عطر الجنه
كاتب محترف
لم يعتبر دور المراة في الحياة مقتصرا على الاعمال المنزلية وتربية الاطفال، لكن خرجت السيدات لا سيما في العقدين الاخيرين من الدهر الى كافة مجالات الشغل سواء بعد التعليم بالمدرسة الجامعية، ام بلا الحصول عليها، وهذا من اجل اثبات ذواتهن، وتحقيق الاستقلالية العينية عن الاب والاخ، ومساعدة عوايلهن وازواجهن في تكليفات الحياة المادية، بل الاسلام جعل لعمل المراة شروطا وضوابط سنتحدث عنها في ذلك المقال.
شروط عمل المراة
الحاجة
تنقسم الاحتياج الى قسمين الاولى الاحتياج الشخصية للمراة، والثانية احتياج المجتمع لعملها، فاذا قد كانت المراة محتاجة لذلك الشغل فلا ضير من الالتحاق به، واذا كان غير هذا فلا وجوب للخروج اليه، ومن منحى اخر على المراة المسلمة ان تتسايل بشان اذا ما قد كانت تقدم لمجتمعها نفعا بتلك المهنة ام لا، وان كان الجواب هو النفي فلزومها المنزل افضل، واعتمد اهل الفقه على هذا وفقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-
قد اذن ان تخرجن في حاجتكن).[رواه البخاري]. العمل الحلال
على المراة ان تعمل ضمن الامور التي حللها الاسلام، وتتجنب المحرمات في عملها، كان تذهب للعمل في محال لبيع الخمور، او مصنع لصناعة وتصدير لحم الخنزير، وغير هذا من الساحات التي نهى عنها الاسلام لجميع المسملين سواء اكانوا رجالا ام نساء، وهذا حتى لا يطالهم اثم او منكر جراء ذلك، ومجالات الشغل المباحة كثيرة في مواجهة المراة؛ كالتمريض، والطب، والتعليم وغيرها.
اعلام ولي الامر
قد يكون ولي الامر هو الزوج او الوالد لغير المتزوجة، فليس للمراة الذهاب للخارج للعمل الا باذن من ولي الامر، واخذ موافقته على هذا لانه سيسال يوم العرض عن عمل المراة المسوول عنها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلكم راع. وكلكم مسيول عن رعيته) [ رواه مسلم]، كما يقول الامام الشافعي احد الايمة الاربعة الذين توخذ باحكامهم الشرعية في كافة نواحي بلاد المسلمين: (ان المراة اذا استطاعت شعيرة الحج فان لوليها او قرينها ان يمنعها منه ما لم تهل)، والحال ينطبق على الشغل وغيره.
ملايمة طبيعة جسم المراة
ليس من المنطق ان تلتحق المراة باعمال تجهد بدنها وعافيتها، مخالفة بهذا الطبيعة الجسمانية التي خصها الله بها، كان تعمل في النبش واعمال البناء، وتمديد شبكات الاستبدال الصحي، او في ميادين الحجر والرخام في المقالع والمصانع، كما ان كثيرا ما تجابه المراة التي تعمل في تلك الساحات التهكم والتهكم الشديدين من المحيطين حولها.
الالتزام باللباس الشرعي
على المراة الالتزام بالحجاب او اللباس الشرعي، سواء هذا الذي يغطي جسمها ام راسها، وان يكون فضفاضا، وطويلا، وساترا لكل مناطق البدن، وليس فيه ما يلفت نظر الاخرين كاللون الفاقع، او البراق الذي يخطف النظر، وليس شفافا يرى ما تحته، كما على المراة عدم التعطر نحو خروجها من المنزل عموما، وليس فقط حين الذهاب للعمل، وفي ذلك الحين روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: (ايما امراة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية) [صحيح].
مراعاة حق الزوج والاولاد
على المراة الموازنة بين عملها خارج المنزل وتاديتها للواجبات تجاه الزوج والاولاد قدر المستطاع، فلا يكون الشغل لساعات متاخرة من اليوم، في حين يرجع الزوج باكرا من عمله، او يرجع الاطفال من مدارسهم دون وجود المراة في المنزل لرعايتهم والاهتمام بهم، وفي ذلك الحين مقال الاسلام في عديد من المواضع على عدم التهاون في تادية الواجبات تجاه الزوج وحقوق الابناء عموما، كما ان انتباه المراة بواجباتها المنزلية في تلك الوضعية يجنبها العديد من المشكلات والخلافات الدايمة مع قرينها بشان عملها.
