رحللة في عالم تصميم الازياء الجزء9 مع مصممة الأزياء آنا سوي

كلمات مبعثرة

كاتب محترف
قُدتِ، وعدة مصممين آخرين ومنظمات وشركات أخرى، حملة «أنقذوا حي الموضة» في محاولة لإنقاذ حي الموضة بمدينة نيويورك. ما الذي دفعكِ إلى المشاركة في هذه الحملة، وما الذي لا يزال يتعين عمله؟
لقد سمعتُ أن حي الموضة كان مهدَّدًا بالنقل إلى خارج البلاد. وأنا لن أترك هذا يحدث، وأدركتُ أنه يتحتم عليَّ مواجهة الأمر على نحوٍ مباشر؛ فهنا يوجد المصممون الصغار لأن المصانع موجودة هنا، وسوف نفقد كل هؤلاء بمجرد إغلاق هذه المصانع. كما تأتي الصحف العالمية والمشترون إلى هنا بسبب وجود كثير من المصممين الأمريكيين الصغار؛ لذلك نحن بحاجة إلى نشر الدعوة لحماية هذا الحي، ونحتاج إلى مشاركة أكبر من مجتمع المصممين بالكامل. وثمة التزام أخلاقي يتمثل في ترك إرث للأجيال المستقبلية والحفاظ على سلامة حي الموضة. أريد أن أترك إرثًا لابنتي وللمصممين الذين سيأتون من بعدي.
أنتِ تديرين شركةً لتصميم الأزياء، ومتزوجة ولديكِ ابنة، فكيف توازنين بين هذا كله؟
أنا لا أعتقد أني أُحدِث توزانًا جيدًا بين هذا كله. أنا أحاول فقط قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت المثمر مع أسرتي؛ فأحاول تناول الطعام مع ابنتي ونتحدث مع الأكل عن أحداث يومها أو نلعب بعض الألعاب. وأحاول أن أستيقظ مبكرًا في الصباح لأُعدَّ لها الإفطار وأساعدها في الذهاب إلى المدرسة. كذلك نذهب في رحلات أسرية كثيرة بصحبة أختي وأطفالها ووالدي؛ فالأطفال يتذكرون هذه الأوقات.
صِفِي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.
أريد أن أستيقظ في إيطاليا في أي مكان بالقرب من البحر. ماذا عن كابري أو ساحل أمالفي؟ فأنا أحب إيطاليا، وأحب أن أركب قاربًا في إيطاليا، وأحب أن أتنزَّه على الأقدام إلى أسفل التل في كابري لأذهب إلى نادي الشاطئ ثم أركب قاربًا وأسبح عبر مغارة الزمرد، ثم أعود أدراجي وأنزل عن القارب وأتناول غداءً جيدًا من النبيذ الأبيض مع السمك الطازج والمكرونة، ثم أصعد التل مرةً أخرى على الأقدام حتى أتخلص من السعرات الحرارية التي اكتسبتها وأقفز في المسبح الموجود على قمة التل، ثم أحصل على قيلولة قصيرة حتى أستعدَّ لصعود التل مرةً أخرى من أجل تناول العشاء، ثم أذهب في جولة قصيرة وأزور المتاجر. هذه هي الحياة المثالية بالنسبة إليَّ!
حوار مع مصممة الأزياء ريم عكرا
هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتكِ أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

عندما كنتُ طالبة في الجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان، أُتيحت لي فرصة تصميم مجموعة ملابس وتصنيعها من أجل عرض أزياء أُقيم هناك. حضر العرضَ ألفا شخص، وعندما صعدتُ على المسرح بعد العرض، أدركتُ أن هذه ستكون مهنتي.
figure17.png

