فوبيا المهرج القاتل

جودي ومودي

كاتب محترف
-المهرجين-620x198.jpg





لأسباب وراء الخوف من المهرجين :
– انتشار ظاهرة المهرج القاتل :
هناك ظاهرة انتشرت في الاونة الاخيرة و هي ظاهرة المهرج القاتل ، و التي يقوم فيها عدد من الأشخاص غريبي الاطوار بارتداء زي المهرج و الاقدام على تصرفات غريبة و التي أغلبها كانت لقصد جنائي ، و قد قام بعضهم باقتحام المدارس و إثارة الرعب في نفوس الطلاب ، و ساعد هذا الأمر على انتشار فوبيا المهرجين بشكل كبير .
صنف علماء النفس السيكولوجي هذا الأمر بإسم ” الهستريا الجماعية ” و التي تعني أن عدداً كبيراً من الناس شعروا بوجود خطر يهدد حياتهم جميعاً و ذلك خلال فترة قصيرة ، و قد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على زيادة هذا الامر و ذلك لسرعة انتشار مقاطع الفيديو و الاخبار التي تخص هذه الظاهرة ، مما أدى إلى مضاعفة الشعور بالخوف بين أعداد كبيرة من الناس .
<ins class="adsbygoogle" style="display: inline-block; width: 336px; height: 0px;" data-ad-client="ca-pub-1170002228746321" data-ad-slot="8551051642" data-adsbygoogle-status="done"><ins id="aswift_2_expand" style="display: inline-table; border: medium none; height: 0px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 336px; background-color: transparent;"><ins id="aswift_2_anchor" style="display: block; border: medium none; height: 0px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 336px; background-color: transparent; overflow: hidden; opacity: 0;"></ins></ins></ins>
– ابتسامتهم العريضة المفتعلة :
دائماً ما يظهر المهرجين و على وجوههم تلك الابتسامة المرسومة و التي لا يتغير شكلها ، فتظل موجودة طوال الوقت و هي تبدو مفتعلة و غير طبيعية ، فليس هناك شخص عادياً سيظل مبتسماً بهذا الشكل لفترات طويلة ، و تؤثر هذه الضحكة على التفاعل العاطفي فلا يُمكن للأشخاص الذي يرونه تحديد ما إذا كان تعاطفه معهم حقيقياً أم مزيفاً ، و أحياناً تكون الابتسامة غير معبرة عن الحزن أو الفرح مما يصعب تفسيرها و فهمها بشكل جيد .
تُعتبر هذه الابتسامة أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأشخاص يشعرون بالخوف من المهرجين ، حيث يصبح المهرج بالنسبة إليهم شخص غريب و مخيف ، و يعاني الأشخاص المصابين بالفوبيا بأنهم يطيلون التفكير في تلك الابتسامة الغريبة و يتخيلون ما يكمن وراءها من شر ، كذلك تؤثر لون تلك الابتسامة – التي تكون إما حمراء أو سوداء – على زيادة الأفكار المخيفة ، و تخيل هؤلاء المهرجين أنهم يشربون الدماء أو يأكلون البشر .
– شخصياتهم المجنونة و تصرفاتهم الغير متوقعة :
يُعرف عن شخصية المهرج بأنها شخصية مجنونة و عفوية و تقوم بالعديد من الأفعال الغير متوقعة ، و ذلك لمحاولته لإثارة انتباه الجمهور و اضحاكهم مما يجعله يبالغ في بعض تصرفاته و أفعاله ، و قد يشكل هذا الأمر شعور بعدم الأمان و الاستقرار للآخرين ، فمن طبيعة البشر أنهم لا يشعرون بالراحة مع الفوضى و عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث .
كان هناك مقال تم نشرة في مجلة ساينتفيك أمريكان ذكر بأن المهرجين يعكسون شعوراً للناس بأنهم يُمكنهم هجر التصرفات الطبيعية المقبولة اجتماعياً ، و التمتع بالجنون و الحيل الغير مألوفة ، و يعطي هذا الأمر شعوراً بعدم الاستقرار و ذلك لصعوبة التوصل إلى ما يخططون إليه ، و عدم وجود حد بين التصرفات الطبيعية المتوقعة و التصرفات المفاجأة .
– الصدمة النفسية من المهرجين في الطفولة :
أغلب حالات رهاب المهرجين ترجع إلى صدمة تعرض لها الشخص في طفولته ، و تؤثر تلك الصدمة عليه عندما يصبح شاباً فتجعله يربط الماضي بالحاضر ، و عادةً ما تحدث هذه الصدمة في السيرك أو حفلات عيد الميلاد أو غيرها ، حيث يظهر المهرج للاطفال و يبدأ باللعب معهم ، و يحدث شيئاً ما يجعلهم يرونه بطريقة مخيفة و غير طبيعية .
