الحمل مرة أخرى بعد النفاس

لورنس

كاتب جيد جدا
النفاس تظهر بعض التغيرات الملحوظة على جسم المرأة بعد مرورها بتجربة الولادة، وتتركز هذه التغيرات في الأعضاء الجنسية على وجه التحديد؛ فمن المعروف أن خروج الطفل من المهبل أثناء الولادة يؤدي إلى مدّ أو بسط المهبل إلى أقصى درجة للسماح لرأس الطفل بالخروج طبيعيًا من جسم الأم، ويُمكن للطبيب أو القابلة القانونية أن تحاول تسهيل خروج الطفل عبر شق الجلد الواقع في منطقة العجان، أي ما بين المهبل والشرج، ومن الطبيعي أن تشعر المرأة بجفاف أو ترهل أو توسع المهبل لديها بعد الولادة أو أثناء النفاس، وقد لا يرجع المهبل إلى شكله الطبيعي كما قبل الولادة، وهذا الأمر يُعد طبيعيًا وغير مثيرٍ للقلق، لكن تزداد فرص شعور المرأة بالألم أثناء الجماع الجنسي، كما تُشكل مشكلة جفاف المهبل مشكلة حقيقة للكثير من النساء المرضعات، وقد يحتاج الأمر إلى 6-12 أسبوعًا حتى تتحسن حالة التقرحات وتزول علامات الغرز الجراحية المجاورة للمهبل، وهنا قد تطرح البعض أسئلة حول الموعد الأنسب للجماع بعد النفاس، وهذا ما ستبينه السطور القادمة[١]. الموعد الأفضل للجماع بعد النفاس ينصح الخبراء بضرورة تجنب الانخراط في الجماع الجنسي خلال الـ 4-6 أسابيع التي تعقب الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية، ويرجع سبب ذلك إلى حقيقة أن جسم المرأة ينهمك بإصلاح نفسه أثناء مرحلة النفاس، وشيئًا فشيئًا سيتوقف النزيف ويرجع عنق الرحم إلى وضعه الطبيعي وتلتئم الجروح الناجمة عن الولادة، وفي حال انخرطت المرأة في الجماع الجنسي مبكرًا أو أثناء الأسبوعين التاليين للولادة، فإن هذا يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنزيف والتهابات الرحم، وبالطبع توجد عوامل أخرى يجب وضعها بعين الاعتبار عند التفكير بالموعد الأفضل للجماع بعد النفاس؛ كمستوى الألم الذي تشعر به المرأة، والتعب، والإعياء، ومستوى الرغبة الجنسية لديها، والجفاف المهبلي، ونوعية مانع الحمل الذي تُفضل استخدامه، فضلًا عند مستوى الاكتئاب الذي تُعاني منه المرأة بعد الولادة.[٢]. وتُعد مشكلة جفاف المهبل أحد أبرز المشاكل التي تواجه النساء بعد النفاس، ويرجع سبب حدوث جفاف المهبل أصلًا إلى انخفاض مستوى هرمون الأستروجين خلال فترة النفاس، ويُمكن لهذه المشكلة أن تستمر لمدة 4-6 أسابيع عند النساء المرضعات، ومن المعروف كذلك أن الرضاعة الطبيعية هي أحد الأمور التي تحد من مستوى الرغبة الجنسية لدى النساء، وهذه الأمور بمجملها تجعل من التجربة الجنسية أمرًا مختلفًا عما كانت عليه قبل الولادة، ومن الجدير بالذكر أن الاختلالات الهرمونية الحاصلة أثناء النفاس والرضاعة الطبيعية يُمكن أن تؤدي إلى أعراض غير مستحبة أو مرغوب بها؛ فمثلًا، قد يبدأ الثديين بتسريب بعض الحليب أثناء الجماع أو بعد وصول المرأة إلى النشوة الجنسية بسبب نوعية الهرمونات التي يُفرزها الجسم أثناء تلك اللحظات[٢]. وعلى أية حال، يعتقد بعض الخبراء أن الانتظار لمدة 6 أسابيع من أجل الانخراط في الجماع الجنسي بعد النفاس هو أمرٌ يصعب تطبيقه على جميع النساء؛ لأن أحوال ومشاكل النفاس تختلف من امرأة إلى أخرى، وهذا يعني عدم وجود وقت محدد أو معياري للجماع بعد النفاس[٣]. ومن الجدير بالذكر أن نصف الأزواج ينخرطون في الجماع الجنسي عادةً بعد مضي 8 أسابيع بعد الولادة، بينما يبدأ أزواج آخرون بالجماع في وقت أبكر من