وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

دموع اليآسمين

كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
b2.gif
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
b1.gif

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه
- كانوا مجتمعين في عهده لم يكونوا متفرقين؛ بل كانوا يؤثر بعضهم بعضا ويحب بعضهم بعضا، قال الله تعالى في الأنصار:
b2.gif
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
b1.gif
b2.gif
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
b1.gif
يحبون المهاجرين لماذا؟ مع أن هؤلاء من قحطان وهؤلاء من عدنان، هؤلاء من مكة وهؤلاء من المدينة لماذا أحبوهم وقدموهم على أهليهم؟ لأنهم مؤمنون، يحبونهم لأجل الإيمان
b2.gif
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
b1.gif
من آدابهم التي تأدبوا بها: أنهم يؤثرون على أنفسهم، في قصة نزول هذه الآية: أن صحابيا استضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يجد عند أهله إلا الماء. فقال رجل من الأنصار: أنا أكرم ضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذهب به إلى بيته، وقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: ما عندي إلا عشاء صبيتي. فقدمت العشاء لذلك الضيف، وبات هو وصبيته جياعا تلك الليلة، فأنزل الله هذه الآية:
b2.gif
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
b1.gif
هذه من آدابهم أنهم يؤثرون على أنفسهم، يؤثرون حتى في المصالح.
سمعت بعض الإخوة، أو ينقل أن كثيرا من المهاجرين الذين هاجروا من الحجاز ومن العراق هاجروا مثلا إلى خراسان لما استوطنوا في تلك البلاد -وكان أهلها من المجوس- وصاروا تجارا فيها يعني: تولوا التجارة. إذا أصبحوا وجاء أحد يشتري منك وأنت قد بعت شيئا دللته على أخيك الذي لم يبع، وقلت: اذهب إلى ذلك الأخ فإنه لم يبع ولم يأته أحد من الزبائن، أما أنا فقد أتاني قبلك اثنان أو واحد. فيؤثره بالزبائن على نفسه.
وهكذا يعنى: هذا من الإيثار. ماذا كانت نتيجة هذا الإيثار؟ كونه فقط لا يبيعك، مع أنك لو اشتريت منه ما زاد عليك وإنما يبيعك بالسعر المعتاد؛ ولكن يحب أن يكون الربح لأخيه مثل ما أنه قد ربح على غيرك، يعني: قد باع سلعة وربح فيها شيئا يكفيه، يحب أن يكون لأخيه الثاني والثالث شيء من الربح يواسي به.
فكان هذا الإيثار مما أثر في نفوس المواطنين هناك من الفرس، فتأثروا بذلك ودعاهم ذلك إلى الإسلام، وقالوا: هذا هو الدين الذي حث أهله وأربابه على أن تخلقوا بهذه الأخلاق، وتأدبوا بهذه الآداب. لا شك أنه دين قوي، دفعهم إلى هذه الأخلاق والآداب. ما هذا؟ لا شك أنه دين متين. اعتنقوه في أقرب وقت، وتركوا ديانتهم المجوسية والمسيحية وغيرها.
إذا تأدب المسلمون بهذه الآداب التي منها: أدب الإيثار، وأدب المحبة، وأدب المواساة، وأدب الإنصاف ونحوها، إذا تأدبوا بذلك أحب بعضهم بعضا وكذلك أحبهم الآخرون ودخلوا في الإسلام وتمكنوا منه، من كان منهم مسلما غير متمكن تمكن الإسلام من قلبه، ومن لم يكن مسلما دخل في الإسلام؛ لما يرى من آدابه وأخلاق أهله التي إذا تخلقوا بها كلهم أصبحوا بذلك أمة لها قوتها، ولها معنويتها، ولها مكانتها في الأمم السابقة واللاحقة.
هكذا يريد منا الإسلام: أن نكون أمة متماسكة بالحق عاملين به لا نتوانى في العمل به أبدا. أما إذا ظهر فينا الفشل وظهر فينا التخاذل والتحزب الذي ذمه الله تعالى في قوله:
b2.gif
كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
b1.gif
صار هؤلاء الحزب ينددون بأضدادهم ويتتبعون عثراتهم، ويدعون أن الكمال في حقهم، ويدعون غيرهم إلى أن ينضموا معهم، ويحذرونهم ويقولون: لا تكونوا في حزب فلان ولا تكونوا مع فلان؛ فإنهم على ضلال وعلى خطأ. ويلتمسون العثرات، ويجعلون الحبة قبة ويجعلون الخطأ عمدا، ويسيئون الظن بإخوتهم؛ فإن ذلك من أسباب الضعف ومن أسباب الفشل.

للامانة منقول
 

ام انور

كاتب جديد
رد: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شاكرك يا احلى دمعة ويارب ما تنزل دمعه
 

دموع اليآسمين

كبار الشخصيات
رد: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شاكرك يا احلى دمعة ويارب ما تنزل دمعه

يسلمو على تواجدك الرائع
وردك الزوء
الك كل تحيه وتقدير
دمتي بطاعة الرحمن

يا رب انتي كمان ما
يدخلك الحزن وجدان

ef6ba9984d.gif
 

عبد القيوم

كاتب جديد
الف شكـــر لك




على الطرح الرائع

اثابك الله الاجروالثواب

وجزيت خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
 

مواضيع مماثلة

أعلى