كانت هناك قصة لأمرأة تعاني من فوبيا المهرجين و تقول هذه المرأة أنها كانت متطوعة في أحدى البرامج التليفزيونية في طفولتها و تم اجبارها على البقاء في حضن أحد المهرجين ، و عندما اقتربت منه شعرت برعب شديد كما أن رائحة الكحول كانت تنبعث منه مما جعلها تتقئ ، فبدأ المهرج بشتمها و خرج غاضباً ، و أثر ذلك على نفسيتها كثيراً فصارت ترتعب منهم طيلة حياتها .
– أشكالهم المجهولة و الغير مفهومة :
قام أحد الأطباء في جامعة شيفيلد بانجلترا بعمل بحث عن الأطفال الذين يعانون من فوبيا المهرجين ، و قد أجمع هؤلاء الأطفال أنهم يشعرون بأن المهرجين أشخاص غير طبيعين و يعطون انطباعاً لديهم بالخوف من المجهول ، و يرجع السبب إلى أشكالهم المعقدة و الغير مفهومة ، و كأنهم كائنات فضائية تشكل خطراً عليهم ، و عند معرفة بأنهم بشر عاديين فإن ذلك يجعل الأمر أكثر رعباً لصعوبة تفسير شكلهم .
أوضحت الدراسات التي أجراها الباحث فرانسيس ماكاندرو أن الاشخاص المصابين بهذه الفوبيا يحسون بالخطر عند اقتراب المهرج منهم ، و أن صعوبة فصل الشخصية الحقيقية للمهرج عن شخصيته الهزلية يجعل الأشخاص مشتتين و غير قادرين على التعاطف معهم ، و كثيراً ما يجدونهم بصورة مرعبة .
– ظهور افلام مرعبة عن المهرجين القتلة :
ظهرت خلال السنوات الاخيرة العديد من الافلام التي تناولت قصة المهرجين الذين يقومون بقتل البشر و تخويفهم ، و أثر هذا الأمر على عدد كبير من الناس فبعضهم أصيب بالفوبيا من مشاهدة هذه الأفلام ، كما أن هناك العديد من القصص التي تمت كتابتها عن المهرجين لإظهار الجانب المظلم في حياتهم و الذي يكون بعيداً عن المزاح و الفكاهة و أشهرهم كتاب تشارلز ديكنز الذي كتبه عن حياة المهرج جوزيف غريمالدي .
أوضح هذا الكتاب الجانب المظلم في حياة المهرج جوزيف غريمالدي الذي مات بسبب إدمانه الشديد للكحول ، حيث تكلم فيه عن الجوانب النفسية و المجتمعية للمهرج التي لم يكن الناس من حوله يعرفونها ، و أن ذلك القناع السعيد الذي يرتديه كان خلفه العديد من المآسي ، و على الرغم من ذلك فقد أثار ذلك الكتاب الرعب لدى البعض و قالوا أنه شرارة فوبيا المهرجين ، و ذلك لتعقيد شخصية المهرج و كونها مختلفة عما يراها البعض .
سيغموند فرويد و الخوف من الأشياء الغير مألوفة :
العالم سيغموند فرويد هو أحد أشهر علماء النفس في التاريخ ، و قد قام بشرح أسباب الخوف من الأشياء الغير مألوفة و ذلك في كتابه “The uncanny” ، و قد أعطى مثالاً على هذا الأمر بالانسان مقطوع الطرف حيث قال أن الناس دائماً ما تركز على الأطراف المقطوعة و لا تنظر إلى باقي الجسم و ذلك لكونها شئ غير مألوف بالنسبة إليهم ، مما يجعله أحياناً يظهر بشكل مخيف بالنسبة للاطفال لأنهم لا يستطيعون تفسير ما يرونه .
قام ستيفن جيم – أحد أساتذة علم النفس بجامعة هارفارد – بالاستعانة بنظرية فرويد في تفسير رهاب المهرجين ، حيث قال أن المهرج يقوم برسم أعضاء شبيهه بأعضاء الإنسان الطبيعية و لكنها بشكل مبالغ فيه ، فتكون أنفه و أرجله كبيرة ، و شفاه حمراء عريضة كما أنه وجهه يكون أبيض ، مما يجعل الاشخاص يركزون على الأعضاء المبالغ فيها و الغير مألوفة بالنسبة إليهم ، و يتسبب ذلك في شعورهم بالانزعاج و الخوف .
فوبيا المهرجين تتوقف على نفسية الشخص :
يجب معرفة أن هذه الفوبيا تختلف من شخص لآخر حسب نفسية كل شخص ، و طريقة تقبله لذلك النوع المختلف من الكوميديا ، و في النهاية يجب أن يواجه كل شخص مخاوفه و يتذكر بأن شخصية المهرج ما هي إلا شخصية كوميدية تم ابتكارها لإضحاك الناس و ليس اخافتهم ، فليس كل المهرجين قتلة أو مخيفين ، كما أن هناك الكثير منهم لا يعتمد على المبالغة في تصرفاته .​
 

bobkis

كاتب جيد جدا
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لكيا غالي جودي ومودي
 

مواضيع مماثلة

أعلى