قصة داهية الغابة

قيثارة

كاتب جيد جدا

ذات يوم من الأيام , مرض ملك الغابة, فزارته كل الحيوانات إلا الثعلب..وكان يرعاه في مرضه (القرد ميمون)..يقدم له الطعام والشراب..ويقرأ له الجرائد اليومية..ويحكي له قصصاً مسلٌية ؛ لينسيه مرضه .
وذات صباح كان القرد ميمون يمسك بذراع الأسد ,يفُسّحه بين الأشجار في الهواء الطلق..فاقترب القرد من الأسد وقال له في خبث:
* يا سيدي ..كل حيوانات الغابة عادتك في مرضك ودعو لك بالشفاء العاجل.. إلا الثعلب الملعون غيدو تكبٌر علي زيارتك, وتمرد علي حكمك للغابة وأنت في أشد ساعات مرضك.
فاغتاظ الأسد وعلا صوته وجز علي أنيابه وقال بلهجة الوعيد :
*ويحك يا ثعلب ...سأتسلى بعظامك كما حبات الفول السوداني!
وهنا ابتسم القرد ميمون في دهاء ..وأدرك أن خطته قد نجحت في التخلص من (الثعلب المكٌار)
علم الثعلب المكٌار من الفأر_الذي سمع حديث الأسد والقرد بالصدفة_ بجملة الحديث ؛ ليأخذ الثعلب حذره.

وفي اليوم التالي... كانت الشمس تسطع في بهاء على (عرين الأسد ) ..تقدم الثعلب واقترب من الأسد
وقال وهو منكس الرأس :
* صباح الخير يا ملك الغابة..كيف صحتك اليوم ؟
كان وجه الأسد يشع بالغضب , والقرد من خلفه يبتسم في شماتة ..
قال الثعلب في تخاذل :
* أعرف يا سيدي أنك غاضب مني.. لكني لم أتأخر في زيارتك لتقصير مني حاشا وكلا, وإنما ذهبت لأجوب البلاد ابحث لك عن دواء .
وهنا هدأت نفس الأسد قليلاً وراح يصغي في اهتمام لكلام الثعلب ..وبوجه لا ينم عن شيء واضح المعالم .. قال :
* وإلى أي شيء توصلت يامكٌار؟!
فابتسم الثعلب وهو يرمق القرد ميمون بنظرة احتقار , وعاد يكمل حديثه للأسد :
* سافرت يا سيدي إلى بلاد الهند فقابلت طبيباً بارعاً, فوصف لي الدواء لعلاجك ...
قاطعه الأسد في عجلٍ:
* وما هو الدواء يا صديقي ؟!
قال الثعلب وهو يقرأ قصاصة ورق كانت في جيب سترته:
* علاجك يا سيدي ..في لحم لسان القرد!
لم يتمهل الأسد بقية الوصفة وإنما راح يقبض على رأس القرد الواقف خلفه فارتجف القرد وتصبب عرقاً وتململ .. ولكنه فشل في الهرب من قبضة الأسد .. وبأنياب حادة التهم الأسد لسان القرد ..
فسقط القرد علي الأرض وفمه ينزف دماً ..وأخذ يصرخ بكلمات غير مفهومة ، وراح الأسد يربت علي كتف الثعلب مبتسماً في وجهه ، شاكراً له جميل صنعه..فقال الثعلب للأسد( والفأر يتعلق بذيله ):
* هذا أقل واجب يا سيدي!!!!
كان القرد ميمون مازال طريح الأرض يتلوى من الألم وينظر إلى قرص الشمس المختبئ بين الشجر الكثيف في حسرة .
ثم نظر إليه الثعلب وقال:
* ألا تعرف يا صديقي ...أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها!!!

 

مواضيع مماثلة

أعلى