حملة مصرية لمواجهة "مشكلات السمع والنطق" عند الأطفال

[ad_1]

لمواجهة هذه الظاهرة بدأت ياسمين مطر، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الاكتشاف المبكر لضعف السمع والمشكلات اللغوية عند الأطفال بجامعة دمنهور (شمال القاهرة) في مبادرة “من حقي أتكلم”، بهدف الاكتشاف المبكر لهذه الحالات وعلاجها بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية.

تأثير التلفزيون والألعاب

“كنت أترك طفلي أمام التلفزيون يشاهد أفلام الكارتون لمدة تصل إلى خمس ساعات حتى تفاجأت بعدم قدرته على النطق وتأخره الواضح في الكلام عن أقرانه ومن هنا بدأت مرحلة العلاج”، هكذا تصف “أ.م.ا” مدرسة حاسب آلي في مدرسة للغات بمحافظة المنيا (جنوب)، معاناتها مع ابنها يوسف البالغ من العمر 7 سنوات، بعدما بدأت رحلة علاجه من صعوبة الكلام.

وتضيف الأم: “يوسف احتاج إلى علاج بجلسات الأكسجين تحت ضغط، إضافة إلى علاج سلوكي، وآخر متعلق بالتخاطب، فضلا عن تنمية المهارات، والأدوية التي يصفها طبيب المخ والأعصاب، حتى بدأ يتكلم بصعوبة، وهو حاليا في الصف الأول الابتدائي، ولا يزال فارق القدرة على الكلام واضحا بينه وبين أقرانه”.

التوحد وصعوبة الكلام

أما وائل عثمان، الذي يعمل محاميا، فقد أشار إلى أن ابنه أحمد يبلغ من العمر 8 سنوات وقد ولد مصابا بمرض التوحد، الذي من أعراضه فرط الحركة وصعوبة الكلام.

ويوضح عثمان: “طفلي يتناول بعض العقاقير المهدئة منذ سنين، وأقوم بعلاجه عبر برنامج للتخاطب وتعديل السلوك والتكامل الحسي باستخدام الألعاب والموسيقى، وهو يواجه صعوبة في التواصل مع أقرانه ويحب اللعب وحده، ولا يوجد مدى منظور لشفاء حالته بحسب الأطباء، لكن يمكن التخفيف منها عبر مجموعة من العلاجات والتواصل ومعالجة السلوك”.

ويتابع وائل: “بالنسبة للتعليم، معظم المدارس الخاصة ترفض إلحاق ابني بها، لكن المدارس الحكومية يوجد دمج مها، لكن المعلمين فيها غير مؤهلين للتعامل مع هذه الحالات، باستثناء المدرسة الفكرية في القاهرة، وفي حال الرغبة في إدخال الطفل مدرسة متخصصة في هذه الحالات تكون التكلفة باهظة للغاية”.

أسباب الحالات                                         

وحول هذا الأمر تشير الدكتورة ياسمين مطر لسكاي نيوز عربية إلى أن الدكتوراه التي حصلت عليها خاصة بالاكتشاف المبكر لضعف السمع والمشاكل للغوية للأطفال من سن 2 إلى 6 سنوات.

وتؤكد مطر أن سبب تزايد حالات الأطفال الذين يواجهون صعوبة في الكلام يرجع إلى فقر البيئة، إضافة إلى مشاكل الوراثة، وكذلك تناول أنواع معينة من الأدوية التي قد تؤدي لضعف السمع وارتفاع درجة حرارة الطفل “الحمى”، فضلا عن التلوث ومشاهدة الطفل لأفلام الكارتون وممارسة الألعاب والتعرض للتكنولوجيا الحديثة خاصة الهواتف المحمولة في سن صغيرة وغيرها.

وتشير إلى أن الطفل لا يجب أن يتعرض لهذه الأشياء قبل سن السابعة إلا في أضيق الحدود، بحيث لا يزيد عن ساعة يوميا، لأن التكنولوجيا الحديثة تفقد الطفل المهارات الأساسية اللغوية والحركية وتسبب فرط الحركة له، كما تزيد من أعراض التوحد عند المصابين به.

طرق العلاج

وتوضح الدكتورة ياسمين مطر أن “طرق العلاج تختلف من حالة لأخرى ففي حالة ضعف السمع تبدأ بتركيب سماعة للطفل لتحسين النطق، أما في حالة التوحد فنستعين بتخصصات أخرى مثل المخ والأعصاب والعلاج السلوكي والنفسي”.

وبالنسبة للعلاج بالأكسجين تشير ياسمين مطر إلى أنه “ليست كل الحالات يمكن تعرضها لهذا لعلاج وحالات ضعف السمع العلاج بالأكسجين غير مجدٍ معهم، ومن يعانون من الكهرباء الزائدة لا يمكن استخدام هذا العلاج معهم، لاسيما مرضى التوحد، لأنه قد يصيبهم بتشنجات، فالعلاج بالأكسجين لا يستخدم إلا في حالتي تسمم الغاز عند الأطفال ونقص الأكسجين”.

العلاج السلوكي والنفسي

وتؤكد: “هناك علاج سلوكي يستخدم عندما يكون عدم النطق مرتبط بالسلوك فهناك على سبيل المثال عدم النطق الاختياري حيث يقرر الطفل عدم الكلام لأسباب سلوكية، وهناك مشاكل نفسية تجعل الطفل يفضل الصمت، وكل هذه الأعراض لها برامج خاصة لعلاجها، كما أن الولادة المبكرة تؤدي أحيانا لمشاكل في الكلام بسبب عدم اكتمال نمو الطفل”.

وتتابع ياسمين: “بالنسبة  لعملية دمج هؤلاء الأطفال في العملية التعليمية نشير إلى أن معظم المدارس بات فيها فصول خاصة بالدمج، والمعلمون حاليا يتلقون دورات تابعة لبرنامج اليونيسيف لتدريب المعلمين على التعامل مع هذه الحالات، وأنا أعمل على هذه الحالات مع البرنامج، بعد أن قامت كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة الإسكندرية تحت قيادة د. هدى بشير بعمل بروتوكول مع اليونيسيف لتدريب المدرسين على التعامل مع الأطفال في فصول الدمج حيث يتم شرح الأمراض وطرق التدريس واستراتيجيات التعلم”.

مبادرة “من حقي أتكلم”

وتكمل الدكتورة ياسمين مطر حديثها بالقول: “توجهت إلى جهات متخصصة لاستخراج التصاريح لمبادرة “من حقي أتكلم” ثم بدأنا في عمل قوافل مسحية، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة، إضافة إلى جامعة دمنهور التي تقوم بالتواصل مع القيادات والوزارات”.

وتابعت “وخلال هذه المبادرة توجهنا إلى 32 منطقة في مصر بالمحافظات والقرى والواحات والمناطق الحدودية بالتعاون مع القيادات العسكرية والحكومية والمحافظين بهدف تغطية كل مناطق الجمهورية لاكتشاف حالات ضعف السمع والمشكلات اللغوية، وهناك اكتشفنا حاجة الأهالي في معظم الأماكن التي ذهبنا إليها إلى عمل دورات توعوية لفهم بعض الأعراض التي تظهر على أطفالهم، وبالتالي زيادة وعيهم والاكتشاف المبكر لحالات ضعف السمع حتى يتم العلاج سريعا، وهي حملة تهدف للتغطية كل أنحاء الجمهورية”.



[ad_2]