زوجة مؤلف العاصوف تروي تفاصيل جديدة عن حياته

 

زوجة مؤلف العاصوف تروي تفاصيل جديدة عن حياته

حصد مسلسل “العاصوف” أعلى نسبة مشاهدة في موسمَيه الأول في رمضان الماضي، والثاني في رمضان الجاري، وحقق نجاحات كبيرة ليستقر على عرش الدراما التاريخية السعودية.

المسلسل الذي اعتلى الترند السعودي في “تويتر” مرات عدة، أثار حالة جدل كبيرة بين مؤيد لما يطرح، ومعارض، وقد يكون ذلك السبب وراء ما حققه من نجاحٍ.

ولعل أكثر ما أثار المعارضين، الذين طالبوا بوقف العمل، طرحه أموراً غريبة عن المجتمع السعودي، على حد وصفهم، من ذلك حلقات اللقيط في الجزء الأول، عكس آخرين، أثنوا على تميُّز “العاصوف”.

وإيضاحاً لبعض الجوانب والخفايا، التقت “سيدتي” لطيفة العييري ، زوجة عبدالرحمن الوابلي، كاتب “العاصوف”، السيدة الفاضلة التي كتبت على حالتها في “واتسآب”: “تذهب نصف أيامك الجميلة حينما يذهب نصفك الآخر”، كونها كانت الأقرب إليه لدى توثيقه في كتابه أهم ما شهدته حقبة السبعينيات الميلادية في السعودية من أحداث.

حيث قالت : “كان عبدالرحمن رحمه الله في أيامه الأخيرة يسابق الزمن لإنهاء آخر فصول كتابه “بيوت من تراب “، وحرص على أن يكتب فيه أدق التفاصيل حول حياة السعوديين في تلك الحقبة الزمنية، ووثق في كتابه طريقة تفكيرهم وعاداتهم، وحياة المقيمين في البلاد بكل جرأة ومصداقية ، وهو الذي تحول لعمل درامي باسم “العاصوف”.

الرياض في الثمانينيات

عبدالرحمن الوابلي
عبدالرحمن الوابلي

وتعود أم جهاد بذاكرتها إلى مطلع السبعينات وتقول :”كنا نعيش في مدينة بريدة بالقصيم، لكنَّ زوجي كان يزور والدته وأخواله في الرياض باستمرار قبل انتقالنا إليها في بداية الثمانينيات.

وفي الرياض عشنا في حي بسيط، وكان لدينا جارٌ من الجنسية السورية، يعمل مدرساً في الجامعة، وكان زوجي لا يذكره إلا بالخير. نحن عائلة تربَّينا على يد إنسان أبعد ما يكون عن الكره، ولا يفرِّق بين عربي وأعجمي، أو دين ومذهب، أو غني وفقير، الكل عنده سواسية في حياته. إذا كان الليبرالي، أو المتدين، أو المحافظ، يخدم الإنسان فنحن معه، أينما تكون الإنسانية نكون معها”.

عبدالرحمن الوابلي الإنسان

عبدالرحمن الوابلي مع أبنائه
عبدالرحمن الوابلي مع أبنائه

وأضافت أم جهاد: “وعبدالرحمن كان إنساناً مسلماً، لا يعرف الكره إلى قلبه طريقاً، وهذا ما عرفته عنه من طريقة تعامله ونقاشه مع الناس. كان محبّاً للجميع، ويحترم آراءهم وإن كانت ضد قناعاته.

أما عن التيار الديني المتطرف الذي اضطهد كثيرين في جميع الدول، وذهب ضحية المروِّجين له آلاف الناس. لقد أعدموا الإنسانية بسلوكهم المتطرف، أما زوجي، فكان يدعو إلى الإنسانية والتراحم والوحدة”.

وفاة الوابلي

تقول أم جهاد :”توفي زوجي وعمره 57 عاماً بعد أن عاش حياةً مملوءة بالأحداث والتجارب. غادر السعودية مبتعثاً إلى أميركا ليكمل الماجستير والدكتوراه، وعاد منها ليعمل محاضراً في كلية الملك خالد العسكرية. في آخر يوم من حياته، كان مرهقاً جداً بعد عودتنا من مراجعة طبية، أجراها في أحد المستشفيات، وفور وصولنا إلى البيت، أجريت محادثة هاتفية، واعتذرت عن موعدً، لكنه تدخَّل وأكد أنه بخير، ثم ذهب إلى غرفته للنوم، بينما جلست مع الأولاد في خيمة صغيرة ملحقة بالبيت مع عدد من الضيوف، وكانت ابنتي “تفاني” خلال ذلك تطمئن عليه في غرفة نومه، وعندما غادر الضيوف، دخلت إلى غرفته، فوجدته ممدداً على الأرض، فرفعتُه إلى السرير، واتصلنا بالإسعاف، لكنه فارق الحياة قبل وصول المسعفين”.

شوق وحنين

وعما إذا كنوا يفتقدون الوابلي بعد رحيله تقول أم جهاد: “هذا السؤال “خنقني”، وأعاد عقارب الزمن إلى الوراء بالنسبة إلي. وضعت في صالة البيت مكتبته وكافة مقتنياته. عبدالرحمن لا يغيب عنا أبداً، وعندما شاهدت مسلسل العاصوف ، شعرت بأن قلبي يكاد يخرج من جسدي من شدة اشتياقي إليه”.