يشير مصطلح العنف الجنسي إلى مجموعة واسعة من الجرائم

لورنس

كاتب جيد جدا
العنف الجنسي يشير مصطلح العنف الجنسي إلى مجموعة واسعة من الجرائم والانتهاكات الجنسية؛ فهو يتضمن التحرش الجنسي، والاغتصاب، والاعتداء الجنسي، والاستغلال الجنسي للأطفال، وحتى المعاقين عقليًّا أو جسديًّا، والاغتصاب الزّوجي، وسفاح القربى، والاتجار بالبشر لغايات استغلالهم جنسيًّا، وغيرها الكثير من أي فعل أو تصرّف اتجاه شخص من أجل الحصول على علاقة جنسيّة كاملة أو غير كاملة بالإكراه، أو تحت التهديد، وينعدم فيها الخيار لدى الضحيّة بالموافقة أو الرّفض، فليس شرطًا أن يكون الفعل عنيفًا حتى ينضوي تحت هذا التصنيف؛ إذ يكفي أن ينتهك الشخص حق الآخر في الموافقة على العلاقة الجنسية، وغالبًا ما يقع العنف الجنسي من الرّجال على النّساء أو الأطفال، ومرتكبو مثل هذا التصرّف الجنسي عادةُ لا يكونون من الغرباء، بل من البيئة المحيطة للضحيّة، مثل أحد الأقرباء، أو الأصدقاء، أو الجيران، أو رؤساء العمل، أو زملاء الدّراسة، مع استثناء حالات الحرب والنّزاعات المسلّحة، التي يقع فيها العنف الجنسي من قبل الغرباء. وسنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أهم الجرائم التي يشملها مصطلح العنف الجنسي.[١][٢] أنواع العنف الجنسي إنّ مصطلح العنف الجنسي مصطلح واسع، وينضوي تحته الكثير من التصرّفات الجنسيّة، وفيما يأتي ذكر بعضها: الاعتداء الجنسي على الأطفال: الاعتداء الجنسي على الأطفال هو إجبار الطفل أو القاصر- دون 18 عامًا- على الانخراط في ممارسات جنسية دون موافقته أو أخذ مشورته، واستغلال ضعفه وبراءته، وحتى جهله بهذه الأمور، لممارسة أي فعل جنسي معه، سواء كانت الممارسة عبر التواصل الجسدي المباشر أم استدراج الطفل وانتهاك حقوقه عبر عرض الأفلام الإباحية عليه وإجباره على مشاهدتها، أو إقناعه بأداء ممارسات جنسية عبر شبكة الإنترنت، أو أجبار الطّفل أو القاصر على ممارسة العادة السرية، أو الاستمناء في حضوره، أو التحدّث معه على الهاتف بكلام جنسي فاضح، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة نماذج كهذه من المواقع الإباحية التي تعرض مواد مسيئة للأطفال في انتهاك لجميع القيم والمعايير الأخلاقية والإنسانية.[٣] الاستغلال الجنسي للأطفال: يحدث عندما يُكره الطفل أو القاصر على المشاركة في الممارسات الجنسية مقابل أمور معينة مثل المال أو الحلوى أو الهدايا، أو القليل من الحنان والاهتمام، وحتى المخدّرات عن طريق استمالة الأطفال أو القصّر لحضور الاحتفالات ونصب شرك تعاطي المخدّرات للإيقاع بالضّحايا وإحكام السيطرة عليهم، وفي معظم الأحيان يبدأ الاستغلال الجنسي على هيئة علاقة طبيعية أو صداقة، ويمكن أن يكون مباشرًا أو عبر شبكة الإنترنت، وحتى لو كان الفعل الجنسي قائمًا بالتراضي بين الطرفين، فإنه يظل موصوفًا بالاستغلال لأن الطفل أو القاصر في هذه المرحلة لا يملك القدرة على التفكير السليم.[٤] الاغتصاب: ويشير إلى عملية الجماع كاملةً التي يُكره على ممارستها الطرف الآخر، سواء كان بكامل قواه العقليّة والجسديّة، أو كان فاقد السّيطرة على كل من عقله وجسده بتخلّف عقلي أو إعاقة بدنيّة، أو بتناول المخدّرات أو المشروبات الكحوليّة، فالقوانين لا تشترط المقاومة الجسديّة لإثبات حادثة الاغتصاب، إذ يكفي أن تكون الضحيّة مسلوبة الإرادة، وغير قادرة على الموافقة أو الرّفض، ويشمل التعريف الجديد للاغتصاب كل فعل جنسي ينضوي تحته إيلاج القضيب بالمهبل أو بفتحة الشّرج أو الفم سواء جزئيًّا أو كليًّا، وحتى إدخال بعض الأدوات لأي من المهبل أو الشّرج، وجريمة الاغتصاب قد يكون ضحيّتها الذّكور والإناث والأطفال على حدّ سواء، وتوسم هذه الجرائم بأنها من أشد الانتهاكات الجنسية فظاعة وخطورة نظرًا للأذى النفسي والجسدي الذي تلحقه بالضحايا.