأسها عبد الحكيم بلحاج الذي كان قبل ثورة 17 فبراير من العام 2011، شخصا عاديا وبسيطا، وأصبح الآن من الأثرياء يمتلك ثروة مالية طائلة، وشركة طيران خاصة تسمى" الأجنحة" تتولى نقل المرتزقة الأجانب والسوريين إلى ليبيا لحساب تركيا والوفاق.

ويقول حمد المالكي، عضو مجلس الإدارة السابق بالهيئة العامة للشهداء والمفقودين في ليبيا، إنه منذ الأسابيع الأولى من تسلم حكومة الوفاق مقاليد السلطة في طرابلس، فقد تحالفت وبشكل مباشر مع هذه الميليشيات وزاد تغولها على مؤسسات الدولة، وأصبحت هي الآمر الناهي في العاصمة طرابلس، كما أصبحت هذه الميليشيات تسيطر على الاعتمادات المصرفية مقابل توفير الحماية لقيادات مثل محافظ مصرف ليبيا المركزي.

وتابع حديث لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، قائلا إن من بين هذه الميليشيات، مليشيا ثوار طرابلس وقائدها هيثم التاجوري، وقوة الردع الخاصة وقائدها عبدالرؤوف كارة، وميليشيا قوة الدعم المركزي أبوسليم و يرأسها غنيوة الككلي، مضيفا أن هناك ميليشيا أخرى خاصة بدار الإفتاء المنحلة برئاسة المفتي المقال والمعزول الصادق الغرياني وتسمى ميليشيا النواصي ويقودها الإرهابي مصطفى قدور وذراعه الأيمن محمد أبودراع الشهير "بالصندوق" وصدرت في حق الأخير بطاقة حمراء على خلفية شبهات تتعلق بالاستخدام غير المشروع في الأموال الليبية.

أخطرها الميليشيا التابعة للإخوان

وهناك ميليشيات موزعة بكافة مناطق ومدن المنطقة الغربية من ليبيا -كما يقول المالكي - وكل منها لديه مناطق نفوذ، مثل ميليشيا أحمد الدباشي والمتحالف مع تنظيم داعش بمدينة صبراته والمدرج على قوائم العقوبات بمجلس الأمن لضلوعه في تهريب البشر، وهناك ميليشيا خفر السواحل بالمنطقة الغربية بمدينة الزاوية غرب طرابلس ويترأسها أخطر مهربي الوقود والبشر عبدالرحمن ميلاد الشهير "بالبيدجا". وظهر اسمه في تقارير مجلس الأمن كأخطر المهربين، وهناك في أقصى الغرب مليشيات عرقية كميليشيات زوارة ونالوت ويفرن وغيرها وتتركز هذه في مناطق الأمازيغ.

ويكشف المالكي أن من أخطر الجماعات المسلحة والإرهابية في المنطقة الغربية هي الميليشيات التابعة لمدينة مصراتة المعقل الرئيسي لجماعة الإخوان، ومن أبرز هذه الميليشيات لواء الصمود التي يقودها الإرهابي صلاح بادي، وميليشيا لواء المحجوب، وميليشيا كتيبة المرسى، وميليشيا حطين، مضيفا أن هناك أيضا جماعات إرهابية تحالفت معها حكومة "الوفاق" كبقايا مجالس شورى ثوار درنة، وثوار بنغازي وأجدابيا والتي تعرف أيضا بجماعة أنصار الشريعة، وهي جماعات إرهابية تابعة إما لتنظيم القاعدة أو لتنظيم داعش، وظهر هؤلاء أثناء اقتحامهم لمدينتي صرمان وصبراته، ومن بين من ظهروا الإرهابي الداعشي فرج شكو من مدينة بنغازي والمطلوب دوليا بتهم إرهابية.

ويقول عضو لجنة الشهداء والمفقودين إنه بعد التدخل التركي في ليبيا ودعم حكومة "الوفاق"، مدت تركيا حكومة السراج بمرتزقة سوريين، من بينهم عناصر إرهابية اشتهرت في سوريا بجرائمها الشنيعة التي ارتكبتها في حق الشعب السوري، ولعل آخر هذه القيادات التي ظهرت في طرابلس، الإرهابي غليص أبو عدي الشهير بقاطع الرؤوس، ولديه صور عدة وهو يحمل رؤوسا لجنود ومدنيين سوريين تم قطعها بعد قتلهم والتنكيل بهم.
 
أعلى