هبوط الكلية

[ad_1]

فهرس المحتويات

هبوط الكلية nephroptosis أو ما يعرف بتدلي ونزول الكلى حالة مرضية لها مجموعة من الأسباب والأعراض والمضاعفات. ما أهم المعلومات عنها؟ وكيف يتم علاج هبوط الكلية؟ وما الفرق بين الكلية الهاجرة وتدلي الكلى؟


موقع الكلية الطبيعي

في البداية، إن معرفة كيفية حدوث مرض هبوط الكلية يتوجب معرفة موقعها الطبيعي قبل حدوث المشكلة. تتوضع الكليتان بشكل طبيعي خلف الصفاق (البريتوان) وهما تمتدان على مسير ثلاث فقرات هي:

  • الفقرة الصدرية السفلية الأخيرة T12.
  • الفقرتين القطنيتين الأولى والثانية L1 & L2.

من الجدير ذكره، أن الكلية اليمنى أكثر انخفاضاً من الكلية اليسرى. علاوة على ذلك، يقدّر هذا الانخفاض بمقدار نصف جسم فقرة وهذا التقدير مهم بالنسبة لقراءة وجود هبوط كلوي لدى المريض.

حركة الكلية

فيزيولوجياً وبشكل طبيعي، إن الكلية متحرّكة والحركة المسموح بها تقدّر بالتالي:

  • 1-2 سم عندما يقف الشخص من وضعية اضطجاع (استلقاء).
  • 3-5 سم وهو ما يعادل تقريباً جسم فقرة قطنية واحدة عندما يشهق الإنسان شهيقاً عميقاً.

عندما تزداد المعطيات سابقة الذكر يشك الطبيب بوجود هبوط كلى لدى المريض.

اقرأ أيضاً: تنظير الكلية.


المثبتات التي تمنع هبوط الكلية

في الحقيقة، هناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيساً في تثبيت الكلى بموقعها الطبيعي، نذكر منها على سبيل المثال:

  • مسكن الكلية ومكانها.
  • الأربطة البريتوانية (الصفاقية).
  • المحفظة المحيطة بالكلية ذات التركيب الليفي.
  • إن الحجم الصغير للمحفظة الليفية بدوره يلعب دوراً بهبوط الكلية. ثم، دورانها حول أوعية السرة الكلوية.
  • المحفظة الشحمية المحيطة بالكلية Capsula Adiposa Renis.
  • أوعية الكلية الدموية.

تثبيت الكلية اليمنى

يتم التثبيت عن طريق الأربطة البريتوانية التي تكون بمثابة غطاء أمامي للكلية وهي الرباط بين الكلية والكبد والرباط بين الكلية والعفج (أول قسم من الأمعاء الدقيقة).

ثبات الكلية اليسرى

بالمقابل، إن تثبيت الكلية اليسرى يتم عن طريق الرباط بين الكلية والبنكرياس وكذلك الرباط بين الكلية وعضو الطحال.

طريقة نزول الكلى

في الحقيقة، إن هبوط الكلية لا يتم بشكل عمودي. بل، تدور الكلية حول محورها العرضي ثم يقترب القطب السفلي لها نحو الجهة الأنسية (القريبة من الخط الناصف للجسم). بالمقابل، قطبها العلوي يتنحّى ويبتعد نحو الجهة الوحشية (البعيدة عن الخط الناصف للجسم). أخيراً، يمكننا القول أن تدلي الكلية يؤدي لاختلال توضّعها العمودي والأفقي بالكامل.


أسباب هبوط الكلية

هناك مجموعة أسباب وعوامل تؤهب لهبوط الكلية منها على سبيل المثال:

  • الأمراض الخمجية والإنتانية الشديدة:

حيث تؤدي لوهن وضعف عام يصيب المريض يتبعه فقدان الوزن مما يعني صغر حجم المحفظة الليفية المحيطة بالكلية. أخيراً، تضمر الطبقة الشحمية ويحدث تدلي الكلى وتحرّكها.

