مشكلة البكاء الكثير عند الاطفال

قيثارة

كاتب جيد جدا


البكاء هو أمر فطري خلقه الله تعالى لدى الإنسان يحدث في حالتي الحزن والفرح ,لكن قد يتطور البكاء في حياة الطفل إلى مشكلة لدى الأهل أو تصبح هي بذاتها مشكلة لديه عندما يكبر , فالبكاء هو نوع من الهروب من المواجهة أو الاعتراف بالخطأ, ولكن في الحقيقة البكاء هو طريقة يستطيع الطفل من خلالها أن يصل لما يريده عن طريق البكاء أو تصبح طريقة للهروب من خطأ وقع فيه .
يجب أن نفهم الطفل بأن هذه الصفة سلبية وأن هناك ميزان لكلمة الحساسية ,وسبب مشكلة البكاء تبدأ منذ الصغر ,فيحاول الطفل استخدام هذه الطريقة ليأخذ ما يريده من الأهل.
فمثلا تضطر الأم أحيانا الى الخروج من المنزل دون ان تصحب معها طفلها الصغير وهذا يثير الطفل فيشعر بالغضب والحزن ويعبر عن ذلك بالتذمر والبكاء أحيانا او التعلق بالأم وقد تغضب الأم وتتذمر من سلوك طفلها هذا وقد تضربه او تكف عن ذهابها...
والأم الحكيمة هي التي تعرف كيف تمتص حدة الموقف وتخفف عن الطفل وتخرج من المنزل بطيئا تدريجيا و با أقناع وتفهم من جانب الطفل لا بعصبية او اوامر لأن العصبية او القسوة على الطفل وزجره و غيرها من اساليب تؤثر على نفسية الطفل وفد لا تكون قبل خروج الأم من المنزل فقط ولكن تستمر حتى بعد عودة الأم فتشعر الأم بالغضب ورفض الطفل ولكن علماء النفس يشيرون الى ان مافعله الطفل من سلوك وان حزنه لا يعني بالتأكيد انه غير سعيد لأن امه قد عادت اليه بل هو مجرد تعبير عن جالة الغضب والضيق التي شعر بها عندما تركته فالطفل يخترزن القلق و لا ضيق طوال فترى غياب الأم ثم يعبر عنها عند عودتها اليه ، لأنه يسعر بالارتياج في وجودها معه .
أن الموقف يحتاج الى شيء من الصبر والحكمة حتى لا تسببي لطفلك ألما نفسيا قد يدفعه لا اضطرابات سلوكيه أو حالة نفسية مستعصية فكيف
اسباب البكاء لدى الاطفال
1- الطفل في عمر السنة يكون البكاء هنا هي لغة الخطاب لديه فهو يبكي من شدة الحر أو البرد أو الرائحة الكريهة أو النور الشديد –الظلام-الصوت العالي أو المفاجيء-شعوره بالوحدة-إجباره على طعام أو نوم –مقاومة رغباته-جوع –مغص-أو ألم فلا نجبر الطفل على الطعام أو نوع لا يحبه لأن ذلك سيتحول إلى عناد فيزيد من حالة البكاء ويرفض الطعام فيمكن التلاعب في نكهات الطعام الذي لايرغبه أو الذي لا يحبه حتى يحبه . حتى النوم لا تجبري الطفل على النوم لأنه سيكره النوم وسنشرح هذه المشكلة لاحقا .
2- من عمر6أشهر :قد يبكي الطفل من رؤية أشخاص غرباء أو رؤية منام مزعج حتى ولو كان صغير فهو قد يرى ما يزعجه كالكبار.
3- بعد الشهر التاسع :قد يبكي من غيرته من أخوته أو من أقربائه خصوصا إذا لاحظ اهتمام أمه بهم أو بأخيه الأصغر منه
4- بعد الشهر العاشر :يكون السبب نقص المحبة والطمأنينة فالطفل يتعلق بأمه لأنه يشعر بمحبة أمه فهو لايعرف المحبة إلا من خلال أمه لأنها أول حب دخل حياته فيتعلق الطفل بشدة بوالدته لذلك فهو يكثر من ملاحقته لها أينما ذهبت وقد يبكي إن لم يراها أمامه دائما.
