كثير من القادة العرب يستشعرون احتمالية ملاحقتهم قضائيا وهم على رأس حكومات متهمة بانتهاكات حقوقية
حين سعى ممثل ادعاء المحكمة الجنائية الدولية الى استصدار أمر باعتقال الرئيس السوداني دقت هذه الخطوة أجراس الانذار في العواصم العربية التي تخشى من أن هذا ربما يتيح الفرصة لشكل جديد من أشكال التدخل الغربي في الشؤون العربية.
ويشعر الزعماء العرب وكثير منهم يديرون حكومات متهمة بارتكاب انتهاكات متزايدة لحقوق الانسان بالقلق من أن المحكمة قد توجه تركيزها بعد ذلك الى دول عربية أخرى اذا نجحت في تقديم عمر حسن البشير للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وسارع السودان بالدعوة الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب تحسبا لخطوة المحكمة الجنائية الدولية التي تضم بين صفوفها أصدقاء للخرطوم من شمال افريقيا تحركوا بخطة يبدو أنها تهدف الى الحؤول دون محاكمة البشير.
وقال جون اشوورث خبير الشؤون السودانية "جزء كبير من العالم النامي متشكك جدا جدا في المحكمة الجنائية الدولية. اذا نظرت الى الجامعة العربية نفسها أعتقد أنه سيكون هناك أعضاء بها سيخشون توجيه الاتهام لهم ايضا"
ويعتقد الكثير من العرب أن الدول الاسلامية مستهدفة من الغرب بشكل غير متكافئ عند اعتقاده أنها ارتكبت أي زلة مستشهدين بالحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة ضد العراق وافغانستان فضلا عن الضغوط التي تمارس على ايران بسبب برنامجها النووي.
في الوقت نفسه يقول العرب ان المجتمع الدولي فشل لنصف قرن في اقامة دولة للفلسطينيين او التحدث علنا عن انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها اسرائيل.
ويزيد هذا من استيائهم من النداءات الغربية باتخاذ اجراءات بشأن دارفور حيث اتهم ممثل ادعاء المحكمة الجنائية الدولية البشير بالاشراف على أعمال ابادة جماعية أسفرت عن مقتل 35 الف شخص فضلا عن 100 الف اخرين من خلال الموت البطيء وأجبرت 2.5 مليون على النزوح عن ديارهم.
وتعني الصلة الثقافية والسياسية بين العرب وشمال السودان الذي يغلب على سكانه العرب أن البعض قد يشعرون بتعاطف طبيعي مع حكومة البشير اكثر من الذي يشعرون به تجاه متمردي اقليم دارفور الذين يغلب عليهم غير العرب.
وقال ضياء رشوان المحلل السياسي الذي يتخذ من القاهرة مقرا له ان كل العرب الان يشعرون بأنهم مستهدفون وعبر عن اعتقاده بأن لهم الحق في هذا وأضاف أنه بالنسبة للمواطن العادي يمثل عمر البشير الشرعية العربية بل والكرامة العربية ايضا.
وتريد الجامعة العربية والاتحاد الافريقي على حد سواء من مجلس الامن الدولي تعليق خطوة المحكمة بتوجيه اتهامات للبشير وقالت الجامعة الثلاثاء انها حصلت على تعهد من السودان بمحاكمة من يشتبه بارتكابهم جرائم في دارفور في السودان.
ويسمح هذا الاتفاق للامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية بمتابعة الاجراءات غير أن القرار سيرجع للسودان فيما يتعلق بمن تقدمه للمحاكمة. ولم تذكر الجامعة ان كان سودانيان اثنان اتهمتهما المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي سيواجهان اتهامات.
وأظهر الاتفاق الذي تم التوصل اليه عقب زيارة قام بها عمرو موسى امين عام الجامعة العربية للخرطوم أن الجامعة ربما تكون في وضع ملائم للضغط على السودان. لكن هذه الخطوة ربما لا ترضي المنتقدين الغربيين.
