التعامل مع الطفل الذى يسرق

قيثارة

كاتب جيد جدا
طفلى يسرق
يصدم بعض الآباء والأمهات من قيام أحد أطفالهم بالسرقة، والذي يعتبرونه مؤشرا عن سوء تربية أو أن الطفل يعاني من مشكلة ما أدت به إلى ذلك الأمر.
وأوضح العديد من خبراء التربية إن السرقة عند الأطفال غالبا ما تكون مؤشرا على وجود خلل نفسي لدى الطفل، وربما تكون محاولة منهم لتملك شيء لا يمتلكونه، وقد يكون هذا الشىء بسيطا أو غير مهم لهم، أو ربما يرغبون في الحصول على شىء ممنوع من قبل الوالدين، أو رغبة في الاهتمام ولفت الأنظار ولو بطريقة سيئة.
وأكدوا على أن السرقة مفهوم واضح لدينا نحن الكبار نعرف أبعاده وأسبابه وأضراره، ونملك القدرة على التفريق بين المسموح والمرفوض بشكل صحيح، أما الطفل فإنه لا يدرك أبدا مفهوم السرقة، ولا أضرارها سواء على نفسه، أو على المجتمع، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل لعلاج فوري من قبل مختصين.
وتقول "رانية ناصر" مستشارة السلوكيات والتخاطب والتربية: "إن السرقة تقلق الأهل أكثر من غيرها من السلوكيات الخاطئة التى قد يكتسبها الطفل، ويدعوه الأهل بسلوك "المجرمين"، وبالتالي فإنهم يظهرون اهتمامًا كبيرًا بهذا التصرف ويحاولون التصدى له بكل الطرق الممكنة، ففي كل عام يذهب حوالي 25000 طفل إلى الإصلاحية بسبب قيامهم بالسرقة".
وتوضح استشارية السلوكيات بعض الأسباب التى قد تدفع الأطفال إلى السرقة، وأخذ ما ليس لهم بدون وجه حق:
1- قد يوجد لدى الطفل نقص ما في بعض الأشياء، ولذلك يضطر للسرقة لتعويض ذلك النقص، أو يقومون بسرقة ما يمنعه الأهل عنهم وهم يشعرون باحتياجهم له، فيسرقونه فى الخفاء دون علم الأهل.
2- تشجيع بعض الأهل لهذا السلوك، من خلال تعاملهم مع الموقف بشكل سلبى، أو تجاهله، أو قد تصل لبعض الآباء أن يشعروا بالسعادة ويشجعون الطفل على هذا السلوك المشين.
3- بعض الأطفال يقومون بالسرقة لإثبات أنهم الأقوى، خصوصًا أمام رفقاء السوء، ولعلهم يتنافسون في ذلك، وبعضهم يشعر بمتعة هذا العمل.
4- قد يسرق الطفل رغبة منه في تقليد من هم أكبر منه سنًّا، الوالد أو الأخ أو غيرهم ممن يؤثرون عليه حياته.
وتقدم استشارية السلوك والتربية "رانية ناصر" بعض الخطوات التى تساعد الآباء والأمهات فى علاج مثل هذا السلوك عند الأطفال، مع التشديد على التصرف السريع والحاسم فور العلم بقيام الطفل بالسرقة، إضافة إلى بعض الطرق الوقائية لحماية أطفالك من اكتساب سلوك السرقة:
1- البحث عن الخطأ والأسباب التي دعت الطفل إلى هذا السلوك، سواء كانت السرقه من داخل البيت أو من خارجه، والتصرف بأقصى سرعة.
2- معالجة الأمر بروية وتأني، وبداية العلاج تبدأ بأن يعيد الطفل ما سرقه إلى الشخص الذي أخذه منه، مع الاعتذار ودفع ثمنه، إذا كان الطفل قد صرف واستهلك ما سرقه.
3- مواجهة المشكلة بجدية مع طفلك لبيان مدى خطورة