[٥] التحرش الجنسي: التحرش الجنسي من الآفات الخطيرة التي تنتشر في المجتمع، وتتسبب بأذى نفسي كبير للضحية، ويشمل التحرش الجنسي أمورًا عديدة أهمها التحديق في جسد الضحية أو تعمد لمسه، وإبداء ملاحظات جنسية مهينة لها، وإلقاء النكات والمزاح حول طبيعتها الجنسية من النّاحية البيولوجيّة، واستخدام كلمات جنسية لوصف أشخاص آخرين، أو إلقاء النكت حول بعض المواضيع الخطيرة مثل الاغتصاب، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفضح الحياة الجنسية لأحدهم، أو طلب مقاطع وصور فاضحة من الآخرين، أو عرض تلك الصور عليهم، وقد شاع مؤخرًا شكل آخر من أشكال التحرش الجنسي؛ فترى الشخص يمطر الآخرين بتعليقات جنسية على حساباتهم المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مسببًا أذى نفسيًا وإحراجًا لهم، ولا يشترط أن يكون التحرّش الجنسي بألفاظ أو أفعال جنسيّة، إذ يعد أي لفظ أو فعل من شأنه التقليل من قيمة الطّرف الآخر على أساس الجنس تحرّشًا جنسيًا، مثل مضايقة المرأة العاملة في مكان عملها بأي أقوال أو تصرّفات فقط لكونها أنثى في مجتمع ذكوري، والعكس صحيح، فقد يكون المتحرّش امرأة والمتحرّش به رجل، وعادةً يحدث التحرش الجنسي في مختلف الأماكن، بيد أنه شائع للغاية في مواقع العمل والدراسة، مما يفرض على الضحية صعوبة شديدة في التعامل معه، إذ يكون للمتحرّش سلطة عليا على الضحيّة، مثل رئيس، أو معلّم في المدرسة، أو مدرّس أكاديمي في الجامعة، والتهديد من حيث تدنّي الدّرجات، أو من حيث الحرمان من الترقية أو الخصومات الماليّة في العمل.[٦] التعقب: يشير إلى سلسلة متكرّرة من السلوكيات غير المرغوبة التي يبديها أحد الأفراد نحو فرد آخر، ما يدفع هذا الأخير إلى الشعور بالخوف والذعر، وحتى ينطبق مصطلح التعقّب على الشّخص المعتدي يجب أن يتكرّر فعل الترصّد أو المطاردة للضحيّة وليس مجرّد حدوثه مرّة واحدة كما في التحرّش مثلاً أو الاغتصاب لتكون كفيلة للإدانة، والتعقّب يأتي بأشكال عديدة مثل التواصل غير المرغوب، سواء كان عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانًا كثيرة يتطور الأمر فيعمد الشخص إلى الإساءة اللفظية، أو إرسال الهدايا، أو مراقبة الضحية وانتظارها خارج المنزل أو العمل أو المدرسة، أو إرسال التهديدات، أو إلحاق الضرر بممتلكات الضحيّة، وفي بعض الحالات يبلغ الأمر درجة خطيرة تنتهي بحدوث اعتداء جسدي أو جنسي.[٧] الحفاظ على الأطفال من العنف الجنسي قد يكون الأطفال هم الفئة الأضعف على الإطلاق في المجتمع، ما يجعلهم فريسة سهلة لأي استغلال جنسي ضدّهم، لذلك كان التركيز عليهم في هذه الفقرة دون شرائح المجتمع البالغة العاقلة الأخرى، فكما يتعلّم الأطفال كيفيّة الابتعاد عن النّار، والنّظر في كلا الاتجاهين قبل عبور الشّارع، فمن الأهميّة بمكان تعليمهم كيفيّة الحفاظ على أنفسهم من أي استغلال جنسي، وتوعيتهم من أي انتهاك لخصوصيّة أجسامهم، وذلك من خلال النّصائح الآتية:[٨][٩] فتح قنوات حوار مع الطّفل في سن مبكّرة، للتعرّف على أجزاء جسمه وخاصة الجنسية، وتسميتها باسمها الحقيقي إن كان عمر الطّفل يسمح بذلك، أو تسميتها بأي اسم يتقبّله الطّفل، وتحذيره بأنّ هذه الأجزاء من جسمه تخصّه وحده، ولا يجوز لأيٍ كان أن يلمسها أو يتحسّسها، ومن المفترض أن تغطى عن الجميع بالملابس، ولا يجوز لأحد مهما كان