علاج انخفاض هرمون التستوستيرون

لورنس

كاتب جيد جدا
الهرمونات تتحرك كل أجزاء الجسم من القلب إلى الكليتين إلى العضلات إلى الجلد بتلقيها لأوامر بكيفية تحرّكها لأداء مهامها عن طريق الهرمونات التي يفرزها نظام الغدد الصماء؛ إذ إن كل عضو من هذه الأعضاء يمتلك وظيفة مختلفة عن غيره، وللهرمونات دور مؤثر في تحديد طبيعة عمل كل جزء منها، والمدة اللازمة لقيامه بمهامه، إضافةً إلى الوقت المناسب لأدائها، إذ تعدّ الهرمونات مهمة جدًا لصحة الجسم، وتوجد لدى الهرمونات وظائف متعددة مثل الوظائف الجنسية، أو النمو وتطوّر الجسم، أو الحالة المزاجية التي يشعر بها الشخص، بالإضافة إلى تنظيم عمليات الأيض المسؤولة عن كيفية حصول الجسم على الطاقة من الغذاء الذي يتناوله الشخص، وتعدّ الهرمونات رسائل كيميائية تجرى داخل الجسم إلى أنسجته وأعضائه عن طريق مجرى الدم لتساعد هذه الأجزاء على أداء وظائفها.[١] هرمون التستوستيرون هرمون التستوستيرون المعروف باسم هرمون الذّكورة هو الهرمون الذكري الرئيسي داخل أجسام الرجال، وهو المسؤول عن تنظيم توزّع الدهون، وتنظيم الكتلة العضلية، والخصوبة، إضافةً إلى إنتاج كريات الدم الحمراء داخل الجسم، وأي انخفاض أو ارتفاع في مستوياته قد يؤثر على وظائف الجسم، وقد شاعت معاناة العديد من الرجال من انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، ويتسبب انخفاض مستوياته بالعقم أو قصور الغدد التناسلية، وقد وصل التطور الطبي لإيجاد حل من أجل تعويض مستويات التستوستيرون المنخفضة ورفعها، وقد تضاعف عدد الوصفات الطبية لمكملات هرمون التستوستيرون خمسة أضعاف ما كانت عليه بين عامي 2012 و2019، والتي يجب أن لا توصف إلا لحالات صحية معينة كما لتعويض مستوياته المتناقصة مع العمر، إذ إنه من الطبيعي أن تقل مستويات التستوستيرون مع التقدم في السن. ويتسبب هرمون التستوستيرون كغيره من الهرمونات في إحداث تغييرات داخل الجسم، وخاصةً بمسؤوليتها اتجاه تطوير سمات الرجل الجنسية، ويُفرَز هذا الهرمون داخل الخصيتين في خلايا تُعرَف بخلايا ليدج، ويتبع لمجموعة هرمونات تُعرَف بالأندروجينات، ومن أدواره التي يؤديها إنتاج الحيوانات المنوية، ودوره في تحديد حجم العضلة وقوتها، وكثافة العظم في الجسم، والرغبة الجنسية بداخله، ويتحكم كل من الدماغ والغدة النخامية بمستواه، كما يفرز التستوستيرون داخل جسم المرأة أيضًا، وزيادة إنتاجه تسبب زيادة الصلع والعقم.[٢] فحص مستوى هرمون التستوستيرون يمكن الكشف عن مستوى هرمون التستوستيرون داخل الجسم عن طريق إجراء فحص دم بسيط، وذلك نتيجة لجريان الهرمون داخل المجرى الدموي، وقد تصل النسبة الطبيعية لمستويات التستوستيرون ما بين 280 إلى 1100 نانوغرام منه لكل ديسيلتر لدى الذكور البالغين، ومن المهم مراجعة الطبيب بنتيجة الفحوصات للتأكد من كونها ضمن المستوى الطبيعي وذلك لاحتمالية وجود اختلافات في هذه القيم من مختبر إلى آخر، وقد يبدأ الطبيب بالحذر والبحث وراء سبب انخفاض مستوى الهرمون في حالة تسجيل قيم مستوياته لدى الشخص أقل من 300 نانوغرام في كل ديسيلتر. وقد