ريم عكرا في أثناء عملها في ورشة تصميم الأزياء الخاصة بها. الصورة بإذن من ريم عكرا.
ماذا كان تخصصكِ أثناء دراستكِ في الجامعة الأمريكية في بيروت؟
كان تخصصي إدارة الأعمال، وهو ما ساعدني كثيرًا بوصفي مالكة لشركة أزياء عالمية!
حضرتِ في الجامعة حفلًا وارتديتِ فيه فستانًا تطريزه مُعقَّد من الحرير والأورجانزا صنعتِه من مفرش مائدة غرفة الطعام الخاص بوالدتك. وتصادف وجود محررة أزياء في هذا الحفل ولاحظَتِ الفستان. ماذا حدث بعد ذلك؟
لفت هذا الفستان انتباهها وأوحى لها بأن تنظِّم لي عرض أزياء في الجامعة. كانت هذه فترة رائعة ومثيرة في حياتي؛ فكل شيء حدث بسرعة كبيرة.
هل بدأتِ على الفور العمل في صناعة الموضة بعد الانتهاء من دراستك في كلٍّ من معهد تكنولوجيا الأزياء بنيويورك ونظيره في باريس، المدرسة العليا لفنون وتقنيات الموضة؟ كذلك، هلَّا تخبرينني بأي تدريب تخصصي أو تدريب دراسي أو تدريب أثناء العمل حصلتِ عليه قبل إطلاق مجموعتكِ الخاصة؟
كانت دراستي بمعهد تكنولوجيا الأزياء في نيويورك فترة مميزة في حياتي؛ فقد فزتُ بكل جائزة قدَّمها المعهد لطلابه، مثل جوائز مدام جريه ومؤسسة وولمارك. عندما حِكتُ فستاني الأول في مادة تصميم الفساتين، أخبرتْ أستاذتي طلابَ الصف أن جودة تصميمي تجعله يجب أن يُعرَض في نوافذ بيرجدورف جودمان، متجر البيع بالتجزئة المتخصص الشهير في نيويورك. وبعد تخرُّجي، عملتُ في إحدى الشركات مصمِّمةً لأزياء علامة تجارية خاصة لعدة سنوات؛ أعطاني هذا العمل خبرة واسعة في تطوير المنتجات وفي السوق الأمريكي ككل. وتحولتُ إلى العمل مصممة ديكور لبضع سنوات بعد هذه التجربة، واستمتعتُ بهذه المهنة، لكني كنتُ أعلم دومًا أني سأعود إلى تصميم الأزياء. بعد ذلك، أسستُ شركتي وأنا لا أدرك أني بحاجة إلى خطة أو استراتيجية للعمل، بل بدافع من حُبِّي لصُنع أزياء جميلة.
في عام ١٩٩٧، أطلقتِ مجموعة ريم عكرا لفساتين الزفاف، التي سرعان ما اشتُهرتْ بسبب أقمشتها الفاخرة وتطريزها المعقَّد واستخدامها للخرز وتصميماتها المتقنة. ما الذي شجَّعكِ على البدء بتصميم فساتين الزفاف، وكيف أسفر هذا عن مجموعة الملابس الجاهزة التي أطلقتِها بعد ذلك بستة أشهر؟
بدأ الأمر عندما طلبتْ مني إحدى صديقاتي صُنع فستان ترتديه في حفل زفافها في فندق كريون بباريس، وأُعجبتْ وسائل الإعلام به في كلٍّ من باريس ونيويورك. وأسفر هذا الفستان عن ٣٠ طلبًا آخر لتصميم فساتين مثله؛ ومن ثَم بدأتُ هذا المشروع، وبدأتُ تصميم الملابس الجاهزة بطلب من إدارة نيمان ماركوس، التي كانت تبحث عن مجموعة تصميمية جديدة لمتاجرها.
في عام ٢٠٠٣، العام نفسه الذي أطلقتِ فيه مجموعة ملابسك الجاهزة، فتحتِ متجر البيع بالتجزئة الرئيسي لكِ في نيويورك. صفي لي شعورك بامتلاك متجرك الخاص الذي يعرض مجموعتك كاملة في قلب عالم التجزئة المترف؟
عندما فتحتُ متجري في عام ٢٠٠٣، كانت هذه أروع تجربة عشتها؛ فقد كان حلمًا تحقَّق على أرض الواقع. كان حفل الافتتاح مذهلًا، وكنتُ حينها في غاية السعادة. نقلتُ متجري من ماديسون أفينيو إلى أحد أشهر المباني في نيويورك، مبنى كراون، الذي يقع على ناصية شارعَي فيفث أفينيو والشارع السابع والخمسين. إنه يقع فوق متجر بولجري في الزاوية، وتحيط به أجواء الملابس الراقية.
ما فلسفة تصميماتك؟
لديَّ رغبةٌ نهمة لاستخدام الأقمشة الفاخرة، والمنسوجات، والألوان الغنية، وأي شيء يُصنَع يدويًّا. تخاطب إبداعاتي على وجه الخصوص النساء الباحثات عن التألق والرقي في أهم لحظات في حياتهن. ويُعَد إدراكي الشديد لأهمية البراعة الفنية، والإبداع الهائل، والانتباه للتفاصيل؛ أساس فلسفتي المدفوعة بحبي للأزياء والتصميم.
figure18.png

