اسباب حدوث الالتهاب الصديدي بعد جراحة المفصل الصناعي

قيثارة

كاتب جيد جدا
ان عمليات تركيب المفصل الصناعي فى الركبة او الفخذ هي من العمليات الممتازة التي تعيد القدرة على الحركة للمرضى الذين يعانون من مشاكل تعيق حركتهم المعتمدة على هذه المفاصل و التي تتسبب لهم في الشعور بألام متكررة مثل مرضى خشونة المفاصل. فمع تغيير مفصل المريض بمفصل صناعي تتحسن حالة المريض و يبدأ في استعادة الراحة و السهولة في الحركة, لكن بعد اجراء العملية و نجاحها قد تحدث احد المضاعفات و هى عدوى (التهاب صديدي) ما بعد تركيب المفصل. هذه العدوى ليست شائعة فهي تصيب فقط من واحد الى ثلاثة من بين كل مائة شخص أجروا عملية تغيير مفصل, لكن على الرغم من هذا فهي تظل عدوى مهمه و العلم بها و بأعراضها يبقى مهما, خصوصا و أن العرضة لهذه العدوى تبقى محتملة حتي بعد مرور عدة سنوات من اجراء العملية.
الوصف

عدوى الالتهاب الصديدي بعد تركيب المفصل هي ببساطة عبارة عن التجمع المضر للبكتيريا و تكاثرها و تأقلمها على العيش في الجسم بالقرب من المفصل الصناعي.
أنواع الالتهاب الصديدي للمفصل الصناعي:

النوع السطحي

هذا النوع يحدث في الفترة التي تلي عملية تغيير المفصل مباشرة, فقد يصاب به المريض قبل أن يغادر المستشفى أو بعدها بوقت قصير. تكون العدوى في هذه الحالة غير عميقة في الجسم و تكون في الأغلب في الجرح السطحي. و علاج هذه العدوى يكون عادة سهلا و عادة لا يستدعي تدخل جراحي و لكن اذا أهملت تتطور و يصبح علاجها أصعب.
النوع العميق

تكون العدوى العميقة حول المفصل الصناعي و بالتحديد في الأنسجة القريبة جدا من المفصل. هذا النوع من الممكن أن يتعرض له الشخص ذو المفصل الصناعي بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات بعد اتمامه لعملية تركيب المفصل. علاج هذا النوع عادة يتطلب تدخل جراحي لتنظيف الجرح و التخلص من الالتهاب الصديدي. و اهمال علاج هذا النوع من الالتهاب الصديدي قد يؤدي بمرور الوقت الى حدوث تخلخل بالمفصل و عدم ثباته فى العظام.
لماذا تحدث العدوى؟
في أغلب الوقت يكون السبب في هذه العدوى البكتيريا التي تدخل الجرح أو تصل الى المفصل عن طريق الدم. من المعروف أن الجهاز المناعي للجسم يتولى عملية التخلص من البكتيريا و الفيروسات التي تشكل خطرا على الجسم, لكن بما أن المفاصل الصناعية تكون مكونة من المعدن و البلاستيك فان ذلك يجعل السيطرة على البكتيريا التي تصل الى هذه الأطراف صعبا لحد ما, مما يسهل على هذه البكتيريا أن تنمو و تتكاثر على الطرف و تشكل خطرا على صحة الشخص المصاب. و من الطرق التي قد تدخل بها العدوى الى الدم و تنتقل الى المفصل هي الجروح أو عمليات الفم و الأسنان.
عوامل مساعدة على حدوث الالتهاب الصديدي

هناك عوامل قد تزيد من فرص الاصابة بعدوى ما بعد تغيير المفصل و لكن هذا لا يعني أنه بالضرورة أن يصاب بالعدوى من به هذه العوامل. و هذه العوامل تشمل:
– الوزن الزائد و السمنة
– التدخين: من المعروف أن التدخين مضر بالدورة الدموية و أنه يضيق من الأوعية الدموية و لهذا فهو يبطئ سرعة التئام الجروح مما يزيد من فرص تلوثها بالبكتيريا
– مرضى السكر المهملين في الحفاظ على نظام معيشة يتحكم في السكر
– أمراض جهاز المناعة (مثل الايدز)
– التهاب المفاصل الروماتويدي و خاصة الذين يتناولون جرعات كبيرة من الكورتيزون

الوقاية و تجنب العدوى

– أخذ المضادات الحيوية قبل و بعد جراحة تغيير المفصل
– أخذ مضاد حيوي قبل اجراء أي عمليات أسنان أو فم أو جراحات كبيرة
– الامتناع عن التدخين أو محاولة التقليل منه قدر المستطاع
– الاهتمام بالنظام الغذائي و محاولة الحفاظ على الوزن
– الاهتمام بنظام المعيشة الخاص بالنسبة لمرضى السكر

أعراض الالتهاب الصديدي

من ضمن أعراض و علامات عدوى ما بعد تركيب المفصل:
– التورم موضع الجراحة
– الشعور بألام متزايدة و صعوبة في الحركة في المفصل
– سخونة و احمرار حول المفصل
– خروج افرازات من الجرح
– الارهاق
– الحمى و العرق أثناء النوم و ارتفاع درجة حرارة المريض.

