رحيق الزهور
الإدارة
- إنضم
- 21 فبراير 2008
- المشاركات
- 24,814
- النقاط
- 4,901
][... السـ...ــلامـ عليكـ...ــمـ ورحمــ...ــة اللـهـ.. وبـركـ...ــاتهـ ...][
... ... ...
تجتمع الأحرف خجلى تناجي بعضها ، كيف لنا أن نجتمع لنخلق لحناً فريداً بكلمةٍ تهتز لها عروش القلب ،
تتشكل و تتبدل يأتي هذا هنا و يرحل الآخر ، تظل تتحور و أخيراً يرسو الحال على ترتيبٍ عشقناه بفطرةٍ منا
، و تخرج بعد الصياغات أبهى كلمة ، كلمة بحروف ثلاث فقط لكنها بضجيج بركان ثائر لا يهدأ .
... ... ...
" وطن " رسمت و روت حكايات ثورية تشمخ لها الرؤوس ، تَشَكل لنا بهيئة أم حنون ، و كان مرة ذاك الأب
الغاضب على أبنائه بعد أن حادوا عن الدرب ، هو الوطن بحضنه الواسع جمعنا و لمَ شملنا ، أعطانا الكرامة
و من حروف اسمه استنشقنا معاني الحياة ، على أرضه الطاهرة نمضي بثقةٍ و إقدام ، و من علياء سمائه
نتعلم الكبرياء .
... ... ...
" وطن " يبقى الحلم الأكبر للجميع أن يظل بلا أوجاع و أحزان تلفه ، يحاول كثر العبث بقدسيته و تدنيس
طهره متجاهلين حرمته ، متغافلين عظمته ، بالرغم من ذلك يبقى الوطن الشامخ المتعالي على الجراح ، و
يستعيد نقاءه على يد الشرفاء من أبنائه .
... ... ...
" وطن " ذاك الفضاء الواسع لأجله تهون التضحيات ، و لأمنه تسهر العيون ، بكل التفاصيل يبقى الأكبر
بالقلوب و الانتماء له يزداد ولا يفنى .
... ... ...
أوطاننا عنواننا ، رمز كرامتنا ، بها و لها نحيا ، و لن نتخلى عنها أبداً.
... ... ...
:: همسة فلسطينية ::
من الفاء تعلمنا " فلسفة الحياة " بكل متناقضاتها ، عرفنا بها أن الأوطان ليست رمزاً فحسب بل هي الروح
الحيَّة فينا ، تيقنا بأن الحياة لا ترسم الأفراح لنا دوماً و للحزن بالوجود مكان .
... ... ...
من لامها صنعنا " لا " فعلى تلك الأرض الطاهرة لا سلام مع الشيطان ، لا مساومة على الوطن ، لا تنازل و لا استسلام .
... ... ...
السين ترجمت لنا معنى " سرٌ إلهي " فنُخلق و عشق تلك الأرض رابض بصدورنا ، يحبها الصغير و الكبير ،
اللاجئ و المقيم ، عشقها عجزنا عن تفسيره ، فكأنه حليب نرضعه من أمهاتنا في المهد ، سلمنا أخيراً ما
هو إلا سر إلهي يُمنح لنا .
الطاء برونقها منحتها طهراً لا يُهتك ، فبقت العذراء رغم الاغتصاب ، و ظلت بنقاءٍ لا يشبهه شئ ولا أحد .
أما مع الياء يولد طفلاً ، يحبو ، يكبر ، يشيخ و يظل
يردد " فلسطين لنا و ستظل " ، واللاجئ ممسكاً بمفتاحٍ ورثه " لن أبقى لاجئ سأعود " ، و نظل كلنا
نصرخ بصوتٍ واحد " فلسطين وطن الجميع ، فهبوا لنصرته " .
نونٌ تخاطبنا و تُخجلنا " نأكل و ننام " فأين حماة الأوطان ؟!!
والتاء تلم تشتتنا ، تحتضنا ، تنهي فرقتنا و تدعو معنا بذلك ، فهل سنخذل نداء الوطن !! أم سنبقى شرفاء
أحرار ؟!!.
" كل الناس لهم وطن يعيشون فيه ، إلا نحن لنا وطن يعيش فينا "