الموقف، ومحاولة معرفة السبب من طفلك وراء تصرفة بهذا الشكل المشين، وسؤاله عن ردة فعله وشعوره إذا تعرض هو لذلك.
4- محاولة فهم دوافع الطفل التى وجهته لهذا التصرف، لاستنتاج الحل المناسب، فإن كان الدافع اقتصاديًّا يتم تزويد الطفل بما يحتاجه من نقود، والتاكيد على ضرورة استئذانه من الأب والأم ليعطوه ما يحتجه فى اى وقت كان، أما إن كان الحرمان عاطفيًّا فيجب الاهتمام به وبحاجاته وقضاء الوقت الكافي معه.
5- قد يقوم طفلك بالسرقة لعدم إدراكة لمعنى السرقة، وهنا يجب توضيح معنى السرقة والفرق بينها وبين الاستعارة، وشرح القواعد التي تحكم الملكية له بأسلوب بسيط.
6- تجنب التصرف بعصبية والقيام بعقاب الطفل وتوجيه تهمة السرقة إليه، بل يجب اعتبارها حالة خاصة يجب التعامل معها ومعرفة أسبابها، والبحث عن طرق لعلاجها، ومحاولة التخفيف عن إحساس الطفل بالسوء والذنب، وإشعاره أنكم متفهمون لوضعه تمامًا.
7- مراقبة سلوكياتكم الخاصة، حيث يعتبر الطفل أن والديه هما النموذج المثالى للعيش، لذلك يجب على الوالدين مراقبة سلوكياتهم وألفاظهم.
8- تجنب الدفاع عن الطفل، حتى لا يتطور الأمر ويبدأ الطفل بالكذب توافقًا مع دفاع أهله عنه، بل الواجب أن يتعاونوا من أجل حل هذه المشكلة.
9- تعليم الطفل القيم والعادات الصحيحة فى سن مبكرة، وتوعيتهم أن الحياة للجميع وليس لفرد معين، وحثهم على المحافظة على ممتلكات الآخرين، حتى في حال عدم وجودهم، فنشأة الطفل على مبادىء تتسم بالأخلاق والقيم الحميدة يؤدي إلى تبني الطفل لهذه المعايير.
10- تحديد مصروف ثابت للطفل، حتى يستطيع أن يشتري به ما يشعر أنه يحتاج إليه فعلا، حتى لو كان هذا المصروف صغيرًا، ولو كان مقابل عمل يؤديه في المنزل بعد المدرسة، يجب أن يشعر الطفل بأنه سيحصل على النقود من والديه إذا احتاج لها فعلاً.
11- عدم ترك أشياء يمكن أن تغري الطفل أمامه، مثل النقود وغيرها من الأشياء التي تساهم فى تشجيع الطفل على السرقة.
12- تنمية وبناء علاقات وثيقة بين الأهل والأبناء، علاقات يسودها الحب والتفاهم وحرية التعبير حتى يستطيع الطفل أن يطلب ما يحتاج إليه من والديه دون تردُّد أو خوف.
13- الإشراف المباشر على الطفل، فالأطفال بحاجة إلى إشراف ومراقبة مباشرة وغير مباشرة حتى لا يقوم الطفل بالسرقة، وإن قام بها تكون على علم وتبدأ فورا بمعالجتها.
14- ليكن الوالدان ومَن يكبرون الطفل سنًّا هم المثل الأعلى للطفل، بمعاملته بأمانه وإخلاص وصدق، والحفاظ على ممتلكات الطفل الخاصة، حتى يكتسب الطفل هذا السلوك.
15- تعليم الأطفال حقوق الملكية، حتى يشعرون بأحقيتهم في ملكية الأشياء التي تخصهم، مع ألفاظ على ملكية الغير وعدم التعدى عليها بأى شكل من الأشكال، وتعليمهم مبدأ الأمانة، وكيف يردون الأشياء إلى أصحابها إن استعاروها منهم، والتشديد على أهمية استئذانهم.

31762284_1767479713295035_8566197969907351552_n.jpg







 

مواضيع مماثلة

أعلى