كتاب الجدار

عطر الجنه

كاتب محترف
%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%B1.jpg





بين القاهرة المدينة العتيقة ودبي المدينة الممتلئة بالحياة وسيول المدينة الضبابية تدور أحداث رواية "الجدار" لـ "نورا ناجي".
جدار حياة المليء بالموت

"حياة" فتاة حديثة التخرج من كلية الصيدلة، تتعرف على خالد صديق أصدقائها (ريم وأحمد) في ليلة شتوية باردة في القاهرة، ومع الأيام تتحول علاقتهما إلى الحب الذي سيتحول فترة من حياتهما إلى جحيم أسود.
خالد المتخاذل دائمًا وأبدًا الذي لا يتخذ أي خطوة إيجابية لتأكيد مشاعره تجاه حياة لترى علاقتهما النور وتكون مُعلنة للناس مما دمر حياتها.
تقرر حياة الابتعاد عن القاهرة والسفر إلى والدها في دبي والعمل هناك معه. تلتقي بسعود صديق الطفولة الذي يعرض عليها العمل معه في الصحافة ويساهم ذلك في إخراجها، لبعض الوقت، من كآبتها حيث منحها جو الصحافة بعض الانشغال عن التفكير في خالد. لكن وظيفة الصحافة هذه ساهمت في زيادة بؤسها حيث إنها عندما قررت الانتقال إلى كوريا الجنوبية حيث العزلة والوحدة في آخر العالم؛ قررت العمل في وكالة إخبارية لتتابع، شاءت أم أبت، كل بؤس العالم وكوارثه وحروبه.
كانت ترى كوارث العالم وتتعمق فيها خاصةً إذا كان الضحايا أطفال، فتلتقط كل صورهم المفزعة وتعلقها على جدار غرفتها، جدار الموت، تنظر له يوميًّا بتمعن في الظلام إلى أن ترى أحد هؤلاء الضحايا يخرج لها من الجدار ليحكي لها في ما تبقى من الليل بقصته التي أدت به إلى جدارها، وقد يستنجد أحد هؤلاء الضحايا بها؛ منهم طفلة مثلًا قتلها والدها ظلمًا وعدوانًا بعدما أجبرها على قول ما لم تفعل وما لم تفهم.

رعب وسوداوية ممتعة

الرواية نفسية من الطراز الرفيع وهي قد تكون أول رواية عربية تدور أحداثها في كوريا الجنوبية، وقد استطاعت نورا نقل الأجواء الكورية ببراعة. لغة "نورا ناجي" سلسة وغير معقدة، وهي بالعربية الفصيحة، وإن كنت أفضل الحوار العاميّ بين الأبطال، وأعتقد أن اختلاف اللغات بين أكثر من شخصية من شخصيات الرواية كانت مدعاة لاستخدام العربية الفصيحة.
تنتقل الرواية زمنيًا ومكانيًا بسلاسة، لن تفقد خط سير الأحداث ولن تفقد شغفك في متابعة ذكريات حياة والانتقال معها بين القاهرة ودبي وسيؤول في الفترة الزمنية من 2009 إلى 2016.
هذه رواية ممتعة مرعبة سوداوية نلحظ فيها أفكار الكاتبة (نورا) المختلفة عن السائد والتي تميز رواياتها حتى الآن حيث أصدرت نورا 3 روايات هي “جدار الذكريات” و"بنات الباشا" و “بانا”.

اقتباسات من رواية "الجدار"

"الجهل مريح، الجهل يمنحك الفرصة، للنوم بضمير مستريح كل ليلة، الجهل هو ما يُفرّق بيني وبينك، الجهل لا يحولك لمعتوه مثلي، تزوره الكوابيس في فراشه،وهو نائم، وهو مستيقظ."
"ربما كان ذنبي الوحيد هو الحب، لكنني أعلم تمامًا الآن أن الحب ليس ذنبًا، وكيف يكون؟”
“إن كان الله قد خلق الحب في بداية العالم، وجعله أساسًا لإعماره، بل وجعله أساسًا لعلاقته بمخلوقاته، وسببًا في استمرار حياتهم إلى اليوم، فكيف يعاقبنا إذن على فعل حب، خالص بلا أغراض؟"



 

مواضيع مماثلة

أعلى