تعرف علي دور رياض الأطفال في النمو الاجتماعي

زهرة الحياه

كاتب محترف

%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5_%D9%86%D9%85%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9_%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84.jpg


يتفق معظم الباحثين على أن الروضة تؤدي وظيفة اجتماعية نحو الأطفال ، و أن الملتحق بها اقدر من غيره من الأطفال على الاختلاط بالآخرين و إقامة علاقات معهم و اقدر على تكوين عادات اجتماعية ، كما تعمل الروضة على تثبيت عادات مرغوب فيها من حيث التعامل و احترام عادات اجتماعية ، كما تعمل الروضة على تثبيت عادات مرغوب فيها من حيث التعامل و احترام حقوق الآخرين و غير ذلك من عادات عن طريق الممارسة العملية ، و ليس عن طريق التلقين أو القراءة في الكتابة ، فممارسة نفسها هي طريق لخلق أي اتجاه أو تكوين أية عادة ، و هي الوسيلة المثلى للتعرف على الطفل و كذا مواهبه و ميوله ، هذا و يؤكد فروبل " أن الروضة تساعد الطفل على التوافق مع البيئة ، فهي تهيئ للأطفال فرص القيام بالنشاطات التي تتوافق مع مرحلة نموهم و تتناول شخصياتهم من جميع جوانبها النفسية و الاجتماعية و الجسدية و العقلية كما أنها تجعل بينهم وبين المجتمع ألفة . بالإضافة إلى ذلك ان الروضة تساعد الطفل على التكيف و الاندماج مع الآخرين ، و يكتسب ثقافة مجتمعة و يكتشف أن هناك ثقافات الأخرى و يتقبلها كما هي ، ومن هنا المنطلق فإن الرياض الأطفال ، و حسب اختيارها طرق التعليم المناسبة و الوسائل التربوية الملائمة و أساليب التقويم قادرة على قياس التغيرات السلوكية التي تحدث عند الطفل نتيجة تواجده في محيط تعليمي ، ، حيث أن الكثير من المشكلات التي تعترض الطفل في المدرسة التي قد تعرقل توافقه الاجتماعي تعود إلى هذه المرحلة المتميزة . فالروضة تستطيع أن تزيل هذه العوامل و المشكلات نذكر مثال : الخوف ، القلق ، الانعزال ، السلوك العدواني ، الفردية ، الميل إلى الوحدة .... الخ .

فالروضة تنمي في الطفل نزوعه إلى الاستقلالية في القبول و الرفض ، و تشعره بأنه شخص قادر على آن يقرر ما يتعلق به لنفسه مع تعويده انه لا يستطيع أن يفعل كل ما يريده ، وأن هناك آدابا عامة و قواعد سلوكية يلزم الكبار بها مع تجنب إحراجه أو إشعاره بالخجل ، كما تعمل الروضة على توفير المواد المناسبة التي يتمكن بواسطتها الطفل من استكشاف بيئته و محيطة ، و ذلك بأن تنمي فيه الرغبة في العمل و العيش مع الآخرين في ظل الاحترام خصوصياته و وخصوصياتهم ، بإضافة إلى ذلك فإن الروضة تؤهل الطفل إلى أن يكون الطفل عنصرا فعالا في جماعته ، ثم في مجتمعه حاملا لأخلاق حميدة و صفات حسنة ، بحيث انه يتعلم سلوكيات مقبولة مثل احترام الكبار و التعاون مع الزملاء ، و يتجنب السلوكيات غير مرغوب فيها . وتجعل تجربة العيش مع الآخرين الطفل يشارك في نشاطات غيرة من الأطفال ، إذ يتعلم أن يكون له دور في كل نشاط و للآخرين لهم دور آخر فيتقبل فكرة التعاون والمشاركة و يبتعد عن الأنانية و الفردية ، كما تسعى رياض الأطفال إلى تشجيع الطفل على الاستقلالية و الاعتماد على الذات في بعض الأمور الحياتية و الانتماء إلى جماعات الأطفال و تحضيرية للمدرسة .

فالرياض الأطفال تعلم الطفل معنى الانضباط في أموره سواء كان ذلك يتعلق بالأكل و النوم أو عند قيامه بالنشاطات الجماعية التي كثيراً ما تكون انسب فرصة للطفل للاحتكاك بالأطفال الأخرين و استمتاعه باللعب ، و تؤدي كل هذه الأمور إلى الإقلال من مظاهر السلوك العدواني غير المرغوب فيه مثل المشاجرة أو اعتداء أو انتزاع الأشياء من الغير ، كما تحث الروضة على المنافسة الصحيحة التي تعتبر مظهرا من مظاهر التفاعل الاجتماعي السوي الذي بدوره يحفز الطفل على الحصول على أفضل وضع داخل جماعة الرفاق . و قد أشارت بعض الدراسات أن حتم التطور الاجتماعي اليوم هو انبثاق ما يسمى ( بالأسرة النووية ) التي تتكون من الزوج و الزوجة و الأبناء مما ضيق فرص الاحتكاك الاجتماعي مع الكبار من الأقارب و الأصدقاء ، و هذا يؤثر في نمو الطفل الاجتماعي الذي يمكن أن تتوفر إذا وجد الطفل في مؤسسة فيها كبار و صغار غير الذين تعودهم في البيت .

وأن وجود الطفل في مؤسسة خاصة بتنشئته و تربيته أمرا أصبح ضروريا يوم ، فهي بيئة أعدت خصيصا ليعيش فيها بعد أن اعتاد حياة معينة وسط أفراد أسرته و هو مقبل بعد سنوات قليلة على التعليم الابتدائي ، و فيه من النظم و محددات الحرية ما لم يتعوده بين أفراد أسرته ، و منه فرياض الأطفال لها مناخ الاجتماعي ووجداني و عقلي يجمع إلى حد ما بين مميزات أعدها الطفل في الأسرة و بين صفات في المدرسة الابتدائية ، وهي المرحلة يعبرها الطفل في لذة و شوق بين الأسرة و المجتمع ، المدرسة الابتدائية .​
 

مواضيع مماثلة

أعلى