وقال باتريك سميث رئيس تحرير الرسالة الاخبارية افريكا كونفيدينشال ومقرها بريطانيا "من وجهة نظر حكومة السودان من الواضح أن ما يريدونه هو اقناع الجامعة العربية بممارسة الضغوط على الاتحاد الافريقي لمحاولة دعم الرئيس".
وأضاف "جزء من الاستراتيجية أن تكون هناك أربع او خمس مبادرات مختلفة دفعة واحدة للتعامل مع ما يجري في دارفور. وبالتالي بهذه الطريقة يجري التشويش على القضايا الرئيسية".
ولدى بعض الدول العربية مخاوف عملية ايضا. ويقول بعض المحللين ان القاهرة على سبيل المثال تخشى من ظهور حفنة من الدول الجديدة التي لا يمكن التنبوء بتصرفاتها الى الجنوب منها مما قد يهدد استقرارها أو ربما تجور على حصتها من مياه النيل. وهذه المخاوف من بين العوامل التي تؤدي بها الى تقديم دعم للخرطوم اكثر من المتمردين الانفصاليين.
لكن بأي حال من الاحوال لا يوجد اجماع عربي حقيقي على تقديم دعم كامل للخرطوم كما أن انتقادات الجامعة للمحكمة الجنائية الدولية حتى الان معتدلة نسبيا.
ويشير محللون الى أن بعض الدول ربما تريد تجنب الانتقادات الشديدة للمحكمة الجنائية الدولية او الدعم غير المشروط للخرطوم لان هذا قد يحرجها امام المجتمع الدولي.
ويقول محللون انه اذا لم تستطع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول عربية وافريقية ارجاء اصدار أمر اعتقال للبشير فانهم يشكون بشدة في أن يواجه الرئيس السوداني أي مخاطر في دول أصدقائه العرب.
وعبر رشوان عن رائه في عدم اعتقاده أن الرئيس البشير سيواجه اي نوع من المشاكل في اي دولة عربية وأضاف أنه يتوقع أن تقرر تلك الدول استقبال الريئس البشير
منقول
حين سعى ممثل ادعاء المحكمة الجنائية الدولية الى استصدار أمر باعتقال الرئيس السوداني دقت هذه الخطوة أجراس الانذار في العواصم العربية التي تخشى من أن هذا ربما يتيح الفرصة لشكل جديد من أشكال التدخل الغربي في الشؤون العربية.
ويشعر الزعماء العرب وكثير منهم يديرون حكومات متهمة بارتكاب انتهاكات متزايدة لحقوق الانسان بالقلق من أن المحكمة قد توجه تركيزها بعد ذلك الى دول عربية أخرى اذا نجحت في تقديم عمر حسن البشير للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وسارع السودان بالدعوة الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب تحسبا لخطوة المحكمة الجنائية الدولية التي تضم بين صفوفها أصدقاء للخرطوم من شمال افريقيا تحركوا بخطة يبدو أنها تهدف الى الحؤول دون محاكمة البشير.
وقال جون اشوورث خبير الشؤون السودانية "جزء كبير من العالم النامي متشكك جدا جدا في المحكمة الجنائية الدولية. اذا نظرت الى الجامعة العربية نفسها أعتقد أنه سيكون هناك أعضاء بها سيخشون توجيه الاتهام لهم ايضا"
ويعتقد الكثير من العرب أن الدول الاسلامية مستهدفة من الغرب بشكل غير متكافئ عند اعتقاده أنها ارتكبت أي زلة مستشهدين بالحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة ضد العراق وافغانستان فضلا عن الضغوط التي تمارس على ايران بسبب برنامجها النووي.
في الوقت نفسه يقول العرب ان المجتمع الدولي فشل لنصف قرن في اقامة دولة للفلسطينيين او التحدث علنا عن انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها اسرائيل.
