التكيّف مع المشكلات

عدي

كاتب جيد
( كل مشكلة لها حل ) هذه العبارة نرددها كثيرا ً ... لأننا نحب أن نبقى متفائلين مهما تراكمت الأزمات ... فنحن نؤمّل أنفسنا بوجود حل نبحث عنه ولابد أن نجده ... هذا الأمل جميل فى إيجاد حل يبعث على السعادة والاطمئنان ، ولكنه يبعث على الصدمة إذا كان الواقع يقول : لا يوجد حل لهذه المصيبة ...

لذا علينا أن نعترف بأن بعض المشكلات ليس لها حل ... كالأمراض المزمنة أو مصيبة الموت أو فقد الإنسان لبعض المقومات التى يتمناها ويحبها فى مظهره أو فى قدراته التى لا تأتى بتدريب ولا دراسة ...

ونحن نريد أن نحافظ على الأمل فى القلوب ، ونريد أن نكون إيجابيين فى البحث عن حلول ... ولكن الاعتراف بالواقع يقينا من الصدمة ... وعلينا أن نتكيف مع كثير من المشكلات العقيمة التى لا حل لها ، أو التى يحتاج حلها إلى فترة حضانة طويلة حتى ينضج ويثبت فاعليته ...

بعض الناس متعهم الله عز وجل بقدرة عالية على التكييف ... فيبقى سعيدا ً مهما ألم به من خطوب ويحاول شغل ذهنه بنشاطات أخرى مفيدة تصرفه عن الشعور بالمعاناة ... ويردد عبارات تعينه على ذلك كأن يقول : المؤمن مبتلى ، هذه طبيعة الدنيا والراحة فى الآخرة ، مشكلتى تهون أمام مشكلة فلان ، الحمد لله أنها لم تكن أعظم من ذلك ... فهذه العبارات تهون عليه مصيبته وتصبره ... وتحافظ على نشاطه على الرغم من العقبات المثبطة ... وقد يستخدمها الناس لتخدير واقعهم والتهرب من علاج مشكلاتهم البسيطة التى تحتاج إلى تحرك يسير ... وكأنهم يتمنون وقوع هذه الوقائع فى حياتهم ليكسلوا ويركنوا ...

وهذا فريد يمكن تعلمه والتدريب عليه ... وفى حال المشكلات التى لها حل يحتاج إلى صبر طويل فالإنسان ينبغى أن يجمع بين ممارسة هذا التكيف الإيجابى ومداومة البحث عن الحلول وتطبيقها بشكل فاعل ... فالركون إلى التكيف تواكل مذموم ... ومباشرة الحل دون تكيف مع الوضع لا يضمن أن يطول نفس صاحب المشكلة إلى أن تبدأ فاعلية هذا الحل ...

ويساعد الإنسان على التكيف الإيجابى أن يقتنع أن عليه الاستسلام والرضا بقضاء الله وقدره ... وأن السخط من شأنه أن يحرم صاحبه من ثواب الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب ... بل يكفيه أن يلاحظ لطائف الله عز وجل حين أنزل عليه هذا البلاء ... وحسبه التجربة التى خاضها واستفاد منها ، وحسبه ثواب الله عز وجل .
 
المواضيع المتشابهة
أعلى