تأثير الكرتون على عقيدة الطفل

قيثارة

كاتب جيد جدا


بقلم الباحثة صفاء الزفتاوى:

أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون/ الرسوم المتحركة) على عقيدة وقيم الطفل المسلم في ضوء الأهداف التربوية للقصة في القرآن
(2) ملخص البحث باللغة العربية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد، فإن من أعظم ما افترضه الله علينا تجاه نعمة الذرية أن نقوم على أمر تربيتهم وتعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم، ولذا فإننا حينما نتحدث عن تربية الأبناء، فإنما نتحدث عن أمانة عظيمة ومسئولية جسيمة.
وإن من الأهمية بمكان مراعاة تغير الزمان؛ والانفجار المعلوماتي؛ والتقنية الحديثة، فما كان ينفع من وسائل التربية في السابق قد لا ينفع في هذا الزمان، فيجب أن يكون المربي على درايةٍ بما يدور حوله مما يؤثر على التربية، فالعالم أصبح كقريةٍ واحدةٍ، أو ما يُطْلَقُ عليه العَوْلَمَة.
ولا شك أننا في عالمنا الحديث نعيش صراعًا قِيَمِيًّا حقيقيًا بين قِيَمِ العالم الجديد (العولمة) وبين القِيم الخاصة للعديد من الثقافات والشعوب. ولاشك في أن وسائل الاعلام – أحد روافد تلك العولمة وأهمها تأثيرًا- لها بالغ الأثر في تكوين شخصية الطفل، والتأثيرعليه سلبًا أو إيجابًا، وقد استحوذت أفلام الكرتون على شاشات التلفزيون العربي سواء الفضائية منها أو الأرضية، وإن الطفل الذي يتراوح عمره بين خمس وست سنوات يقضي أربع ساعات يوميًا أمام التلفزيون، ونظرًا لقلة الإنتاج العربي لأفلام الكرتون فإن محطات التلفزة العربية تلجأ إلى استيراد تلك الأفلام من دول أجنبية، وتكمن المشكلة في أن هذه الشركات كلها شركات لا تعتد بالقيم والمفاهيم الإسلامية، وقد أكدت الدراسات مدى عمق تأثير الافلام الكرتونية في حياة الطفولة سواء من الناحية الايجابية أو من الناحية السلبية، ومن هذا المنطلق تبرز مشكلة الدراسة وهي مدى تأثير بعض أفلام الأطفال الأجنبية ( الكرتون)، على تصورات وخيالات الطفل المسلم نحو أسس العقيدة والقيم الأخلاقية الإسلامية.
لتلك الأسباب وغيرها، قامت الباحثة باختيار موضوع البحث وعنوانه كالتالي:
“أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون/ الرسوم المتحركة) على عقيدة وقيم الطفل المسلم في ضوء الأهداف التربوية للقصة في القرآن”.
ويهدف البحث الحالي إلى التركيز على ما تحتويه أفلام الكرتون أو الرسوم المتحركة من قيم ومفاهيم سواء كانت هذه القيم معلنة أو خفية، وسوف تركز الدراسة على أسس العقيدة والقيم الإسلامية لدى الطفل المسلم، وكيف تؤثر تلك الأفلام على تلك الأسس، مقارنة بالأهداف التربوية للقصة في القرآن الكريم، الذي هو المحك والمعيار والدستور والميزان الذي يجب أن نقيس عليه ونقارن به وبأهدافه وقواعده وأسسه كل أمر دنيوي يَشْكُل علينا.
وقد اعتمدت الباحثة في دراستها هذه على: المنهج الوصفي متمثلًا في أسلوبي المسح والتحليل، وذلك من خلال الخطوات التالية:
1- رصد بعض الكتابات والدراسات التي تناولت مفاهيم البحث وتحليلها.
2- توضيح الآثار السلبية والإيجابية لأفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون) على عقيدة وقيم الطفل المسلم.
3- منهج تحليل المحتوى وذلك للوقوف على دلالات القصة القرآنية ومرئياتها.
4- كما استخدمت الباحثة المنهج الاستدلالي وذلك لاستنباط الأهداف التربوية من نصوص القصص القرآني .
5- توضيح الدور الذي يمكن أن تسهم به الثقافة الإسلامية للطفل في مواجهة آثار العولمة ومنها ( الأفلام الأجنبية الدخيلة على الثقافة الإسلامية)، والكشف عن المعوقات التي تحول دون أداء هذا الدور.
6- استخدام أسلوب المقابلة الشخصية لعينة عشوائية من الأطفال في إحدى مدارس أبوظبي.
7- وضع مجموعة من المقترحات والإجراءات التي تسهم في التغلب على معوقات تكوين الثقافة الإسلامية للطفل، وتعمل على زيادة فاعلية دورها في مواجهة الآثارالسلبية للأفلام الأجنبية وكيفية إيجاد بدائل لتلك الأفلام، أو الحد من آثارها على قيم وعقيدة الطفل المسلم.
وقد تمت صياغة البحث في أربعة فصول، كالتالي:
1- الفصل الأول: أسس عقيدة وقيم الطفل المسلم.
2- الفصل الثاني: الأهداف التربوية للقصة في القرآن.
3- الفصل الثالث: أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون) على عقيدة وقيم الطفل المسلم.
4- الفصل الرابع: الخاتمة- (النتائج والتوصيات).
وقد أثبتت الدراسات والملاحظات التي اعتمدت عليها الباحثة إلى أن قلة الإنتاج المحلي في إنتاج الرسوم المتحركة، يفتح الباب على الاستيراد من الآخر المختلف عنَّا لُغةً وثقافةً، الأمر الذي يُؤثر سلبًا على الأطفال، لكونها لا تعكس الواقع ولا القِيم الإسلامية، على اعتبار أن تلك البرامج تأتي حاملةً لقيم البلاد التي أنتجتها وتعكس ثقافتها، ولذا يجب العمل على إيجاد البديل الإيجابيِّ المُبهرِ القويِّ الذي يُنافس تلك الأفلام العالمية، ويحمل القيم الإسلامية الحقيقية، وفي ضوء الأهداف التربوية لقصص القرآن، ليس للعالم الإسلامي فقط، ولكن للعالم أجمع، وتكون مترجمةً للغات العالمية الأكثر انتشارًا، لتحمل الوجه الحقيقي للإسلام لكبار وأطفال العالم، مما يبني جسورًا من التفاهم والاحترام الإنساني العالمي تجاه المفاهيم الإسلامية التي يُراد عن عمدٍ تشويهها لأغراضٍ سياسية ودينية وطائفية مختلفة. ولبناءِ جيلٍ قويِّ الإيمان، ثابتَ العزيمةِ، لديه رؤية حضارية كونية قرآنية، يستطيع من خلالها إعمار الأرض، بل الكون من حوله، ليستحق خلافة الله في هذه الأرض، وحمل رسالته إلى العالمين​
 

مواضيع مماثلة

أعلى