ذلك، وآخرون قد يُفضلون الانتظار لوقت أطول، لكن ومع حلول الأسبوع الـ12، فإن ثلاثة أرباع الأزواج ينخرطون في الجماع الجنسي بصورة طبيعية[٤]. الحمل مرة أخرى بعد النفاس تعتقد الكثير من النساء أن الحمل هو أمرٌ مستبعد بعد ولادة الطفل، وهذا الأمر هو غير صحيح على الإطلاق؛ إذ يُمكن للإباضة أن تحدث عند المرأة غير المرضعة خلال 6 أسابيع بعد الولادة وربما أبكر أحيانًا، لكن بالنسبة للمرأة المرضعة، فإن الوضع قد يكون مختلفًا بعض الشيء؛ لأن الجسم يُفرز هرمونات تمنع الحمل أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، لذا تُعد الرضاعة الطبيعية بمثابة وسيلة منع حمل طبيعية خلال الـ 6 أشهر الأولى بعد الولادة، وتصل نسبة فاعلية هذه الوسيلة إلى حوالي 98% عند النساء اللواتي اعتمدن فقط على الرضاعة الطبيعية لإطعام أطفالهن واللواتي لم تأتيهن الدورة الشهرية بعد، لكن على أرض الواقع توجد فقط امرأة واحدة فقط من بين أربع نساء يُمكنها أن تستفيد من الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل، وهذا يعني ضرورة بحث النساء عن وسائل منع حمل أخرى في حال لم يرغبن بالحمل والإنجاب لبعض الوقت، ويُمكن للواقي الذكري أن يكون وسيلة منع مناسبة، كما يُمكن الاستعانة باللولب الرحمي أيضًا، أما بالنسبة لوسائل منع الحمل الهرمونية أو حبوب الحمل، فإنها لن تكون خيارًا مناسبًا للنساء أثناء فترة الرضاعة الطبيعية؛ بسبب الأعراض الجانبية السيئة لها أثناء هذه الفترة بالذات، وعلى أية حال، قد تتساءل النساء هنا عن سلامة الحمل مرة أخرى خلال السنة التي تعقب الولادة، ويجب الخبراء على هذا السؤال بالقول بأن الحمل بسرعة بعد المرة الأولى يزيد من خطر ولادة الطفل الثاني قبل أوانه، ويزيد من فرص إصابته بالتشوهات الخلقية أيضًا[٥]. نصائح الجماع بعد النفاس توجد الكثير من الأمور التي يُمكن اتباعها لتحسين الحياة الجنسية بعد الولادة والنفاس، منها الآتي[٥]: العودة تدريجيًا إلى الأنشطة الجنسية الطبيعية بعد النفاس وتهيئة الجسم لذلك بممارسة أنشطة عاطفية وحميمة مع الزوج؛ كالمساج مثلًا. التركيز على استخدام أساليب المداعبة بعد فترة النفاس لإرجاع الرطوبة مرة أخرى إلى مستواها الطبيعي داخل المهبل. استخدام أحد المزلاقات أو المرطبات المهبلية المصنوعة من الماء؛ لأن المزلقات المصنوعة من الزيت يُمكنها إيذاء أو إعطاب الواقي الذكري. الحدّ من الشعور بالآلام عبر إفراغ المثانة من البول قبل الجماع، أو أخذ حمام دافئ، أو أخذ أدوية لتسكين الآلام[٦]. ممارسة تمارين كيغيل التي تهدف إلى تقوية عضلات الحوض وتجنب الإصابة بسلس البول. إفساح بعض الوقت لممارسة الجماع الجنسي مع الزوج مع عدم إهمال العناية بالطفل. مصارحة الزوج بالمشاعر والأحاسيس والمشاكل الجنسية الناجمة عن النفاس والولادة. وعلى أية حال، من الضروري الحديث هنا عن الخطوات التي من الضروري اتخاذها للتعامل مع النزيف المصاحب للنفاس، فمن المعروف أن هذا النوع من النزيف يُمكن أن يستمر حتى الأسبوع السادس من الولادة وربما أكثر أحيانًا، لذا يجب التعامل بحكمة مع هذا النزيف واتخاذ الخطوات المناسبة، مثل عدم استخدام السدادات القطنية المهبلية والحرص بدلًا عن ذلك على استخدام الفوط الصحية فقط، وعدم الخلط بين دماء الدورة الشهرية وبين دماء النفاس، ومراجعة الطبيب عند ملاحظة حدوث تغير في رائحة الدم أو النزيف أثناء النفاس

 

مواضيع مماثلة

أعلى