مرضى الكورونا: هل سيُصابون مرة جديدة بعد الشفاء؟

ملائكة الحب

مُديّرْ المُنتَدىَ
لا يزال الكثيرون يتساءلون حول إمكانية الإصابة بفيروس كورونا كوفيد-19 مرة ثانية بعد الشفاء.
الإجابة في الموضوع الآتي بحسب العلماء:

جميع المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا طوروا أجساماً مضادّة خلال الشهر الذي أعقب إصابتهم بالعدوى، حتى وإن عانى الشخص من الشكل الطفيف من المرض.
أجرى فريق من معهد باستور والمستشفى الجامعي في ستراسبورغ مسحاً شمل ما يقارب 160 شخصاً أصيبوا بالشكل الطفيف من فيروس كوفيد – 19 بهدف التحقق مما إذا كانت أجسامهم قد طورّت حصانة في أعقاب هذه العدوى. وأثبتت النتائج التي ستكون موضوعاً لما قبل النشر أنه توجد أجسام مضادّة ضد فيروس كورونا في جميع الأشخاص الذين تمَّ فحصهم إيجابياً بواسطة فحص الـ(PCR)، وهو فحص للكشف عن مسببات الأمراض في اختبارات الحمض النووي لتشخيص الأمراض المعدية.
بشرى سارة حيث ينطبق الأمر ذاته على أنواع الالتهابات الأخرى، وبناء عليه يتمتع الشخص بالمناعة بعد إصابته بفيروس كورونا. وعلق أرنود فونتانيه، أحد مؤلفي الدراسة ورئيس قسم الصحة العالمي في معهد باستور قائلاً: "نحن نعلم أنَّ الأشخاص الذين أصيبوا بالشكل الحادّ من المرض يطورون أجساماً مضادّة بعد 15 يوماً من بداية ظهور الأعراض. وأما الآن فقد أصبحنا نعلم أن الأمر ذاته ينطبق كذلك على أولئك الذين أصيبوا بالشكل الطفيف من المرض حتى لو كان مستوى الأجسام المضادّة ضعيفاً جداً". والهدف الآن هو تقييم ديمومة هذه المناعة على المدى البعيد.
طالما تمَّ طرح هذا السؤال حول المناعة بعد الإصابة بالعدوى بفيروس كوفيد – 19. وجاء طرح هذا السؤال بعد أن شفي عدد من المرضى الكوريين كما يبدو، وجاءت نتائج فحوصهم سلبية عند خروجهم من المستشفى، ثم بعد ذلك تمَّ فحصهم إيجابياً مرة أخرى. ومع ذلك، وكما علمنا حديثاً من صحيفة لو فيغارو، فإنَّ منظمة الصحة العالمية أوضحت أنّ الحالات التي أعلن عنها في كوريا الجنوبية لم تكن إصابات بالعدوى مجدداً، بل كانت فحوصاً إيجابية خاطئة ناتجة عن الخلايا الميتة التي تحتوي على آثار من الفيروس.


وجود الأجسام المضادّة يحمي الشخص من عدوى ثانية

مرضى الكورونا يطورون مناعة ذاتية تحميهم من الإصابة مجدداً

مرضى الكورونا يطورون مناعة ذاتية تحميهم من الإصابة مجدداً

وهذه بشرى سارة مضاعفة؛ لأنَّ الباحثين من نيويورك يشتغلون على استخدام تقنية تشتمل على معالجة مرضى فيروس كورونا بواسطة دم المرضى الذين تمَّ شفاؤهم. وهذا لأنَّ البلازما الخاصة بهم تحتوي على أجسام مضادّة. ومع ذلك توجد طريقتان للحصول على مناعة ضد الفيروس: الاستجابة المناعية التي تطورها الأجسام المضادّة، واللقاح. وإذا كان المرضى السابقون قد طوروا أجساماً مضادّة كما لاحظ الباحثون، فمن الطبيعي بناء عليه ألا يصبح من الممكن إصابة الشخص بعدوى كوفيد – 19 مرة أخرى.
غير أنَّ الجواب ليس بهذه البساطة؛ لأنَّ هناك احتمالاً دائماً بأن يتحول الفيروس (حدوث طفرة).
هذه هي الحال مع الإنفلونزا؛ حيث يتمّ تجديد اللقاح بانتظام من أجل الاستجابة إلى الأشكال الجديدة من الفيروس. وفي حال تحول فيروس كوفيد-19 فسوف يكون من الممكن بناء عليه من الناحية الفنية الإصابة بالعدوى مرتين. ومع ذلك وفي الوقت الحالي على الأقل لم يلاحظ أي تحول على الفيروس أو حدوث طفرة. وإضافة إلى ذلك أعلن الباحث جان – كلود سيرارد من معهد باستور في ليل في صحيفة Voix du Nord أنه "حتى إذا لم نكن قد توصلنا بعد إلى مناعة ضد الفيروس، يبدو أن فيروس سارس– كوف SARS- CoV2 يتميز بتنوع جيني وراثي محدود مقارنة بالإنفلونزا". ويعني هذا أنه من غير المحتمل أن يتحول.



آثار من الفيروس باقية


ولكن لماذا جاءت نتائج المرضى الصينيين إيجابية مرة أخرى؟ أولاً، هذه الفحوص ليست موثوقة مائة بالمائة، ويمكن تخيل الحصول على نتيجة سلبية خاطئة. وبعد ذلك، من الممكن أن يحتفظ المرضى بآثار من الفيروس في أجسامهم دون أن تظهر عليهم أعراض كوفيد– 19. إنَّ وجود آثار من الفيروس قد يشير ببساطة إلى أن الشخص لديه الفيروس في اللحظة الحالية تماماً حتى وإن كان الجسم يصنّع مضادات الأجسام. وفي حال إجراء فحص مصلي فسوف نكتشف مجدداً الفيروس دون أن يكون نشطاً، كما أوضح جان– كلود سيرارد للصحيفة اليومية.

بشكل مختصر: إن الفحص الإيجابي مرة ثانية لا يُثبت أن من المحتمل أن يُصاب الشخص مرتين بفيروس كورونا. ومع ذلك، فمن المهم ملاحظة أن فيروس كوفيد – 19 غير معروف حتى الآن من قبل العلماء؛ لأنه صغير جداً. ومن البديهي أنَّ الأجسام المضادّة التي يتمّ تطويرها في أعقاب الإصابة بالعدوى تحمي من الإصابة بالفيروس مرة أخرى. ولكن قد يتطور هذا الوضع في سياق الوباء. وعلى سبيل الوقاية وحتى بعد الإصابة بالعدوى يجب مواصلة اتخاذ إجراءات الحواجز.
 
أعلى