رهاب الميرميكوفوبيا

[ad_1]

فوبيا النمل، أو رهاب الميرميكوفوبيا Myrmecophobia، أو الخوف من النمل هو أحد أنواع الرهاب المعروفة، يصيب البعض بالخوف الغير مبرر من الحشرات وخاصة النمل، والنحل، مما قد يعرقل حياتهم.


ما المقصود برهاب الميرميكوفوبيا؟

رهاب النمل Myrmecophobia، مشتق من الكلمة اليونانية Myrmex والتي تعني النمل، أما بالنسبة Phobos تعني إله الخوف اليوناني. يختلف هذا النوع من الخوف كثيراً عن الخوف الطبيعي من النمل، أو حتى كراهية النمل الشائعة. ينتاب المصاب حالة شديدة من الخوف الشديد الغير مبرر، كما أنه قد يتسبب في اضطراب عجلة الحياة لديهم، وتوقفهم عن الأنشطة اليومية.


أسباب الإصابة برهاب الميرميكوفوبيا

 رهاب الميرميكوفوبيا - فوبيا النمل - رهاب النمل
رهاب الميرميكوفوبيا – فوبيا النمل – رهاب النمل

الأسباب الدقيقة لرهاب الميرميكوفوبيا غير معروفة إلى الآن، لكن عدة عوامل من المحتمل أن تزيد من خطر الإصابة ومنها ما يلي:

 العوامل الوراثية

تشير العديد من الدراسات أن الجينات قد تلعب دوراً مهماً في الإصابة. إذ أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الأمراض العقلية، وخاصةً المصابين بمرض القلق، والرهاب، أكثر عرضة للإصابة برهاب النمل.

التجارب الشخصية

من الممكن أن يكون المريض قد تعرض لتجربة مؤلمة منذ كان طفلاً. على سبيل المثال، لنتخيل أن طفلًا صغيراً تعرض للدغة مئات النمل في ساحة اللعب.

البيئة الشخصية، أو العائلة

من الممكن أن يكتسب الطفل رهاب الميرميكوفوبيا من أحد والديه، فمن الممكن أن تكتسب هذا الخوف من والدتك التي كانت تصرخ بشدة عند رؤية سرب من النمل يمشي على الجدار مثلاً.

إصابات الدماغ

يشير بعض الباحثين إلى أن إصابات الدماغ وبالتحديد ارتجاج الدماغ من الممكن أن تتسبب في ظهور أنواع مختلفة من الرهاب.

اقرأ أيضاً: مرض رهاب النخاريب.


ما هي أعراض رهاب الميرميكوفوبيا؟

رهاب النمل - رهاب الميرميكوفوبيا - الخوف من النمل
رهاب النمل – رهاب الميرميكوفوبيا – الخوف من النمل

تعد أعراض فوبيا النمل تلقائية، ولا يمكن السيطرة عليها، كما أنها تستحوذ على أفكار المصاب. تؤدي في أحيان كثيرة إلى اتخاذ تدابير غريبة بعض الشيء؛ لتجنب النمل، أو الحشرات، أو المواقف المخيفة، ما يعرف بسلوكيات “السلامة” أو “التجنب”. هذه السلوكيات لسوء الحظ تعزز من تفاقم المشكلة، بدلاً من حلها. غالباً ما يقتنع المصابون أن خوفهم، ورهبتهم من هذه الكائنات الدقيقة شيء غير عقلاني للغاية، وخاصة أنه لا يسبب خطر حقيقي بالنسبة لهم. مع ذلك، بمجرد رؤيتهم للنمل، أو الحشرات بصفة عامة قد يظهر أعراض نفسية شديدة، بالإضافة إلى المشكلات الإجتماعية مثل:

  • الارتجاف، والشعور بالرعب عند رؤية النمل: من الممكن أن يفقد بعض المصابين وعيهم للحظات عندما تلمس نملة أجسادهم، بالإضافة إلى البكاء الذي لا يمكن التحكم فيه، مع الرغبة في الهروب والاختفاء.
  • الابتعاد عن المنتزهات، والخروج في الهواء الطلق في الصيف، والربيع حيث ينتشر النمل.
  • قد يتخيل البعض أن النمل القاتل يحاول الهجوم عليهم، وسحبهم بعيداً إلى مملكتهم كما نراه في بعض الأفلام، العروض.
  • يخشى بعض المصابين برهاب النمل أن يلوث النمل أطعمتهم، أو يغزو منازلهم، ما يتسبب في الإصابة باضطراب الوسواس القهري، الذي يتمثل في تنظيف المنزل، أو إغلاق الأبواب والنوافذ، أو الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على مثل هذه الحشرات.

كما تتشابه أعراض رهاب الميرميكوفوبيا مع أنواع الرهاب الأخرى في الكثير من الأعراض وتشمل:

اقرأ أيضاً:كيفية التخلص من آفات الحدائق.