إطلالة من عرض أزياء مجموعة ربيع/صيف ٢٠١٢ لريم عكرا، يظهر فيها فستان دون حمالات، مكسو بالخرز، به كشكشة على الجانب وتطريز متعدد الألوان؛ مع سترة قصيرة ومفتوحة من الأمام مصنوعة من ريش النعام الصغير ومطرزة بالخرز. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من دان وكورينا ليكا.
كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة أم بنوع من الإلهام أم بفكرةٍ جديدة أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟
أستمدُّ إلهامي من حياتي؛ من الأماكن التي أسافر إليها، والمتاحف التي أزورها، ومن أصدقائي المقرَّبين وعائلتي. وتكون عادةً نقطة البدء بالنسبة إليَّ عندما أعمل على مجموعةٍ جديدة فكرةً جديدة أطوِّرها أو نوعًا متميزًا من الأقمشة أو الخامات.
اشتهرتِ — بوصفك مصممة أزياء — بقدرتك على التوفيق بين إطلالة المرأة وشخصيتها. وتشتمل قاعدة عملائك على مشاهير وأفراد من الأسر المالكة وسيدات مجتمع وشخصيات شهيرة في مجال الأزياء، وكل النساء اللاتي يُقدِّرن المستوى العالي من الجمال والبراعة الذي تتسم به تصميماتك؛ فهلَّا تصفين لي كيف تسير عملية التعاون مع العميل؟ وفي رأيكِ ما أهم جانب من هذا التعاون بالنسبة إلى مصمم الأزياء؟
إنه سؤال صعب للغاية، لكنه مهمٌّ جدًّا لأني أرى التعاون بين العميل والمصمم أمرًا مثيرًا جدًّا؛ فعندما أقابل عميلة لأول مرة، أرى سحرًا خاصًّا حين أجد أنه في مقدوري رؤية جوهر الشخص الذي أصمم له؛ فالأمر يتعلق بشخصية العميلة والمظهر الذي ستبدو عليه حين ترتدي الفستان الذي أصممه لها. وينتابني هذا الشعور عادةً في غضون الدقائق الأولى من لقائي بها.
تُعَد القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير نقطة بارزة في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. مَن أول مَن عملتِ معهم من المشاهير؟
كانت أول عميلة لي على الإطلاق من المشاهير ترتدي فستانًا صممتُه هي هالي بيري، وعكَس الفستانُ الذي ارتدته شخصيتها وجمالها البارز. كانت هذه لحظة مثيرة للغاية لن أنساها أبدًا. استغرقتُ سنوات طويلة حتى أحصل على عملائي من المشاهير الذين أتعامل معهم حاليًّا وبذلتُ جهدًا مضنيًا في تطوير هذه العلاقات. والآن يثق المشاهير في قدرتي على توفير مظهر أنيق وجميل لهم على السجادة الحمراء.
تُباع مجموعات ريم عكرا للملابس الجاهزة وفساتين الزفاف في أكثر من ١٥٠ متجر بيع بالتجزئة من أشهر المتاجر في العالم، مثل بيرجدورف جودمان ونيمان ماركوس وساكس فيفث أفينيو في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ساكس فيفث أفينيو وهارفي نيكلز في الشرق الأوسط. توجد مجموعتك أيضًا في متاجر البيع بالتجزئة المتخصصة في جميع أنحاء العالم، في الكويت والبحرين والسعودية وتركيا ومصر وهونج كونج وسنغافورة واليابان وكوريا. ما النصيحة التي تودِّين تقديمها لمصمم أزياء طموح يبذل قصارى جهده في محاولة الحصول على أول تعاقد له مع متاجر البيع بالتجزئة؟
إنها نصيحة أساسية، لكنها مهمة للغاية: قدم تصميماتٍ ذات جودةٍ عالية في الموعد المحدَّد يستطيع المتجر بيعها.
هل هناك أسلوب معيَّن اتبعتِه سمح لكِ بالوصول إلى مستوى التميز والنجاح الذي حققتِه في مشوارك المهني والذي لم يستطع الوصول إليه إلا عدد قليل من المصممين؟
ربَّاني والدي على العمل بجِدٍّ وعدم الاستسلام أبدًا. الأمر يتطلب كثيرًا من العمل لساعات طويلة والمثابرة الشديدة، ولا بد أن تتحلى بقدرٍ كبير من القوة الداخلية والقدرة على رؤية الصورة الكاملة.
figure19.png

