*حمزة*
مشرف عام
شعر عن الرجولة و الشجاعة
- أبو علاء المعري
- وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها
- غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ
- إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى
- بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ
- وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ
- جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي
- وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى
- إِذا لَم يَكُن مِن تَحتُ نُصحِ جُيوبِ
- أحمد شوقي
- مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن
- وَأَودى بِزَينِ شَبابِ الزَمَن
- وَباتَت بِصَنعاءَ تَبكي السُيوفُ
- عَلَيهِ وَتَبكي القَنا في عَدَن
- وَأَعوَلَ نَجدٌ وَضَجَّ الحِجازُ
- وَمالَ الحُسَينُ فَعَزَّ الحَسَن
- وَغَصَّت مَناحاتُهُ في الخِيامِ
- وَغَصَّت مَآتِمُهُ في المُدُن
- وَلَو أَنَّ مَيتاً مَشى لِلعَزاءِ
- مَشى في مَآتِمِهِ ذو يَزَن
- فَتىً كَاِسمِهِ كانَ سَيفَ الإِلَه
- وَسَيفَ الرَسولِ وَسَيفَ الوَطَن
- وَلُقِّبَ بِالبَدرِ مِن حُسنِهِ
- وَما البَدرُ ما قَدرُهُ وَاِبنُ مَن
- عَزاءً جَميلاً إِمامَ الحِمى
- وَهَوِّن جَليلَ الرَزايا يَهُن
- وَأَنتَ المُعانُ بِإيمانِهِ
- وَظَنُّكَ في اللَهِ ظَنٌّ حَسَن
- وَلَكِن مَتى رَقَّ قَلبُ القَضاءِ
- وَمِن أَينَ لِلمَوتِ عَقلٌ يَزِن
- يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون
- وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن
- وَيَجمَعُ قَومَكَ بِالمُسلِمينَ
- عَظيمَ الفُروضِ وَسَمحُ السُنَن
- وَأَنَّ نَبِيَّهُمُ واحِدٌ
- نَبِيُّ الصَوابِ نَبِيُّ اللَسَن
- وَمِصرُ الَّتي تَجمَعُ المُسلِمينَ
- كَما اِجتَمَعوا في ظِلالِ الرُكُن
- تُعَزّي اليَمانينَ في سَيفِهِم
- وَتَأخُذُ حِصَّتَها في الحَزَن
- وَتَقعُدُ في مَأتَمِ اِبنِ الإِمامِ
- وَتَبكيهِ بِالعَبَراتِ الهُتُن
- وَتَنشُرُ رَيحانَتَي زَنبَقٍ
- مِنَ الشِعرِ في رَبَواتِ اليَمَن
- تَرِفّانِ فَوقَ رُفاتِ الفَقيدِ
- رَفيفَ الجِنى في أَعالي الغُصُن
- قَضى واجِباً فَقَضى دونَهُ
- فَتىً خالِصَ السِرِّ صافي العَلَن
- تَطَوَّحَ في لُجَجٍ كَالجِبالِ
- عِراضِ الأَواسي طِوالِ القُنَن
- مَشى مِشيَةَ اللَيثِ لا في السِلاحِ
- وَلا في الدُروعِ وَلا في الجُنَن
- مَتى صِرتَ يا بَحرُ غُمدَ السُيوفِ
- وَكُنّا عَهِدناكَ غِمدَ السُفُن
- وَكُنتَ صِوانَ الجُمانِ الكَريمِ
- فَكَيفَ أُزيلَ وَلِم لَم يُصَن
- ظَفِرَت بِجَوهَرَةٍ فَذَّةٍ
- مِنَ الشَرَفِ العَبقَرِيِّ اليُمُن
- فَتىً بَذَلَ الروحَ دونَ الرِفاقِ
- إِلَيكَ وَأَعطى التُرابَ البَدَن
- وَهانَت عَلَيهِ مَلاهي الشَبابِ
- وَلَولا حُقوقُ العُلا لَم تَهُن
- وَخاضَكَ يُنقِذُ أَترابَهُ
- وَكانَ القَضاءُ لَهُ قَد كَمَن
- غَدَرتَ فَتىً لَيسَ في الغادِرينَ
- وَخُنتَ اِمرأً وافِياً لَم يَخُن
- وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ
- وَلا مَدَّ عُمرَ الجَبانِ الجُبُن
- وَلَكِن إِذا حانَ حَينُ الفَتى
- قَضى وَيَعيشُ إِذا لَم يَحِن
- أَلا أَيُّها ذا الشَريفُ الرَضي
- أَبو السُجَرِ الرَماحِ اللُدُن
- شَهيدُ المُروءَةِ كانَ البَقيعُ
- أَحَقَّ بِهِ مِن تُرابِ اليَمَن
- فَهَل غَسَّلوهُ بِدَمعِ العُفاةِ
- وَفي كُلِّ قَلبِ حَزينٍ سَكَن
- لَقَد أَغرَقَ اِبنَكَ صَرفُ الزَمانِ
- وَأَغرَقتَ أَبناءَهُ بِالمِنَن
- أَتَذكُرُ إِذ هُوَ يَطوي الشُهورَ
- وَإِذ هُوَ كَالخِشفِ حُلوٌ أَغَن
- وَإِذ هُوَ حَولَكَ حَسَنُ القُصورِ
- وَطيبُ الرِياضِ وَصَفوُ الزَمَن
- بَشاشَتُهُ لَذَّةٌ في العُيونِ
- وَنَغمَتُهُ لَذَّةٌ في الأُذُن
- يُلاعِبُ طُرَّتَهُ في يَدَيكَ
- كَما لاعَبَ المُهرُ فَضلَ الرَسَن
- وَإِذ هُوَ كَالشِبلِ يَحكي الأُسودَ
- أَدَلَّ بِمِخلَبِهِ وَاِفتَتَن
- فَشَبَّ فَقامَ وَراءَ العَرينِ
- يَشُبُّ الحُروبَ وَيُطفي الفِتَن
- فَما بالُهُ صارَ في الهامِدينَ
- وَأَمسى عَفاءً كَأَن لَم يَكُن
- نَظَمتُ الدُموعَ رِثاءً لَهُ
- وَفَصَّلتُها بِالأَسى وَالشَجَن