كيفية تشخيص رهاب الميرميكوفوبيا ؟

يعتمد طبيب الأمراض النفسية في تشخيص رهاب النمل وغيره من الأنواع الأخرى من الفوبيا، على استخدام معايير التشخيص الموضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الخاص بجمعية الطب النفسي الأمريكي. يتم ذلك من خلال مقابلة سريرية شاملة مع المريض، ومراجعة الأعراض التي يشعر بها، والتاريخ العلاجي.

اقرأ أيضاً: مرض رهاب الزواج.


علاج رهاب الميرميكوفوبيا

رهاب النمل - رهاب الميرميكوفوبيا - الخوف من النمل
رهاب النمل – رهاب الميرميكوفوبيا – الخوف من النمل

للأسف ليس هناك حلاً جذرياً لعلاج أنواع الفوبيا المختلفة، لكن هناك بعض التقنيات التي من الممكن أن تقلل من حدة الأعراض. إذ تهدف هذه التقنيات إلى تعليم المريض كيفية السيطرة على مشاعره، وردود أفعاله الغير عقلانية عند رؤية النمل، ويشمل علاج فوبيا النمل ما يلي:

العلاج بالتعرض

يقصد بهذه التقنية تعريض المريض بالتدريج لمصدر الخوف، ما يعني أنه في البداية تقدم إليه صور للنمل، ثم بعد ذلك فيديوهات عنهم، وأخيراً النمل في صورته الطبيعية. تساعد هذه الطريقة من العلاج على تغيير ردود الأفعال تجاه النمل، كما تعرف أيضاً بإزالة التحسس المتظم.

العلاج المعرفي السلوكي

يميل هذا النوع من العلاج إلى التركيز على الأفكار، والمعتقدات التي تخلق مشاعر القلق لدى المريض عند رؤية مصدر الرهاب، واستبدالها بأفكار أخرى أكثر إيجابية.

العلاج النفسي الديناميكي

يشتمل هذا النوع من العلاج على التحليل النفسي لشخصية المصاب، ويختلف كليةً عن العلاج السلوكي المعرفي. يرجع ذلك لأنه يحلل الأحداث السابقة التي حدثت للشخص، والتي من الممكن أن تكون هي السبب الرئيسي وراء هذا الإضطراب. يهدف العلاج النفسي الديناميكي إلى مساعدة المصاب على استكشاف، خوفهم، وحل هذا الاضطراب، وذلك عن طريق اتباع مبدأ “السبب والنتيجة”.

الحد من الإجهاد القائم على اليقظة (MBSR)

برنامج الحد من الإجهاد القائم على اليقظة (Mindfulness-Based Stress Reduction)، هو برنامج قائم على الأدلة لمدة 8 أسابيع، يعمل على تقديم تدريب مكثف للذهن. إذ يساعد الأشخاص الذين يعانون من مرض القلق، والتوتر، ومرض الاكتئاب، ورهاب الميرميكوفوبيا وغيرها الكثير من أنواع الاضطرابات النفسية. إذ ثبت علمياً أن التأمل الذهني مفيد جدًا، إذ يمكن للمصاب برهاب النمل أن يتعلم العديد من المهارات المختلفة؛ كي تساعده في تخفيف نوبات القلق الشديدة المتعلقة بأنواع الفوبيا المختلفة.

العلاج بالأدوية

بالرغم من أن العلاج النفسي يعد من أكثر الطرق الفعالة للتخلص من نوبات الهلع هذه، لكن يوصى الأطباء بتناول بعض الأدوية للتقليل من الأعراض كالتالي:

  • مضادات القلق: ينصح الأطباء باستخدام بعض المهدئات مثل البينزوديازيبينات لفترة قصيرة من الوقت، إذ إنها قد تسبب الإدمان عند استخدامها لفترات طويلة.
  • مضادات الاكتئاب: لا يستخدم هذا النوع من الأدوية لمن يعانون من الاكتئاب فحسب، إذ يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق أيضًا، مثل رهاب النمل، وذلك عند تناولها بشكل يومي. ومن أكثر هذه الأنواع شيوعاً ما يلي:
  • باكسيل Paxil.
  •  وزولوفت Zoloft .
  • ليكسابرو Lexapro.

العلاج المنزلي

من الممكن أن يساعد العلاج المنزلي في التغلب على فوبيا النمل، أو رهاب الميرميكوفوبيا والتخلص من نوبات القلق هذه، وذلك من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات التالية:

  • النوم لساعات كافية.
  • الاسترخاء، وممارسة تمارين تأمل اليقظة الذهنية (اليوجا)، مع التنفس العميق.
  • اتباع نظام غذائي صحي، ومتكامل.
  • تجنب شرب الكافيين، والمنبهات.
  • حاول أن تطلب الدعم من أقاربك، وأصدقائك المقربين.

اعلم عزيزي المصاب برهاب الميرميكوفوبيا Myrmecophobia أن قهر هذا الاضطراب يحتاج إلى بعض من الوقت، مع التحلي بالصبر، فلا تتردد في الذهاب إلى الطبيب النفسي إذا كانت هذه المشكلة تشكل عائقاً لك في حياتك.



[ad_2]