حرب غزة استفزازية .. واسرائيل حروبها وقائية !!!!

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
مقال مترجم | هل على " إسرائيل " أن تنتهج إستراتيجية الحرب الوقائية من جديد ؟
هذا المقال هو لباحث كبير في معهد بن غوريون يدعو فيه إلى إعادة استراتيجية الحرب الوقائية واستخدامها ضد حماس وهناك اعتراف ضمني منه بفشل الحرب الحالية مع حماس وأنها كلفتهم كثيراً ، يسرد فيه أمثلة تاريخية على حروب وقائية أو استباقية قام بها الكيان ويحاول إقناعهم بإعادة انتهاج هذه الإستراتيجية مع حماس مستقبلاً ، ويهاجم الإستراتيجية الحالية التي تتراءى الآن وهي
الهدوء مقابل الهدوء والتي يقول أنها ستسمح لحماس بالاستمرار في بناء قوة هائلة ..
إليكم المقال مع اعتذاري عن بعض المصطلحات التي وضعتها بين أقواس لأمانة الترجمة :

تشارك الآن "إسرائيل " في الحرب على حماس التي تعلن بصراحة رغبتها في تدمير " إسرائيل" والتي لا يبدو أن عندها الموافقة على وقف القتال . على "إسرائيل" أن تفكر فيما إذا كانت إستراتيجيتها العسكرية مناسبة لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجهها .
في منتصف شهر ديسمبر 1955 م ، شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق نسبياً ضد القوات السورية في مرتفعات الحولان والمعروفة باسم معركة طبريا . من وجهة نظر عسكرية ، هذه العملية حققت أهدافها ، برغم ذلك بدأنا نسمع انتقادات حادة للعملية بعد انتهائها بوقت قصير ، ادعت هذه الإنتقادات أنه لم يكن هناك أي استفزازات سورية قبل العملية ، لذلك لا يبدو هناك أي مبرر لمثل هذه العملية واسعة النطاق .
رداً على هذه الانتقادات، شرح رئيس الوزراء دافيد بن غوريون ورئيس الأركان موشيه ديان استراتيجية الحرب الوقائية. وفقا لهذه الإستراتيجية ، عندما يتم تهديد دولة من قبل عدو يرغب في تدميرها ،لا يجب أن تنتظر هذه الدولة عملاً استفزازياً من العدو المهدد لها لتقوم بعملية مبررة ضده . ولمحاولة توضيح القضية أكثر ، أعطوا المثال المادي التالي : إن أتى ثعبان لمنزلك وتلوى أمام الباب ويبدو أنه في غيبوبة عميقة ولا تعرف متى سيفيق ، هل ذلك يعني أن عليك تتركه وحده وتذهب لتنام ؟ بالتأكيد لا . يجب عليك ضربه حتى لو أنه لم يؤذك وتكون أنت الذي اخترت المكان والزمان للهجوم.

