[ad_1]

 

كم أتعبتني مُهمّة التربيّة وأنا مُربّية في البيْت وفي المدرسة. كان هاجساً يُرافقني ويُنبّهني: «هل لك من الصّفات ما يمكن أن يفيض على منظوريك (أبنائي الحقيقيين أو أبنائي بالمهنة التي اختارتني)»؟ طبعاً لم تكن الإجابة نعم مؤكّدة وإلّا صارت غروراً. لذلك كنت مواظبة على تربية نفسي في الوقت الذي أعمل فيه على تربية منظوريَّ. 
فماذا سأضيف في هذه السطور على ما اعتادته جلّ المربّيات؟ إضافتي هي الاكتشاف بأنّ أساليب التربية مهما تعدّدت وتنوّعت فإنّ الأسلوب الأوفى والأصدق هو المحبّة… نعم. بالمحبّة يصبح الصبر على الطفل نوعاً من الرياضة التي وإن كانت تتعب الجسد فهي تمنح السكينة للروح عندما نرى نتائجها. وبالمحبّة يشعّ من الأعين بريقٌ وينطق اللسان بكلام  يتغاضيان عن الخطأ فيحوّلان مراوغات الأطفال وحيَلهم إلى تمارين على الحياة… فيفهمون من خلال ذلك البريق وتلك الكلمات أنّ المربّية قد تفطّنت لما يفعلون ومع ذلك فهي تستعمل الابتسامة المؤنّبة بدل المواجهة اللفظية التي تستبدل بها قول: «أليس من الأفضل لو فعلت كذا»… في إشارة لرفض ما أقدم عليه الطفل (الابن أو التلميذ) من عمل سيّء وتصحيحه بآخر نافع. 
إنّ استعمال أسلوب المحبّة يحتاج إلى إخلاص في عملية التربية كما يحتاج من المربّية أن تعتني بذاتها. فمن لا تحبّ نفسها لا يمكنها أن تحبّ الآخرين أيّاً كانوا. فالمحبّة فنّ وذوق وجمال داخلي وخارجي وخبرة تتراكم مع الأيام في تصفية ما تعكّر ومسح الأخطاء بيد اللين والرفق. 
أحبّي نفسك سيّدتي المُربّية؛ كي تقوَيْ على إشاعة المحبّة من حولِك فيقتربَ منك الولد المخطئُ طمعاً في سماحتك ولطفك بدل أن ينفر منك اتقاءَ قسوةٍ تؤذيه وقد تنال من ثقته بنفسه. 
أحبّي نفسك ولا تبخلي عليها بخلوة لسماع موسيقى جميلة أو نزهة في الطبيعة، وضعي عليك دائماً ثوباً حسناً تضيفين إليه من لمساتك فتجعلينه استثنائيّاً وإن اشتريته بثمن زهيد.
 تجمّلي بابتسامة تنبع من داخلك مما يفوح من جمال الخَلق حولك وسبّحي الرحمن الذي أرى الإنسان غيضاً من محبته في بهجة الزهور…
 



[ad_2]