قريبًا من الطّفل أن يراها دون ملابس. تعليم الطّفل كما أنّ أعضاءه الحميمة ملك خاص له، لا يجوز لأحد لمسها، أو تصويرها، كذلك يجب أن لا يسمح لأحد أن يجبره أن يرى أو يتحسّس الأعضاء الخاصّة للآخرين، وأن يمتنع عن رؤية أي شخص عارٍ حتى لو طلب هذا الأخير منه ذلك. ضرورة التركيز على تجنّب الاحتفاظ بالأسرار بما يخص أجزاء جسمه، وإخبار أحد والديه بأي تصرّف غير مناسب حصل معه من أي شخص مهما كان قريبًا، أو محبوبًا للطّفل لأنّ أغلب المعتدين والمتحرّشين بالأطفال يرهبون الطّفل لعدم إخبار الأهل، أو اتّباع أسلوب أنّ هذا الأمر سر بينهما، فالأطفال يحبّون الأسرار. تعليم الطّفل حقّه في الرّفض وقول كلمة "لا"، خاصّةً فيما يتعلّق بجسمه، أو حريّته الشخصيّة، فهذا الأمر يساعد على تقوية شخصيّته، وصقلها. هدم الحواجز ما بين الطّفل أو القاصر وأبويه، وتدعيم التواصل الفعّال بينهم في جميع جوانب الحياة. ضرب الأمثلة الحيّة للطّفل لكيفيّة التحرّش أو الاعتداء الجنسي لتقريب الصّورة لذهنه وترسيخها لديه. عدم الشّعور بالخجل أو الخزي والعار، أو اعتبار أنّ ما حصل مسؤوليّة الطّفل في حال تعرّضه لأي من الممارسات الجنسيّة، وضرورة طلب المساعدة من أي بالغ يثق به. عدم قبول أي هدايا أو مال أو حلويّات من أي شخص سواء كان قريبًا أو غريبًا مقابل أن يمارس معه أي من الممارسات التي حذّره الأهل منها. تجنّب الألعاب التي تحتوي على تحسّس الأعضاء الحميمة، أو خلع الملابس، مثل لعبة الطّبيب والمريض، أو لعبة ركوب الحصان، أو لعبة العروس والعريس، سواء مع طفل بنفس عمره، أو يكبره بالسّن، لأنّ أغلب الإحصائيّات تشير إلى أن أكثر من 30% من قضايا الاعتداء أو التحرّش الجنسي تقع على الأطفال من قبل قاصرين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. تجنّب مصادقة الأشخاص البالغين، لأنّهم ينتمون لفئة عمريّة لا تناسب عمر الطّفل، وهي من الأمور الخاطئة التي يجب الابتعاد عنها. آثار العنف الجنسي على الرجال إن الاعتداءات الجنسية لا تقتصر على النّساء أو الأطفال، فقد يحدث العنف الجنسي من رجل على رجل، ولكن بسبب نظرة المجتمع للرّجل الذي تعرّض للاغتصاب من الدّبر أو الإيذاء الجنسي أو الإجبار على الاستمناء تقل بل تكاد تُعدم البلاغات في هذا المجال، فنسبة العار في هذه الحالة تكون أكبر منها في حال كان المعتدى عليه امرأة، فهم بالإضافة لما سبق فإنّهم وأثناء عمليّة العنف الجنسي يشعرون بالارتباك، لا سيما أنّ مثل هذه الممارسات تكون مترافقة مع الانتصاب أو القذف، وأغلب حدوث مثل هذه الحالات تكون في حالات الحرب والنّزاعات المسلّحة، ومن أبرز الآثار المدمّرة للعنف الجنسي على الرّجال نذكر ما يأتي:[١٠] الشّعور الدّائم بالقلق والتوتّر من احتماليّة اكتشاف الأمر، ما يوقعهم في مستنقع الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصّدمة. الشّعور بنقص في رجولتهم، مترافق مع جلد الذّات ولوم النّفس، لعدم قدرتهم على إيقاف مثل هذه التصرّفات بحقّهم، ومقاومة الجاني، خاصّةً إن كانت الممارسة متزامنة مع القذف أو الانتصاب ما يزيد من الشّعور بالخزي والذّنب في المشاركة بمثل هذه الأفعال، وهي ما يعوّل عليها المعتدي لإبقاء العنف الجنسي على الرّجال أو الأولاد سرًّا، وإيهامهم أنّ ردّة فعلهم الفسيولوجيّة دليل على استمتاعهم، ما يجبر الرّجال الذين تعرّضوا لهذه الاعتداءات على التزام الصّمت. المعاناة من صعوبات النّوم، ومشاكل اجتماعيّة تتمثّل بالانسحاب وإيثار العزلة على الاختلاط بالمحيط، واضطرابات في الشهيّة تجاه تناول الطّعام


 

مواضيع مماثلة

أعلى