خلال الايام الاولى بعد الجراحة يكون الألم و التورم طبيعيين و في الأغلب لا يمثلوا أي عدوى. قد يكون هناك أيضا سخونة حول المفصل و بعض الاحمرار و هذا طبيعي أيضا في تلك الفترة. لكن الغير طبيعي هو عندما يزداد الألم مع مرور الوقت و تسوء حالة المصاب. في هذه الحالة يجب على المصاب أن يتواصل مع الطبيب حتى يتأكد من مصدر هذه الألام المتزايدة. و من المهم أن يعلم المريض أن التشخيص المبكر للعدوى يسهل علاجها كثيرا, لذا فالتواصل مع الطبيب في أي حالة من التعب الغير طبيعي يكون في غاية الأهمية.
تشخيص الالتهاب الصديدي

قد يشك الطبيب في احتمالية وجود عدوى و التهاب صديدي اذا لوحظت أعراضها على المريض بشكل كافي و خصوصا اذا كان الاحمرار قويا و اذا كانت هناك افرازات من الجرح. عندها يقوم الطبيب باجراء بعض التحاليل للتأكد من وجود العدوى, مثل تحليل الدم و تحليل عينات من حول المفصل و اجراء أشعات على مكان المفصل.
علاج الالتهاب الصديدي

كما ذكرنا من قبل, فان هناك نوعان من عدوى ما بعد تركيب المفصل, و علاج النوعان يهدف الى نفس الشيء, و هو تنظيف الجزء المصاب من الجسم من البكتيريا. لكن نظرا لاختلاف النوعان من حيث درجة العمق تحت الجلد فان طريقة العلاج تختلف.
علاج العدوى السطحية

علاج هذا النوع يكون سهلا فهو لا يحتاج لتدخل جراحي في أغلب الحالات. يأخذ المريض في هذه الحالة بعض المضادات الحيوية و يستمر لفترة معينة في هذا العلاج.
علاج العدوى العميقة

يكون علاج هذه الحالة أكثر تعقيدا من الحالة السطحية, فهو يستوجب تدخل جراحي نظرا لوجود البكتريا فى مواضع عميقة قريبة من المفصل الصناعي, و كلما زادت فترة العدوى دون علاجها, يكون العلاج أصعب. هناك طريقتان رئيسيتان لعلاج هذه الحالة:
الطريقة الأولى: يمكن اتباع هذه الطريقة في العلاج اذا كانت العدوى عميقة و لكن في مراحلها الأولى (عادة الاسابيع الاربعة الاولى). في هذه الطريقة يتدخل الطبيب جراحيا و يقوم بفتح الجرح و الوصول الى المفصل الصناعي و تنظيف المناطق المصابة بالعدوى و ازالة اي أنسجة غير سليمة تكون قد أتلفتها العدوى. و يتم ايضا اثناء الجراحة أخذ عينات من الجرح لعمل مزرعة لها لتحديد نوع البكتريا المسببة للعدوى و نوع المضاد الحيوي الملائم للقضاء عليها . بعد الجراحة تكون هناك فترة متابعة و يصف الطبيب للمريض بعض المضادات الحيوية التي يتبعها المريض لفترة معينة.
الطريقة الثانية: هذه الطريقة أصعب من الطريقة الأولى, وهي تستخدم في الحالات التي تعدت المراحل المبكرة حيث تكون البكتريا قد التصقت بسطح المفصل الصناعي و قامت بتكوين غشاء حولها يصعب من النخلص منها بالمضادات الحيوية و التنظيف. ما يجعل هذه الطريقة صعبة هي أنها تستوجب أن يتم تغيير المفصل الصناعي بالكامل بالاضافة الى أنها تكون على مرحلتين. فى المرحلة الأولى من هذه الطريقة يفتح الطبيب فيها الجرح و يقوم باخراج المفصل الصناعي الملوث و اخذ عينات من الانسجة لتحليلها لتحديد نوع البكتريا. ثم يقوم بغسل و تنظيف مكان المفصل ليساعد على التخلص من البكتيريا المسببة للالتهاب. بعد تنظيف منطقة المفصل يقوم الطبيب بوضع مفصل صناعي مؤقت مكان المفصل. هذا المفصل المؤقت مصنوع من اسمنت طبي غني بالمضادات الحيوية لتساعد على التخلص من العدوى في المكان المصاب و في الأنسجة المحيطة و حتى يملأ الفراغ المتروك بعد اخراج المفصل الصناعي الملوث و ذلك للحفاظ على طول الرجل و مدى حركة المفصل. بذلك تكون قد تمت المرحلة الأولى من العلاج و يصف الطبيب للمريض بعض المضادات الحيوية بناءا على المزرعة التى تم عملها و يستمر عليها المريض لفترة معينة (حوالي ستة أسابيع) قبل أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية من العلاج. يتم الجراء المرحلة الثانية من العلاج عندما تختفي اعراض الالتهاب الصديدي و تعود تحاليل المريض لمعدلاتها الطبيعية. في المرحلة الثانية يقوم الطبيب بفتح الجرح و اخراج المفصل المؤقت و يركب مفصل جديد.
المفاصل الصناعية المؤقتة المصنوعة من الاسمنت الطبي الغني بالمضادات الحيوية
 

مواضيع مماثلة

أعلى