دور الحضانة في تنمية النمو اللغوي للطفل

زهرة الحياه

كاتب محترف

baby-learning-to-speak.jpg


تعد دور الحضانة ورياض الأطفال من أهم المؤسسات المساعدة في تنمية لغة الطفل بعد الأسرة حيث تستقبل الأطفال عادة من سنتين إلى ست سنوات بالنسبة لمدارس الحضانة ، ومن سنتين إلى خمس سنوات بالنسبة لرياض الأطفال . وعندما ينتقل الطفل إلى روضة الأطفال عادة في الثالثة لا يكون قد تحرر من الاعتماد على الكبار و الشعور بضرورة وجو دهم لتوفير الأمن والطمأنينة له، و الفكرة التي تقوم عليها رياض الأطفال هي "مساعدة الطفل على أن يعبر عن نفسه، وبذلك يحدث النمو، و للوصول إلى ذلك يجب أن نبدأ بميول الطفل الطبيعية و نزعاته إلى العمل حيث تقوم الدراسة فيها على الحركة والغناء واللغة، وذلك في جو من الارتياح ، بل إن الهدف ليس تحصيل المعارف، وإنما النمو الذي تكون فيه المعرفة واسطة لغاية، و لذلك ارتكز برنامج هذه الرياض على شيئين هما اللعب والعمل اليدوي ، و قد اهتم باللعب لأنه أهم مظاهر النشاط العضوي عند الطفل كما أنه تعبير خارجي عن حياته الداخلية و أنه خير أساس طبيعي نبني عليه عادات العمل والعاطفة و الفكرة الذي يوافق عليه العربي . وحتى يشارك غيره في اللعب ويندمج معهم ينبغي على المربيات أن تسهم في ذلك بدورهن الفعال، إذ تمارس مع الأطفال أول الدروس العلمية في التعاون والعمل المشترك، وتوجيههم في ألعام، وتصحيح أخطائهم ولاسيما في النطق بكلمات مكسرة، وهذا يجري عبر برنامج مسطر تتميز به رياض الأطفال على مدارس الحضانة. وأول الحصص التي تقدم للأطفال تتمثل في الألعاب سواء كانت فردية أو جماعية مع إجراء المحادثة والحوار على الصور لتسهيل عليه اكتساب مهار ات جديدة تؤهله للتوصل مع زملائه. كذلك يجب إثراء بيئة الطفل بالصور والأشكال والألوان المختلفة، مع مصاحبة هذه المثيرات بأنواع مختلفة مع الحكايات التي تدور حول هذه الصور والرسوم، مما يساعد الطفل على توسيع الأفق وإكساب خبرات مباشرة تساهم في حصيلته لغوية، وكذلك لا يخفى علينا مدى أهمية إثراء البيئة الأسرية بوسائل معينة مثل التلفزيون والراديو والانترنيت في إثراء الحصيلة اللغوية ونظرا لهذه الأدوار التي تقدمها الأسرة وخاصة الآباء للأبناء في مراحل نموهم اللغوي خاصة ، تبرز أهمية هذه الأسر ومكانتها البارزة في الحياة الاجتماعية فهي البيئة الأساسية الصالحة لتنشئة الطفل وهي وسيلة مهمة في نقل وحفظ التراث عبر الأجيال بما في ذلك اللغة المتواجدة لديهم ، وتكون بذلك هذه الأسرة المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء والأفراد المبادئ الأولى للسلوك وهي بحكم الواقع ، حيث يجعل نشاط الطفل اللغوي في حالة تحتل مركز الصدارة في تربية ورعاية الطفل لغويا انطلاق، حيث تدور اللغة داخل الأسرة حول أحداث الحياة اليومية والمواقف والأحداث الخاصة ، ببيئة الأسرة وبعد هذا كله ألا يحق لنا القول بأن للأسرة دوراً بارزا في رعاية النمو اللغوي ودوراً رياديا للطفل .

 
أعلى