ينتج عن الارتفاع المعتدل لمستويات الهرمون أعراض طفيفة، إذ تبدأ علامات البلوغ لدى هؤلاء المراهقين بصورة أبكر من غيرهم، أما بالنسبة للارتفاع الكبير في مستوياته فمن شأنه أن يقف خلف وجود اضطرابات في الغدة الكظرية، أو حتى سرطان داخل الخصيتين، أو مشاكل أخرى مثل تضخم الغدة الكظرية الخَلْقي الذي قد يعاني منه الذكور أو الإناث، وهو سبب طبيعي وراء ارتفاع مستوى إنتاج التستوستيرون ولكنه نادر الحدوث، وقد يرى الطبيب ضرورة إجراء فحوصات أخرى عدا فحص الدم في حالة الارتفاع الكبير في مستوى التستوستيرون لمعرفة وتحديد السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة بصورة أدق.[٣] أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون تصل أعلى قيم لمستوى هرمون التستوستيرون خلال عمر العشرين، وعادةً ما تحدث اختلالات في مستوى الهرمون خاصة نقصانها عن الحد الطبيعي، وذلك لطبيعة قلة إنتاج الجسم للهرمون مع التقدم في العمر، إذ إنه من الطبيعي تناقص مستوياته بنسبة 1% خلال كل سنة ما بين عمر الثلاثين إلى الخمسين ولمن هم أكبر من ذلك أيضًا، وقد يختبر العديد من الرجال الكثير من التغيرات الواضحة نتيجة هذا النقصان الطفيف، إلا أن البعض الآخر قد لا تظهر عليهم بنفس الصورة، وقد تبدأ العلامات بالظهور في سنوات منتصف العمر، أو من الممكن أن تتأخر في الظهور إلى عمر الستين فما فوق، وعادةً ما يُسمّى هذا النقصان في التستوستيرون بسن اليأس للذكور، وقد يؤدي هذا الانخفاض إلى حدوث عدة أعراض أخرى تواجه الرجل، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:[٤] تقلص العقلية العدوانية. تراجع القوة. قلة الطاقة الجسدية. انخفاض القدرة على التحمل. زيادة الوزن. أوجاع وآلام في منطقة المفاصل والعظام بدرجة أكثر من الطبيعية. تراجع الرغبة الجنسية، وتراجع القدرة على الانتصاب. هشاشة العظام. علاج انخفاض هرمون التستوستيرون تختلف طريقة العلاج تبعًا للحالة الصحية التي يمر بها الشخص، إذ تتطلب حالة انخفاض مستوى التستوستيرون لدى كبار السن في مرحلة متأخرة علاجًا مختلفًا عما هو عليه نتيجة وجود مرض ما داخل الجسم، ومن العلاجات المُستخدَمة لذلك مكملات التستوستيرون؛ ميثيل تستوستيرون، ولكن لا يُنصَح باستخدام هذا المكمل لأن عمليات الأيض داخل الكبد لها دور في التخلص منه بصورة سريعة، وقد ينتج عن ذلك سمية في الكبد، لذا يسعى الأطباء لتجنب استخدامه مع احتمالية الحاجة إلى وصفه بوصفة طبية لدى المرضى كبار السن الذين يعانون من أعراض حادة بسبب انخفاض التستوستيرون. ومن العلاجات الأخرى المُستخدَمة هي العلاج الهرموني البديل، والذي يساعد من خلاله على استرجاع طبيعة بعض وظائف الجسم المعتمدة على هرمون التستوستيرون، ويمكن الحصول عليه عن طريق الحقن، أو لاصقات الجلد أو الجل موضعي، أو حتى على شكل أقراص دوائية تُمتَص عن طريق اللثة، ولكن يحوي هذا العلاج أعراضًا جانبية يتوجّب التنبه لها ومراقبتها مثل تكون حب الشباب، أو تضخم الثدي وتضخم البروستاتا، أو مشاكل في التنفس أثناء النوم في الحالات النادرة
 

مواضيع مماثلة

أعلى