  • نقصان سريع في الوزن:

يغلب وجود هذه الحالة عند النساء أكثر من الرجال، حيث تتبع المرأة نظاماً غذائياً صارماً فيذوب نسيج الشحم بشكل سريع وتتضرر محفظة الكلية الشحمية بهذه الخسارة فهي مساهمة بتثبيت الكلية. للك، كثيراً ما ينصح خبراء التغذية النساء بعدم اتباع حميات قاسية والمتابعة مع أخصائي لفقد الوزن بشكل آمن.

  • ترهل عضلات جدار البطن الأمامية:

لعدّة أسباب منها على سبيل المثال: الحمل والولادة وبعض الأمراض الجهازية الأخرى.

  • أسباب خلقية لهبوط الكلية:

حيث يحدث هبوط يشمل كافة الأحشاء ولا يستجيب للعلاج.

  • الرضوح (تعرض الكلية لرض خارجي):

لها دور رئيس في حدوث نزول الكلى لأن الرضح يصيب الأربطة المثبتة للكلية مباشرة. وعندما يحدث نزف دموي بسبب الضربة الخارجية، يتجمع الدم حول هذه الأربطة مؤدياً لتحركها وزعزعة مكان الكلية.


إحصائيات حول نزول الكلى

  • أثبتت آخر الإحصائيات أن تدلي الكلى يشاهد عند النساء أكثر من الرجال بعشرة أضعاف وذلك بسبب:
  1. عرض الحوض لدى المرأة.
  2. ضعف عضلات جدار بطنها الأمامي بعد الحمل والولادات.
  • يحدث نزول الكلى بنسبة 1% لدى النساء مقابل 0.1% لدى الرجال.
  • العمر الذي يشيع حدوث الهبوط فيه يتراوح بين 25-40 سنة.

اقرأ أيضاً: تشنجات الحيض.


التغيرات التي تحدث بعد هبوط الكلية

إن التغيرات الطارئة بسبب الهبوط تمتد على ثلاث درجات:

هبوط الكلية من الدرجة الأولى

تكون التغيرات طفيفة جداً وغير مقلقة.

نزول الكلى من الدرجة الثانية

أولاً، يحدث تطاول في الأوعية المغذية للكلية يتبعه تضيّق في لمعتها. يتلو ذلك، وصول درجة تضيق الشريان الكلوي إلى 1.5-2 مرة أكثر من الطبيعي. نتيجة ذلك، يحدث تغيّر في تصريف الدم من الكلية. إضافة لكل هذه المشاكل، يزداد تعرّج الحالب لدى المريض كلما ازدادت درجة هبوط الكلية وينتج عنه خلل في تصريف وإطراح البول متبوع بركودة بولية مقلقة.

تدلي الكلى من الدرجة الثالثة

عند هذه الدرجة يحدث تغيّر في تصريف الدم الوريدي. نتيجة ذلك، يرتفع الضغط الوريدي مؤدياً لخلل في التروية الدموية الشريانية وبالتالي خلل في أكسجة الدم وهذا ما يؤهّب في النهاية لحدوث الإنتانات والأمراض. علاوة على ذلك، وبسبب الإنتان في المكان تكثر الالتصاقات فتؤدي لثبات تعرّج الحالب لدى المريض فيتوسّع وتتوسّع معه الحويضة الكلوية ويعود سبب ذلك لوجود خلل مزمن في تصريف البول من الكلية الهابطة.

من الجدير ذكره، أن خلل تصريف الدم عبر الوريد الكلوي المتضرر يؤهب لحدوث الإنتان ويساعد على اتساع بؤرة الخمج وهذه الحالة تعني حدوث التهاب حويضة وكلية مزمن لدى المريض. كما أن الالتصاقات تثبت الكلية في موضعها المرضي وتفاقم سوء الحالة.


أعراض هبوط الكلية

أعراض هبوط الكلية وتدلي الكلى
الألم وارتفاع التوتر الشرياني من أهم اعراض نزول الكلى.