وبعد ذلك بعام ، في تشرين الأول عام 1956 ، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف من الحشد العسكري الهائل في مصر بعد صفقة الأسلحة التشيكية ، شنت " إسرائيل " عملية " قادش " (حملة سيناء) . وقد عرفت هذه العملية كمثال كلاسيكي للحرب الوقائية . في هذه المرة أيضاً كان السؤال المطروح ما إذا كان هناك مبررا للعملية العسكرية الإسرائيلية .
هنا مرة أخرى تم الإدعاء بأن لا استفزازات مصرية كبيرة سبقت العملية الإسرائيلية .
وأوضح بن غوريون وديان أن التعزيزات العسكرية المصرية تهدد بأن تتفوق مصر على إسرائيل في غضون بضع سنوات . لذلك ، اضطرت إسرائيل إلى التحرك فوراً من أجل منع تطور هذه الحالة.
بعد مرور عشر سنوات، أي في مايو ويونيو عام 1967، عندما وضعت مصر قوات عسكرية ضخمة في سيناء ، قررت " إسرائيل " شن ضربة وقائية ضد الجيش المصري . كان المبرر أن هناك هجوم مصري وشيك في الطريق ، وأنه إذا لم تسبق اسرائيل وتضرب الجيش المصري ، فإنها قد يعاني من انتكاسة شديدة.
منذ نهاية حرب الأيام الستة، ونحن نعاني من تآكل استراتيجية الحرب الوقائية في تصور الأمن القومي لإسرائيل .
كما يمكننا أن نذكر، أن كل المواجهات العسكرية تقريباً التي كانت تدخل فيها " إسرائيل " منذ ذلك الحين ضد العرب كانت تعتبر نتيجة لاستفزازات على مستويات مختلفة من الشدة ..
على ما يبدو أن السبب الرئيسي لهذا التآكل في استراتيجية الحرب الوقائية يكمن في الخوف من أن الحرب الوقائية لا يمكن أن تعتبر حربا مبررة ، وسوف تسبب ضرراً كبيرا لمكانة " إسرائيل" الأخلاقية في الساحة الدولية . في نفس الوقت هناك قلق ، مبررا في حد ذاته ، وهو في داخل " إسرائيل" بأنه لا يجوز إعطاء الدعم الشعبي لعمل عسكري يظهر على أنه حرب اختيارية .
وهناك عدد كبير من الناس داخل " إسرائيل " يعتقدون أن اتفاق السلام بين العرب و" إسرائيل" قد يصبح واقعاً إذا كانت "إسرائيل" مستعدة لتقديم التنازلات الضرورية للعرب .
وبالتالي، فإنها قد تمتنع عن دعم حرب وقائية تشنها " إسرائيل " ، يقولون أنه ليس على " اسرائيل " أن تتخذ تدابير عسكرية إلا عندما تتعرض لهجوم من قبل دولة عربية ، ولذلك فالعملية العسكرية التي تقوم بها " إسرائيل " دون استفزازات عربية تعتبر غير قانونية وغير أخلاقية.
في الوقت الحاضر، و" إسرائيل " متورطة في نزاع عسكري واسع مع حماس ، التي تعلن عن رغبتها في تدمير " إسرائيل " ، هذا التنظيم الذي خزن الآلاف من القذائف والصواريخ التي تهدف إلى التسبب في تدمير واسع النطاق في مدن " إسرائيل" ، وقد استثمرت هذه المنظمة أيضاً كمية ضخمة من الموارد من أجل حفر الأنفاق التي ستمكنها متى شاءت للتسلل إلى الأراضي " الاسرائيلية " وتسبب أعداد قتلى هائلة في المستوطنات الإسرائيلية المجاورة ، في ظل هذه الظروف، فإن السؤال الذي يطرح نفسه : ألم يحن الوقت للعودة إلى استراتيجية الحرب الوقائية القديمة ، التي تبناها بفخر دافيد بن غوريون وموشيه ديان؟
يجب على " إسرائيل " أن تتخلي عن الصيغة المطروحة الآن في التعامل مع حماس . وفقا لهذه الصيغة ، إذا حماس لم تطلق الصواريخ والقذائف ضد" إسرائيل " ، فإن " إسرائيل " سوف تمتنع أيضا عن أعمال العنف ضد حماس ، وهذا يعني أن " إسرائيل " لا تعارض فكرة أن حماس ستكتسب المزيد من الأسلحة ، وأن " اسرائيل " ستعمل ضد حماس فقط إذا قامت حماس بالاستفزازات ضد " إسرائيل" ، وبسبب هذا التعامل ، ستكون حماس قادرة على بناء قوة عسكرية مذهلة ، والتي " لحسن الحظ " "لم تؤد إلى أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات إلى الآن" وذلك لم تعرفه "إسرائيل " قط .
عملياً ، يسمح هذا التعامل لحماس أن تحدد توقيت الصراع الحالي ، وإلى حد كبير - نطاقه.
ينبغي أن يكون واضحا أنه في استراتيجية الحرب الوقائية هذه ، " إسرائيل " قد تشن هجوما مفاجئاً ضد حماس حتى عندما تبقى هادئة لفترة طويلة ، وهذا يعزز من الفرص لتحقيق" النصر العسكري " ، في الوقت نفسه، ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن دوائر واسعة داخل المجتمع " الإسرائيلي " وعلى الساحة الدولية قد يطلبون من القيادة الإسرائيلية توضيح سياستهم العسكرية ، لأنها قد تقول أيضا أن " اسرائيل " تجد نفسها متورطة في حرب غير مبررة وليس لها دوافع سياسية ولا أمنية.
لكن في نفس الوقت، هذه الاستراتيجية ستعيد عنصر المبادرة والمفاجأة إلى "إسرائيل ". فسيكون صراع عسكري تكون فيه " إسرائيل " هي المبادرة والطرف الآخر متفاجئ ، فربما تصل" إسرائيل " بذلك إلى تحقيق المزيد من الإنجازات ، في وقت أقصر وبتكلفة أقل مما تفعل الآن.

زكي شالوم أحد كبار الباحثين في معهد بحوث بن غوريون ، جامعة بن غوريون، وباحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب.
 

talatsoltan

كاتب جديد
رائعة واكثر من رائعة

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته
 

الشاكرة لله

كاتب جيد
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك

وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
 

مواضيع مماثلة

أعلى