خرج (( عمر بن عبيد الله )) يوما وكان من المشهورين بالكرم والسخاء
وبينما هو في طريقه مر بحديقة ( بستان ) ورأى
غلاما مملوك يجلس بجوار حائطها يتناول طعامه فاقترب كلب من الغلام ,
فأخذ الغلام يلقي الى الكلب بلقمة , ويأكل لقمة
(( وعمر )) ينظر إليه ويتعجب مما يفعل , فسأله (( عمر )) اهذا الكلب كلبك ؟؟
قال الغلام : لا
قال ((عمر )) : فلما تطعمه مثل ما تأكل ؟؟
فرد الغلام : إني استحي ان يراني احد وانا آكل دون ان يشاركني طعامي .
أُعجب (( عمر )) بالغلام , فسأله : هل انت حر ام عبد ؟؟
فأجاب الغلام : بل انا عبد عند أصحاب هذه الحديقة ,
فانصرف (( عمر )) ثم عاد بعد قليل ,
فقال للغلام : أبشر يافتى فقد اعتقك الله ! وهذه الحديقة أصبحت ملكاَ لك
قال الغلام بسعادة ورضا : أُشهدك أنني جعلت ثمارها لفقراء المدينة .
تعجب (( عمر )) وقال للغلام : عجبا لك ! اتفعل هذا مع فقرك وحاجتك إليها ؟؟
رد الغلام بثقة وإيمان : إني لأستحي من الله ان يجود عليّ بشيئ فابخل به !