في الحقيقة، إن التغير الذي يطرأ على حركة الكلية يؤدي لتصريف بول المريض بضغط عالٍ (بسبب الركودة البولية). بالمقابل، عندما لا تكون التغيرات شديدة بما يكفي لن يكون لدى المريض أي أعراض تدفع للشك بوجود هبوط الكلية لديه. نتيجة لذلك، كثيراً ما يتم تشخيص وجود هبوط كلية لدى المريض بالصدفة عند قيامه بالفحص بسبب مرض آخر.

  • من أهم أعراض هبوط الكلية نذكر على سبيل المثال:

بالنسبة لمرضى هبوط الكلية الشديد يمكن أن يتطور لديهم سياق الأعراض بيلة دموية انتصابية (خروج دم مع البول بوضع الوقوف) تحدث بعد أداء عمل مجهد ومتعب للمريض. علاوة على ذلك، يلاحظ أن البيلة الدموية تخف عندما يستلقي المريض وكذلك ارتفاع التوتر والضغط الشرياني يتحسّن بالاضطجاع.


مضاعفات هبوط الكلية

من أهم النتائج السلبية التي تترتب على تدلي الكلى نذكر على سبيل المثال:

  • التهاب الحويضة والكلية: وهي من أكثر النتائج السيئة تواتراً.
  • استسقاء الكلية: يشيع حدوث الحالة عندما يكون الهبوط مثبتاً نتيجة انعطاف الحالب.
  • خروج دم مع البول: عرض مرتبط بأداء عمل مجهد وبالوقوف.
  • ارتفاع الضغط الشرياني: بسبب تطاول وانفتال الشريان الكلوي وتضيق لمعته.

اقرأ أيضاً: الصداع النصفي (الشقيقة).


تشخيص نزول الكلية

يعتمد تشخيص هبوط الكلية على عدة أمور أساسية أهمها:

القصة السريرية

حيث يلاحظ أن المريض يشعر بالألم بعد القيام بعمل مجهد أو بعد الوقوف المديد. علاوة على ذلك، يلاحظ أيضاً أن الألم يخف بالاضطجاع وكذلك خروج الدم مع البول يتحرض ويهدأ بذات الظروف.

الفحص السريري لمريض هبوط الكلية

بالتأمل، يلاحظ الطبيب أن طبقة الشحم لدى المرضى نامية بشكل ضعيف إضافة لوجود ترهل واضح في عضلات جدار بطنهم الأمامي. علاوة على ذلك، يجب ملاحظة قيم الضغط الشرياني بوضعية الوقوف وكذلك الاستلقاء، خاصّة في الصباح وبعد القيام بمجهود بدني طفيف. إضافة لذلك، يجب جس الكلية بالوضعيات الثلاث:

  • الوقوف.
  • الاستلقاء.
  • بالوضعية الجانبية.

وذلك لملاحظة وجود أي تبدلات.

 تشخيص هبوط الكلية بالأشعة

في الحقيقة، يعتبر التصوير الشعاعي حجر الأساس في تشخيص تدلي ونزول الكلى. علاوة على ذلك، تعتبر الصورة الظليلة لأوعية الكلية بالوضعيتين الوقوف والاستلقاء هي أهم استقصاء موضّح للهبوط.

  • تغيّر موقع الكلية يتم قياسه نسبة للعمود الفقاري إذ يتم مقارنة تحركها بوضعيتي الوقوف والاستلقاء.
  • الحركة المقبولة الفيزيولوجية للكلية هي بمقدار فقرة قطنية واحدة فقط.
  • بالنسبة للإيكو (التصوير بالأمواج فوق الصوت) فهو مفيد عندما يتم استخدامه بأيدي خبيرة.
  • التصوير الظليل للشرايين والاوردة مفيد جداً خاصة عند مرضى البيلة الدموية وارتفاع التوتر الشرياني.
  • يساعد هذا التصوير على التفريق بين الكلية الهاجرة والكلية الهابطة وذلك بمعرفة مكان خروج أوعية الكلية.