ويزيد هذا من استيائهم من النداءات الغربية باتخاذ اجراءات بشأن دارفور حيث اتهم ممثل ادعاء المحكمة الجنائية الدولية البشير بالاشراف على أعمال ابادة جماعية أسفرت عن مقتل 35 الف شخص فضلا عن 100 الف اخرين من خلال الموت البطيء وأجبرت 2.5 مليون على النزوح عن ديارهم.
وتعني الصلة الثقافية والسياسية بين العرب وشمال السودان الذي يغلب على سكانه العرب أن البعض قد يشعرون بتعاطف طبيعي مع حكومة البشير اكثر من الذي يشعرون به تجاه متمردي اقليم دارفور الذين يغلب عليهم غير العرب.
وقال ضياء رشوان المحلل السياسي الذي يتخذ من القاهرة مقرا له ان كل العرب الان يشعرون بأنهم مستهدفون وعبر عن اعتقاده بأن لهم الحق في هذا وأضاف أنه بالنسبة للمواطن العادي يمثل عمر البشير الشرعية العربية بل والكرامة العربية ايضا.
وتريد الجامعة العربية والاتحاد الافريقي على حد سواء من مجلس الامن الدولي تعليق خطوة المحكمة بتوجيه اتهامات للبشير وقالت الجامعة الثلاثاء انها حصلت على تعهد من السودان بمحاكمة من يشتبه بارتكابهم جرائم في دارفور في السودان.
ويسمح هذا الاتفاق للامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية بمتابعة الاجراءات غير أن القرار سيرجع للسودان فيما يتعلق بمن تقدمه للمحاكمة. ولم تذكر الجامعة ان كان سودانيان اثنان اتهمتهما المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي سيواجهان اتهامات.
وأظهر الاتفاق الذي تم التوصل اليه عقب زيارة قام بها عمرو موسى امين عام الجامعة العربية للخرطوم أن الجامعة ربما تكون في وضع ملائم للضغط على السودان. لكن هذه الخطوة ربما لا ترضي المنتقدين الغربيين.
وقال باتريك سميث رئيس تحرير الرسالة الاخبارية افريكا كونفيدينشال ومقرها بريطانيا "من وجهة نظر حكومة السودان من الواضح أن ما يريدونه هو اقناع الجامعة العربية بممارسة الضغوط على الاتحاد الافريقي لمحاولة دعم الرئيس".
وأضاف "جزء من الاستراتيجية أن تكون هناك أربع او خمس مبادرات مختلفة دفعة واحدة للتعامل مع ما يجري في دارفور. وبالتالي بهذه الطريقة يجري التشويش على القضايا الرئيسية".
ولدى بعض الدول العربية مخاوف عملية ايضا. ويقول بعض المحللين ان القاهرة على سبيل المثال تخشى من ظهور حفنة من الدول الجديدة التي لا يمكن التنبوء بتصرفاتها الى الجنوب منها مما قد يهدد استقرارها أو ربما تجور على حصتها من مياه النيل. وهذه المخاوف من بين العوامل التي تؤدي بها الى تقديم دعم للخرطوم اكثر من المتمردين الانفصاليين.
لكن بأي حال من الاحوال لا يوجد اجماع عربي حقيقي على تقديم دعم كامل للخرطوم كما أن انتقادات الجامعة للمحكمة الجنائية الدولية حتى الان معتدلة نسبيا.
ويشير محللون الى أن بعض الدول ربما تريد تجنب الانتقادات الشديدة للمحكمة الجنائية الدولية او الدعم غير المشروط للخرطوم لان هذا قد يحرجها امام المجتمع الدولي.
ويقول محللون انه اذا لم تستطع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول عربية وافريقية ارجاء اصدار أمر اعتقال للبشير فانهم يشكون بشدة في أن يواجه الرئيس السوداني أي مخاطر في دول أصدقائه العرب.
وعبر رشوان عن رائه في عدم اعتقاده أن الرئيس البشير سيواجه اي نوع من المشاكل في اي دولة عربية وأضاف أنه يتوقع أن تقرر تلك الدول استقبال الريئس البشير
منقول