5- عندما يبكي الطفل يجب أن يكون هناك سببا لهذا البكاء فيجب أن تبحث الأم عن سبب البكاء أولا هل هو ألم –خوف –صوت مفاجيء.........الخ
6- إذاكان الطفل يبكي لا تقولي له لا تبكي فهذا خطأ كبير لأن الطفل جاء إليك وهو يبدي مشاعر قد يكون خائف أو حزين أو متألم فأنت حين تقولي له" لاتبكي" لأنك في هذه الحالة تنكرين عليه هذه المشاعر بينما هو بحاجة إلى الأمان في حالة الخوف والحب والعطف في حالة الألم وهكذا فلا تستعملي كلمة "لا تبكي" ,وضحي للطفل أن هناك حوار وأن هذه الطريقة تحل المشكلة أكثر من البكاء.
7- إذا كان الطفل يبكي بشدة قولي له أنا لا أقدر أن أفهم ما الذي أصابك أو أنا لم افهم ماذا تقول بسبب بكائك إذا سكت ممكن إفهم وإسمع منك ما هو الذي يزعجك,أو قولي له لما تهدأ قل لي ما يزعجك,عندما يتكلم يجب أن تصححي له فورا مفهوم البكاء وأن ليس كل شيء بسيط يبكي عليه وأنه يمكن حل هذه المشكلة دون بكاء.
8- إذا استمر الطفل بالبكاء الشديد ولم ينفع معه ماسبق قولي له أنا سوف أتركك تبكي وعندما تريد التكلم أنا جاهزة لأسمعك واتركيه ولا تزيدي من اهتمامك له لأنه سيزيد في هذه الحالة.
9- خطأ كبير أن نقول للطفل إذهب إلى غرفتك وابكي هناك هذه تؤدي لمشكلة كبيرة لأنك من خلال هذا التصرف تكوني قد أوصلت رسالة له بأنك مرفوض وبأنني أريد أن أقصيه وأعزله عن العالم الذي حوله خصوصا إذا كان بكاؤه سببه حزن أو ألم فذلك يمكن أن يحول مشاعره إلى قسوة على أمه في المستقبل ويمكن أن يصبح معاندا أو أنه يصبح يحقق رغباته دون أن يعلم الأم فكل تصرفات الأم هي محفورة في ذاكرة الطفل.
10- يجب عندما نرفض طلب الطفل أن نفهمه سبب الرفض وأن يكون السبب مقنعا وليس شيء فوق تصوره وأصري على رفضك لأنك إن تراجعت سيعرف الطفل أنه ليس لديك مصداقية خصوصا من هذا الموقف في تراجعك فيصبح يستغل ضعفك مرة أخرى بالبكاء,في نفس الوقت لا تجعلي رفضك لأبسط الأمور يجب أن يكون هناك توازن بين الرفض والموافقة ,اجعلي الرفض إما بسبب مبدأ أو قانون وضعتيه في البيت مثلا لن تأكل حلوي قبل تناولك الغذاء فهذا مبدأ يجب ان يعرفه .
11- من الخطأ مخاطبة الطفل على أنه رجل ولا ينبغي له أن يبكي فهذا سينقصه الحنان في الصغر وفي الكبر وفي نفس الوقت عملية كبت المشاعر بهذه الطريقة قد توقعه في أزمات كثيرة
12- حسن المعاملة مع الطفل ومحاورته بهدوء وشعوره بأنك لست عنيدة تخفف كثيرا من البكاء
13- عندما يبكي الطفل الصغير احمليه واشعريه بالأمان واحضنيه حتى يهدأ.
