دمع العيون
(حكاية وطـن )
وصيّـــــ ـــة شهيـــ ـــد
بعد التحيّه والسلام
لا تبكوا علي
إني أكره البكاء
لأني وهبت نفسي وروحي
لخالق الأرض والسماء
لأني سقيت دمي
لتراب القدس إيلياء
دعوني أشكر
دموع أمي
حزن أبي
وشيخوخة جدتي
ووصايا جدي
ودماء ابن عمي
دعوني أشكرهم جميعا
لأنهم صنعوني شهيداً
لولاهم ما كنت شهيداً
لولا الحصار والدمار
لولا عيوننا الباكية كالأنهار
ما كنت شهيداً
كفنوني بعلم فلسطين
وأسدلوا عليّ من الطين
فكم قبلت ترابها وأنا حزين
لا تبكي أماه
إن بكاءك طالما أبكاني
لا تحزني
إن حزنك طالما أشجاني
أريد منك زغرودة ً
تعلنين بها بدء زفافي
لا تحزني أماه
لا تبكي
ولا تنسي أن تخبري أبي
أن لا يبكي
لأنه علّمني
أنّ الرجولة لا تعرف البكاء
وأنّ الشهادة وعد السماء
أخبريه
أني أوفيت بعهدي
ها أنا رجلٌ شهيد
...........
لا تحزنوا جميعكم لا تحزنوا
إن لي أخوين آخرين
وستنجب جارتنا توأمين
على الحاجز كالعادة
وتحطم الحصار
تتحدى القصف والدمار
لا تحزنو
لابد أن يأتي
بعد الليل نهار
لابد أن تأتي
للقيد لحظة إنكسار
لابد أن تنبت الأرض أجيالاً
تشعل تحت أقدامهم النّار
لا تخافوا منهم
إنهم جبناء
يخافون من حجرِ ومقلاع
ويحسبون لصراخ الأطفال
ألف حساب
ويرتجفون رعباً
إن سمعوا صوت رصاصة
أو شموا للموت رائحة
إنهم يرتجفون من الموت
إنهم والله
أوهن من بيت العنكبوت
لا تبكوا علي
واتبعوني إن شئتم شهداء
فمن لم يمت شهيداً
سيموت حتماً
على الأقصى حزيناً
ألم تقرأوا في القرآن
أننا شهداء
عند ربنا نرزق أحياء
لا تبكوا علي
إني أكره البكاء
***
اللهمّ ارزقنا الشهادهـ
دمـ ع العيون