قف للحظة وإقراء

radia

كاتب جيد
img_1373504589_568.gif



أمس وأنا خارج من السوبر ماركت ، صدف أن كانت امرأة طاعنة بالسن وبطيئة جداً في السير، حاولت اجتيازها للوصول للباب فهرولت ماراً بها ، ولكني توقفت فجأة وقلت في نفسي أين ولماذا أنا في عجلة من أمري؟ وفي داخلي تحرك غضب على نفسي .... لماذا أزاحم هذه السيدة؟ في الحقيقة هي لا تستطيع الإسراع في السير وفتح المجال لأمثالي المستعجلون .... راودني الغضب أني لم أدرك في تلك الحظة .... أنها عملت في شبابها ربما بمهنة صعبة .... حتى ولو لم تعمل إنها رعت واهتمت بعائلة من زوج وأولاد وكانت طويلة بال عليهم ولم تستعجل إن تباطؤا في النهوض من الفراش ولم تتذمر أنهم تأخروا عليها ليوصلوها للبيت من السوق وهي تحمل أكياس الخضار والفواكه لتعد لهم الطعام ، وها أنا هنا أزاحمها واستبقها للخروج .... هل سينقلب الكون لو انتظرت حتى ولو عشرة دقائق حتى تخرج وتسير على راحتها دون أن أزعجها؟ ولماذا هذه العجلة من طرفي .... هل هي لأقضي عشرة دقائق أكثر وأنا أتابع التلفاز أو أتصفح ألنت ؟ وكعادة العرب من المحيط للخليج عاد عقلي الفاسد يلتمس الحجج لأضع اللوم على غيري .... نعم وجدتها .... السبب هو هذا الزمان الذي نعيش فيه زمن السرعة .... ولكن .... وآه من لكن .... لو نظرنا بعين الناقد والحقيقة لأنفسنا لوجدنا أننا .... أخشى أن أقول ماذا .... جُّلنا يعيش في عصر السرعة .... ولكنني في المساء اكتشف أنني لم أنجز الكثير .... فمثلا .... عن طريق الوتس أب قلت لزوجتي أنني أحبها .... ونسيت أن أقولها مواجهة في الصباح عندما استيقظت .... تكدست الرسائل الإلكترونية ولم أجد الوقت الكافي للرد عليها .... أرى طبقة من الغبار على الكتب التي اشتريتها من معرض الكتاب قبل شهر ،ولم أتمكن حتى من تصفحها .... من زمان لم أشم رائحة الطبيعة والشجر والمرج .... من المكتب للبيت لا يوجد وقت للطبيعة .... والسؤال حتى متى ؟.... حتى متى؟ .... سأتحمل هذا النمط من الحياة؟ نريد انجاز كل شيء وبنفس الوقت ولذلك لا ننجز أي شيء .... نهدر كثيراً من الوقت على أمور للأسف تافهة .... لا تستحق أن نهدر وقتنا عليها .... بوجود التقنية الحديثة .... نأخذ مئات الصور لأماكن وأشخاص .... هل نتصفحها ونلقي عليها النظر .... في أحسن الأحوال ننقلها على قرص صلب ونحفظها .... الحاسوب علية مئات الأغاني .... الوقت لا يسمح أن أستمع لها .... والتلفاز يُمكّنك من ألاف المحطات التي لا يمكنك متابعتها كلها .... كل دقيقة ننظر للهاتف الجوال ... هل أرسل أحد رسالة أو ... أو .... ؟ بالمقابل عاش جدي رحمه الله أكثر من قرن .... وكنت أجالسه كثيراً .... لم اسمع منه .... أنه خرج وتفسح في أوروبا ،ولم يكن لديه هاتف جوال وكان يستمع لمحطة واحدة على الراديو القديم الذي لم يفارقه ولم يشكك أبداً كم الحياة جميلة .... ولم يخفي حبه لجدتي ولأولاده وأحفاده .... رغم أن حياته لم تكن سهلة .... كانت تفوح منه رائحة الأرض والياسمين عاش حياة قاسية ولكنه كان يقدّرها .... لعلي أفهم سر الحياة السريعة التي أعيشها ؟ وعندما أفهمها .... عندها ربما أخفف من السرعة وآوي إلى كوخ تحيطه الأشجار في غابة .... بعيداً عن احتمال التقاط إرسال الهاتف المحمول وشبكة ألنت وحتى التلفاز لن احتاجه هناك ، حيث أجهّز كوخي بالمؤن كما كنا نفعل .... من عدس،برغل ومقدوس وباقي الأمور التي لا تخفى عليكم .... وهناك لن أزاحم سيدة عجوز على باب السوبر ماركت ولن استعجل كثيراً لأن حالي سيكون كحال هذه السيدة التي لا تستعجل وتقدّر الحياة حق قدرها ولا تهدر الوقت والجهد على أمور لا تستحق منا بذل الجهد ولا تستعجل الموت ....ككثير من الناس في هذه الأيام. يومكم جميل .... بطء السرعة .... وفي السرعة الندامة .... نحن بانتظارك يا بابا ....

ومالنا غيرك يا رب

"الدكتور اس او اس "

(( جميع ما يطرح على هذه الصفحة تحت عنوان خربشات لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأيي المتواضع فقط )).
 

*خالد*

من المؤسسين ,
رد: قف للحظة وإقراء

كانو العرب اسياد العالم عندما كنا متمسكين بديننا .. طالما اننا بعيدين كل البعد عن عقيدتنا واسلامنا

سنظل بأفكارنا الوضيعة


تحياتي رضية
 

radia

كاتب جيد
رد: قف للحظة وإقراء

كانو العرب اسياد العالم عندما كنا متمسكين بديننا .. طالما اننا بعيدين كل البعد عن عقيدتنا واسلامنا

سنظل بأفكارنا الوضيعة


تحياتي رضية

صدقت سيدي فبعدنا عن الدين جعل الغرب يتفوقون علينا
في كل شيء ونحن نملك اعظم شيئ"القرأن الكريم "

سرني مروركم العطر الله لا يحرمنا منكم يارب
 

مواضيع مماثلة

أعلى