كيف تجعلين طفلك يسمع الكلام

قيثارة

كاتب جيد جدا


هذه المقالة منقول
لا يصغي الأطفال الدارجون دائماً، مثلنا تماماً. في الواقع، يحتاجون في هذا السن إلى تعلم كيفية الانتباه والاهتمام. في كثير من الأحيان يكرر الآباء والأمهات نفس الكلام عشر مرات ثم يبدؤون بالعد التنازلي تحضيراً للعقاب. مع مثل هذا الإجراء، لا يسمع الطفل الكلام حتى المرة العاشرة.
يجذب طفلك اهتمامك بعدم سماع الكلام (مع أن الإزعاج المستمر ليس أفضل أشكاله). لكن يساعد الاستماع الجيد طفلك على التعلم بفعالية أكبر والالتفات إلى إشارات الخطر والتوافق معك ومع مدرّسيه والأشخاص البالغين بصورة أفضل فضلاً عن خلق الصداقات. يوجد الكثير من الاستراتيجيات البسيطة لتعليم الأطفال الدراجين سماع الكلام جيداً.
أنزلي جسمك إلى مستوى طفلك
يدرك الوالدان عاجلاً أم آجلاً أن الصراخ العالي من ارتفاع كبير (أو حتى من غرفة أخرى) نادراً ما يحصد التأثير المطلوب. اجلسي القرفصاء أو ارفعي طفلك إلى أعلى حتى تنظري في عينيه وتجذبي انتباهه. سيصغي إليك باهتمام أكثر بكثير إذا جلست بجانبه إلى مائدة الإفطار تذكرينه بإكمال حصته من الكورن فليكس، أو جلست على حافة سريره في الليل وأنت تعلنين أنك على وشك إطفاء الأضواء.
كوني واضحة
اذكري رسالتك بوضوح وبساطة وبشكل قاطع. لن يستطيع طفلك التركيز إذا كنت تتحدثين بدقة شديدة عن موضوع طويل جداً. يصعب عليه إدراك مغزى الكلام، مثل "إن الطقس بارد في الخارج وكنت مريضاً في الآونة الأخيرة، لذا أريدك أن ترتدي كنزتك الصوفية قبل أن نذهب إلى المحلات التجارية". تعتبر جملة "حان الوقت لارتداء كنزتك الصوفية" واضحة. لا تقولي كلامك بصيغة السؤال ما لم يملك طفلك خياراً فعلياً. هناك تأثير أكبر لقول "حان الوقت لتجلس في مقعدك الخاص في السيارة" من عبارة "هل تريد أن تصعد الآن إلى مقعدك في السيارة، يا حبيبي؟"
تابعي الأمر حتى نهايته - بسرعة
أظهري أنك تعنين ما تقولين ولا تهددي - أو تعدي – بأمر لن تقومي به. إذا قلت لطفلك ذي العامين، "عليك شرب الحليب مع وجبة عشائك"، فلا تتراجعي بعد خمس دقائق وتسمحي له بشرب العصير بدلاً من ذلك. احرصي على مشاركة زوجك القواعد التي تضعينها واحترامها بحيث لا يشكك أحدكما في الآخر.
وتابعي الأمور بسرعة، فلن تتوقعي أبداً الصراخ "لا تركض عبر الشارع!" خمس مرات قبل يلتفت طفلك إليك. ولا تقعي في فخ تكرار التوجيهات الأقل إلحاحاً، مثل "ضع كوبك على الطاولة" قبل توقع أن يطيعك طفلك. وجهي يد طفلك بلطف لوضع الكوب على الطاولة حتى يعرف بالضبط ما تريدين أن يفعله.
ادعمي رسالتك
يساعدك في كثير من الأحيان دعم ما تقولينه بالإشارات الأخرى، خاصة إذا كنت تحاولين أخذ طفلك بعيداً عن نشاط يشدّ انتباهه. قولي "حان وقت النوم!" ثم أعطيه إشارة بصرية (بإغلاق وفتح مفتاح الضوء)، أو حسّية (بوضع يدك على كتفه)، أو أوضحي ما تطلبينه (بتوجيهه نحو سريره وجذب أغطيته والتربيت على وسادته).
أعطي إنذارات
أعطي طفلك إشعاراً مسبقاً عند اقتراب وقت التغيير الكبير، خاصة إذا كان منهمكاً في بعض الألعاب أو برفقة صديق. عندما تكونين على وشك الخروج من البيت قولي له: "سنغادر خلال بضع دقائق، عندما أناديك، سيكون الوقت قد حان لوضع معطفك".
أعطي توجيهات واقعية
إذا طلبت من طفلك ذي العامين وضع ألعابه بعيداً، سينظر في أنحاء الغرفة ويفكر "هذا غير ممكن!". بدلاً من ذلك، أعطيه مهاماً واقعية: "هيا نضع مكعبات البناء صفراء اللون بعيداً". ثم حولي الطلب إلى لعبة: "جيد، دعنا الآن نضع مكعبات البناء الزرقاء بعيداً".
شجعي طفلك
قد تنفع الأوامر بالصراخ مع بعض الأطفال، ولكن لن يستمتع أحد بهذه الطريقة. يستجيب معظم الأطفال بشكل أفضل عندما تعاملينهم بروح دعابة واثقة. على سبيل المثال، استخدمي أحياناً صوتاً مضحكاً أو أغنية لتوصيل رسالتك. على سبيل المثال، يمكنك غناء "حان الآن الوقت لتنظيف أسنانك" باستخدام لحن أحد "أناشيد الحضانة". أكدي على فوائد إطاعتك ("نظف أسنانك وبعدها سنقرأ كتابك المفضل" بدلاً من "يجب أن تنظف أسنانك وإلا ستصاب بالتسوس" أو "نظف أسنانك الآآآآن!"). اثني على طفلك عندما ينتهي من المهمة بقول "ولد مطيع!"
تساهم روح الدعابة والمحبة والثقة التي تظهرينها لطفلك وأنت تتحدثين إليه بهذه الطريقة في زيادة رغبة الإصغاء إليك وسماع كلامك. سيعرف أنك تحبينه وأنه مميز بالنسبة لك. هذا الأمر ضروري عندما تحتاجين إلى حزم شديد. تنفع التوجيهات المباشرة والآمرة أكثر بكثير عندما يصاحبها العناق أو الابتسامة. عندها سيتعلم طفلك أن سماع الكلام أمر يستحق العناء.
كوني مثالاً جيداً
سيكون طفلك مستمعاً أفضل إذا رأى أنك أنت نفسك مستمعة جيدة. اكتسبي عادة الاستماع إليه باحترام كما لو تفعلين مع أي شخص بالغ. انظري إليه عندما يتحدث إليك، واستجيبي له بتهذيب واسمحي له بإنهاء حديثه من دون مقاطعة كلما كان ذلك ممكناً. قد يكون الأمر صعباً وأنت منشغلة بإعداد العشاء خاصة إذا كان طفلك كثير الكلام، لكن حاولي عدم الذهاب بعيداً عنه أو إدارة ظهرك وهو يتحدث إليك. وكما هو الحال بالنسبة لسلوكيات أخرى كثيرة، لا قيمة للقول المأثور "افعل كما أقول، وليس كما أفعل" عند تعليم طفلك الإصغاء وسماع الكلام.


 

مواضيع مماثلة

أعلى