الشاعر بدوي الجبل

عطر الجنه

كاتب محترف
-الجبل-400x198.jpg





يعد الشاعر السوري بدوي الجبل من أشهر شعراء العصر الحديث نظرا لرؤيته المميزة التي ظهرت في جميع قصائده، فقد ولد عام 1900م بقرية ديفة بالاذقية وقد كان له العديد من المواقف السياسية سواء عمليا أو نظريا، وقد عمل بعديد من الوزارات وعقب ذلك تنقل بين كثير من الدول ما بين تركيا ولبنان وتونس وسويسرا ولكن في عام 1962م عاد إلى وطنه وظل به حتى وافته المنية عام 1981م.
افضل قصائد الشاعر بدوي الجبل
نم بقلبي
أدموعا تريدها أم رحيقا
لا ونعماك ما عرفت العقوقا
تتجلّى عند المغيب لعيني
ضياء عذب الحنان رفيقا
و جلاك الشروق حتّى تبيّنت
محيّاك فاحتضنت الشروقا
و تزور البروق تخبرني عنك
و لولاك ما استزرت البروقا
كلّ حسن أرى محيّاك فيه
فأطيل الإمعان و التحديقا
طرق الطيف بعد أن غاب وهنا
أنت أحلى من النعيم طروقا
مرّ في وحشتي نعيما و أنسا
و محا أدمعي رحيما شفيقا
كلّما غبت عنه و غاب عنّي
لاح في خاطري وسيما أنيقا
إن رعى صحبتي و أوردها الصفو
فقد كان بالمعالي خليقا
نم بقلبي و لو قدرت منعت الـ
ـقلب حتّى تقرّ فيه الخفوقا
فرعون
يا نجد جنّات و بيد بكليهما سكر النشيد
ألرملة الظمأى حنين الشّوق و الرّوض المجود
أرجت صباك . يجيد _ حين يشمّها _ من لا يجيد
و عرائس الأحلام نعمان الجزيرة و النفوذ
و قوافل بمتاهة ، ألنجم قائدها الوحيد
و هوادج لحمى السيوف و حولها العدد العديد
رنّ الحليّ بها و جرجر في مباركه قعود
الجهد هدّ قلوصها بالرّمل و المرعى الجهيد
و الشيح قاطعة النسيم فلا يميل و لا يميد
و أشعّة كالنار . تبر ، ما لسائله جمود
ثمّ الضّحى فاذا عيوا فبظلّ عيسهم الرّقود
حتّى إذا أخفى الضّياء غدائر لليل سود
فالبدر و الحادي و خطو بين سحرهما وئيد
و على الرّبى النيران عطّر وهجها غار وعود
هي و الصباح له عمود ضاحك و لها عمود
و صهيل أفراس و راغية و اضياف وجود
يا وحشة الثأر
شاد على الأيك غنّانا فأشجانا
تبارك الشعر أطيابا و ألحانا
ترنّح البان و اخضّلت شمائله
فهل سقى الشعر من صهبائه البانا
هل كنت أملك لولا عطر نعمته
قلبا على الوهج القدسيّ نديانا
أيطمع الشعر بالإحسان يغمره
و الشعر يغمر الدّنيا الله إحسانا
لو شاء عطّر هذا اللّيل غالية
و نضّر الرمل أشواقا و ريحانا
لو شاء نمنم هذا النجم قافية
و نغّم الفجر أحلاما و أوزانا
لو شاء أنزل بدر التمّ فاحتقلت
به الندامى سرجا في زوايانا
و لو سقى الشمس من أحزانه نديت
على هجير الضّحى حبّا و تحنانا
تضيع في نفسي الجلّى و قد نزلت
من كبريائي آفاقا و أكوانا
و ما رضيت بغير الله معتصما
و لا رأيت لغير الله سلطانا
فطال عليك الليل
أحبّك حبّا لا تطوف به المنى
عرائس في حلي الملاح العرائس
أحبّك عن يأس و ما حبّ آمل
بأقرب في نجواه من حبّ يائس
و أهمس في سمع النسيم رسالة
فهل دغدغت نهديك من ثغر هامس
رويدك تهفو بي إلى الكأس خطرة
من الذكر مرّت في خيالات هاجس
تعيد لعيني كلّ ما فات و انطوى
و ترفع من بالي كلّ الطلول الدوارس
آلام
ألفت حرّك لا شكوى و لا سهد
يا جمرة في حنايا الصدر تتّقد
مرّي على كبدي حمراء دامية
يبقى الحنين إذا تسلم الكبد
و ما أضيق بهمّ حين يطرقني
لقد تقاسم حبّي البؤس و الرّغد
إنّي أدلّل آلامي و أمسحها
مسح الشفيق و أجلوها و أنتقد
حتّى تطلّ على الدنيا بزينتها
حسناء تبدو عليها نعمة ودد
بعض الخطوب ظلام لا صباح له
و بعضها الفجر فيه النّور و الرشد
تفجّر الخير منه روضة أنفا
تدعو إلى ظلّها وانين قد جهدوا
إذا هم جرعوا من مائها جرعا
توثّبت عزمات فيهم جدد
و مدلجين أضاء الحزن ليلهم


 
أعلى