14- لا تأخذي شيء من طفلك لإعطائه لأخوه أو لقريب له من نفس عمره دون استئذانه واطلبي منه بأسلوب لطيف وبمحبة ولو رفض يمكن أن تقولي له "بأن هذا الطفل سيرفض ان يلعب معك عندما قوم بزيارته في بيته "وإن رفض رغم محاولاتك فلا تأخذيها منه جبرا.
15- دائما اطلبي من أولادك كلهم دون تمييز وزعي طلباتك حتى لا يحدث غيرة أو بكاء من الصغير لأنه لم يستطع أن يحضر الذي طلبتيه وأن أخوه الكبير سبقه ,ولو أحضرالطفلين مثلا كأس من الماء لك حاولي اشربي منهما دون تمييز.
16- أن أردت ان تطلبي شئ من طفلك فمن المستحب ان لا نستخدم صيغة (لو سمحت أو ممكن تحضر لي كأس ماء) صيغة السؤال هذه تجعل الطفل أو قد تعلمه أسلوب الرفض وأن يقول لك لأ فمن الأفضل أن تقولي له (الله يرضى عليك أحضرلي ماء)(أو حبيبي أحضرلي ماء)لأن السؤال يحتمل جوابه لأ وهذا قد يؤدي للعقوق بالتدريج في المستقبل والله أعلم.
17- عاطفة الأم مهمة جدا ورائعة حاولي إظهار هذه العاطفة دائما للطفل جميل أن توصلي رسالة الحب لطفلك بكل أساليبها.
و لعلاج هذه المشكلة
ü عليك أن تتركي طفلك مع شخص محبب يحبه ويعتمد عليه حتى تأمني عدم اعتراضه عندما تنوين الخروج من المنزل .
ü أخبري طفلك على الدوام انك ستعودين اليه وانك لن تتركيه ابدا وعندما تعودين قولي له هاأنذا قد أتيت ولم أتركك كما وعدتك .
ü لا تخبري طفلك بخروجك قبلها بوقت طويل و انما حاولي ان تخبريه قبل خروجك بدقائق .
ü قبل خروجك حاولي مشاركته اللعب مع من ستتركيه معه، واتركي له بعض اللعب حتى يشغل وقته بها حتى تعودي .
ü اذا وجدت طفلك يبكي فلا تحاولي كفه عن البكاء او منعه عن الاعتراض على خروجك ، بل اتركيه يعبر عن مشاعره بالصورة التي يرغبها وللمدة التي ترضيه ، و لا تطلبي منه ابدا ان يكون عاقلا رزينا.
ü احتفظي بهدوء اعصابك ازاء هذه الانفعالات الحادة التي يصدرها الطفل ليثني عزمك عن الخروج ، وحاولي تهدئته بإظهار العطف عليه ولكن اياك ان تستجيبي لجموعه او تعدلي عن رأيك في الخروج.
ü حاولي تقبيل طفلك و اخذه في حضنك لتشعريه بالدفء والحنان حتى يهدأ ، وحاولي مكافأته فتلك المشاعر الجميلة تهدئ من روعه وتحدج من عنفه .
ü حاولي ان تمدحي سلوك الطفل وتسعريه بأن رضاه عن الخروج بدون قلق امر يسعدك في الوقت نفسه يدل على انه ولد او بنت او طفل جميل مطيع ، وفي مقابل هدوئه وطاعته عليك بمكافأته سواء بهديه له او بوعده بالخروج معه في وقت قريب الى أي مكان يرغب فيه ، وبالتالي يسعر انه حتما يخرج معك بمفرده وانك لا تنبذينه او ترفضين الخروج معه .
ü حاولي ان تقنعيه ان خروجك من المنزل بمفردك له اسباب جوهرية لابد ان يقتنع بها ، فأنتي مثلا كنتي تزورين مريضا سواء في بيت او مستشفى وهذا يتطلب عدم اصحاب الاطفال وانك ستذهبين للسوق وهو مكان مزدحم ووجوده يعرقل شراء اشياء هو يحبها فا الاقناع اقصر طريق لعقله
 
أعلى