ما هو تفسير « قل يا أيها الكافرون »

عشق الروح

كاتب جيد جدا
<figure class="single-featured-image"><figure class="single-featured-image">
-يا-ايها-الكافرون.jpg
</figure>



«قل يا أيها الكافرون» براءة من الشرك، عن جبلة بن حارثة –وهو أخو زيد بن حارثة- أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى تمر بآخرها، فإنها براءة من الشرك»، وجاء فيها أنها سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه، ونزلت حينما دعا كفار قريش رسول الله صل الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة.
<ins class="adsbygoogle" style="display: block; height: 0px;" data-ad-client="ca-pub-1170002228746321" data-ad-slot="5263491935" data-ad-format="auto" data-full-width-responsive="true" data-adsbygoogle-status="done"><ins id="aswift_1_expand" style="display: inline-table; border: medium none; height: 0px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 708px; background-color: transparent;"><ins id="aswift_1_anchor" style="display: block; border: medium none; height: 0px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 708px; background-color: transparent; overflow: hidden; opacity: 0;"></ins></ins></ins>​
متى تقرأ سورة الكافرون

قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال له: «هل لك في ربيبة لنا تكفلها؟» قال: أراها زينب، قال: ثم جاء فسأله النبي صل الله عليه وسلم، قال: «ما فعلت الجارية؟» قال: تركتها عند أمها، قال: «فمجئ ما جاء بك؟» قال: جئت لتعلمني شيئًا أقوله عند منامي، قال: «اقرأ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك» [تفرد به أحمد].
تفسير سورة الكافرون

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [سورة الكافرون: 1-6]
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} شمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش، وقيل: أنهم من جهلهم دعوا رسول الله صل الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر رسوله أن يتبرأ من دينهم بالكلية، فقال: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ}: يعني من الأصنام والأنداد، {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}: وهو الله وحده لا شريك له، وجاءت “ما” هنا بمعنى “من” ثم قال: { وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}: أي ولا أعبد عبادتكم، أي: لا أسلكها ولا أقتدي بها، وإنما أعد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه؛ ولهذا قال: {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئًا من تلقاء أنفسكم، كما قال: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم:23]، فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه، فإن العابد لابد له من معبود يعبده، وعبادة يسلكها إليه، {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} قال البخاري: لكم دينكم: أي الكفر، ولي دين: أي الإسلام، ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذف الياء، وقال غيره: لا أعبد ما تعبدون الآن، ولا أجيبكم فيما بقى من عمري، ولا أنتم عابدون ما أعبد.
الكفر ملة واحدة

قد استدل الإمام الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} على أن الكفر ملة واحدة تورثه اليهود من النصارى وبالعكس؛ إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به، لأن الأديان ما عدا الإسلام كلها كالشيء الواحد في البطلان، وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود وبالعكس؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «لا يتوارث أهل ملتين شتى».

</figure>



{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} [سورة النساء: 64-65]، بعض المسلمين يأخذون هذه دليل على شد الرحال إلى قبر رسول الله صل الله عليه وسلم حتى يسأل رسول الله أن يستغفر له، بيان رأي العلماء في ذلك العمل هل هو صحيح، وهل المعنى في الآيات يوافق رأيهم؟
<ins class="adsbygoogle" style="display: block; height: 182px; width: 708px;" data-ad-client="ca-pub-1170002228746321" data-ad-slot="5263491935" data-ad-format="auto" data-full-width-responsive="true" data-adsbygoogle-status="done"><ins id="aswift_1_expand" style="display: inline-table; border: medium none; height: 182px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 708px; background-color: transparent;"><ins id="aswift_1_anchor" style="display: block; border: medium none; height: 182px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 708px; background-color: transparent; overflow: hidden;"></ins></ins></ins>​
معنى ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفر لهم الرسول

يوضح لنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز معنى هذه الآية: جاء فيها حث الأمة على المجيء إليه إذا ظلموا أنفسهم بشيء من المعاصي، أو وقعوا فيما هو أكبر من ذلك الشرك فلهم ان يجيئوا إليه تائبين نادمين، حتى يستغفر لهم صل الله عليه وسلم، والمراد بهذا المجيء: المجيء إليه في حياته صل الله عليه وسلم، وذلك وهو يدعو المنافقين وغيرهم إلى المجيء إليه، ليعلنوا توبتهم ورجوعهم إلى الله، ويطلبوا منه أن يسأل الله أن يقبل توبتهم، وأن يصلح أحوالهم؛ ولهذا قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء:64]، فطاعة الرسول إنما تكون بإذن الله تعالى، يعني الإذن الكوني القدري، فمن أذن الله، وأراد هدايته اهتدى، ومن لم يأذن الله في هدايته لم يهتد، الأمر بيده سبحانه ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن، {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان:30].
حكم زيارة قبر النبي

{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا جاءت الآيات لحث للعباد على أن يأتوا رسول الله صل الله عليه وسلم ليعلنوا عنده توتهم وليسأل الله لهم في حياته وليس المراد بعد وفاته كما يظنه بعد الجهال؛ والمجيئ إليه لهذا الغرض بعد موته ليس مشروع، وإنما يؤتى للسلام عليه لمن كان في المدينة، أو وصل إليها من خارجها؛ لقصد الصلاة بالمسجد، والقراءة فيه.
والأصل أنه إذا أتى مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم، سلم على رسول الله وعلى صاحبيه، لكن لا يشد الرحال من أجل زيارة القبر فقط، بل من أجل زيارة المسجد، وتكون الزيارة لقبره صل الله عليه وسلم، وقبر أبو بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما تابعة لزيارة المسجد؛ لقوله صل الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» [متفق على صحته].
سبب نزول الآية {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}:
عن الزبير بن العوام: أنه خاصم رجلًا من الأنصار قد شهد بدرًا مع رسول الله صل الله عليه وسلم، إلى رسول الله صل الله عليه وسلم في شراج في الحرة، كانا يسقيان به كلاهما النخل، فقال الأنصاري: سَرِّح الماء يمر، فأبى عليه الزبير، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «اسق يا زبير، ثم أرسل إلى جارك»، فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله صل الله عليه وسلم، ثم قال: «اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع على الجدر» واستوعى رسول الله صل الله عليه وسلم للزبير حقه، وكان رسول قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه السعة له وللأنصاري، فلما أحفظ الأنصاري رسول الله، استوعى للزبير حقه في صريح الحكم، ويقول الزبير: ما أحس هذه الآية إلا في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
 

مواضيع مماثلة

أعلى