أهم العلامات التي تؤكد وجود هبوط الكلية على الصورة الظليلة تشمل: توضع الكلية بالنسبة للعمود الفقري – تعرج الحالب – استسقاء الكلية.


الفرق بين هبوط الكلية والكلية الهاجرة

تلتبس حالة الكلية الهاجرة مع هبوط الكلية. لكن، الكلية الهاجرة هي عيب ولادي وخلل خلقي تتوضّع فيه الكلية في منطقة الحوض (أشيع مكان) أو حتى يمكن أن تتوضّع الكلية في الصدر أيضاً.

  • مميزات الكلية الهاجرة عن هبوط الكلية:
  • توضع للكلية بشكل أخفض من الطبيعي أو بغير مكانها كلياً.
  • لا تعود الكلية لتحت الأضلاع عند تبديل الوضعية من الوقوف للاستلقاء.
  • تملك الكلية الهاجرة حالب قصير ومنطقة خروجه من الحويضة مثيرة للشك (أمام ووحشي الحويضة).
  • بالنسبة لأوعية الكلية الهاجرة فهي تخرج من الشريان الأبهر البطني من مكان أخفض من الطبيعي.

علاج هبوط الكلية

تقسم الخيارات العلاجية في علاج هبوط الكلية إلى شق جراحي وآخر محافظ دوائي.

أولاً – العلاج المحافظ لتدلي الكلى

  • تغيير نمط حياة وعمل المريض بحيث يتجنب رفع الأثقال والأعمال المجهدة.
  • تغيير نظام المريض الغذائي ليتجنب نقصان الوزن السريع وخسارة طبقة الشحم المثبتة للكلية.
  • يوصف مشدّ خاص للمرضى يتوجب عليهم ارتداؤه صباحاً بوضعية الاضطجاع وكذلك بوضعية الزفير قبل النهوض من الأسرّة.
  • ممارسة الرياضة لتقوية عضلات البطن الأمامية إضافة لتقوية عضلات الظهر.

ثانياً – علاج هبوط الكلية بالجراحة

يتم اللجوء للجراحة عند المرضى الذين لا يبدون أي تحسّن على العلاج المحافظ أو يتأخر شفاؤهم.

  • شروط يجب على الجراحة الجيدة أن تحققها:
  • تثبيت قوي وجيد للكلية في مكانها.
  • السماح بتحرّك الكلية وعدم إعاقة حركتها الطبيعية.
  • تصحيح خلل دوران الكلية حول محورها العمودي بسبب الهبوط.
  • الحفاظ على محور الكلية الطبيعي وعدم تغييره بالجراحة.

الأهم من ذلك، إن العمل الجراحي الجيد يجب ألا يؤدي لحدوث إنتانات أو خمج حول الكلية خاصة حول سرّتها أو حول الوصل الرابط بين الحويضة والحالب لأن هناك نتائج سيئة جداً تترتب على هذه الاختلاطات.

متى تجري الجراحة لعلاج هبوط الكلية؟

هناك حالات محددة يستطب فيها إجراء الجراحة نذكر منها على سبيل المثال:

  • آلام مبرحة تمنع المريض من أداء مهامه اليومية.
  • التهاب حويضة وكلية يتكرر كل فترة ولا يستجيب لأي علاج.
  • ارتفاع الضغط الشرياني من منشأ كلوي (انتصابي).
  • ارتفاع ضغط الدم الوريدي الذي ترافقه البيلة الدموية.
  • حالة استسقاء الكلية.
  • وجود حصيات المسالك البولية.

حالات لا تجرى فيها الجراحة

  • عندما يكون هبوط الكلية لسبب خلقي ضمن هبوط الأحشاء العام الولادي.
  • الشيخوخة والتقدم بالسن.
  • وجود أمراض عصبية أو قلبية لدى المريض تشكل فيها الجراحة خطورة على حياته.

إن هبوط الكلية Nephroptosis حالة مرضية تستوجب المتابعة مع أخصائي في الجراحة البولية بحال تم تأكيد تشخيصها وذلك لتجنب مضاعفاتها.

[ad_2]