أول فستان زفاف صممته ريم عكرا. الصورة بإذن من ريم عكرا.
ما النصيحة التي تَودِّين تقديمها لمصمم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟
لا تَحِدْ أبدًا عن أسلوبك ورؤيتك الجمالية.
بوصفك مصممة أزياء لديها مجموعة أزياء باسمها، تتعاونين مع فريق الإدارة التنفيذية ورؤساء أقسام الإبداع لديك من أجل ضمان سير كافة خطوات تطوير مجموعتك وبيعها بسلاسة، مثل التصميم والتصميم الفني والترويج والعروض المرئية ومراقبة الجودة وإنتاج عروض الأزياء والعلاقات العامة والمبيعات والتسويق. كيف تديرين هذه العملية مع فريق العاملين لديكِ؟
يجب أن يكون لديك أفضل فريق عمل يمكنك العثور عليه حتى يساعدك على أن تصبح أفضل مصمم أزياء يمكنك أن تكونه؛ فيُعتبر عمل أناس رائعين معك ميزةً لا تُقدر بثمن ويجب ألا يُستهان بها. يجب أن يتمتعوا بالذكاء والسرعة والطموح، ويجب عليهم أيضًا فهم العلامة التجارية والتمكن من إعطائك الدعم المطلوب لتُخرج أفضل ما لديك.
تصممين حاليًّا خمس مجموعات ملابس مختلفة، بما في ذلك فساتين زفاف وملابس سهرة راقية ومجموعات ملابس زفاف ملكية وموسمية ومجموعات ملابس جاهزة موسمية، وخط إنتاج إكسسوارات؛ وهي مهمة ضخمة لأي مصمم أزياء. كيف تحققين التوازن بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية؟
إنه ليس توازنًا، بل حلقة مكتملة. تصبح حياتك المهنية وحياتك الشخصية شيئًا واحدًا، فهما تمثلان حياتك، وليس أجزاء منفصلة من حياتك.
صِفِي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.
اليوم المثالي بالنسبة إليَّ هو يوم أقضيه وحدي؛ أُصمم فيه الأقمشة وأفصِّلها على المانيكانات وأبتكر الرسومات الأولية وأنا أستمع إلى غناء المغنية الفرنسية إديت بياف.
 
المواضيع المتشابهة

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
مواضيعك رائعه ماشاء الله
بانتظار كل جديد
 
أعلى