بدون أساتذة.. مدرسة فريدة من نوعها لتخريج "النوابغ" بالمغرب

[ad_1]

1337 هي أول مدرسة للتدريب المجاني في مجال تكنولوجيا المعلومات في المغرب. اسمها مستوحى من كلمة LEET باللغة الإنجليزية، التي تعني في لغة الكومبيوتر “النخبة”، التي اخترعها مبرمجون في هذا الميدان خلال السبعينيات من القرن الماضي.

هذا الصرح الجامعي بالمغرب الذي يحمل هذه التسمية الغريبة، يشكل حلما تحول إلى حقيقة للمولعين بعالم التكنولوجيا في بلد يزداد فيه الطلب على مهارات تكنولوجيا المعلوميات.

في تصريح لسكاي نيوز عربية، أوضحت هند البرنوصي، مسؤولة التواصل بالمؤسسة، أن مدرسة 1337 لعلوم البرمجة، التي أشرف على إحداثها المكتب الشريف للفوسفاط، تروم تطوير مهارات الشباب المولعين بالتكنولوجيا والنوابغ، وسقل مواهبهم. وكذا الاستجابة للتحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة التي يعرفها سوق الشغل. مضيفة أن “الهدف من هذه المدارس هو أيضا المساهمة في التطور الذي تشهده القارة الإفريقية، عن طريق دعم الاستثمار في المجال الرقمي”.

وتنتمي مدرسة 1337 لشبكة مدارس دولية تحمل اسم “شبكة 42″، متواجدة بأزيد من اثنين وعشرين بلداً. وقد فتحت أبوابها لأول مرة في سنة 2018 بمدينة خريبكة، المعروفة بإنتاج الفوسفاط، ثم تم بناء مدرسة ثانية مشابهة لها بمدينة بنگرير غير بعيد عن مراكش في السنة الموالية. 

وما يميز هذه المدرسة، هو أن التعليم فيها مجاني. والأدهى من ذلك، أن ولوجها لا يتطلب التوفر على شواهد أو دبلومات. الشروط الوحيدة هي أن يكون سن المترشحين بين 18 و30 سنة وأن يجتازوا اختبارا من ثلاث مراحل، عن بعد ودون التنقل إلى المدرسة.

وحسب السيدة هند البرنوصي، فإن الاختبار الأول يمكن من افتحاص قدرة المترشح على التحليل، والتذكر واستعمال المنطق في حل المسائل. أما المرحلة الثانية، فخلالها يلتقي المترشحون مع بعضهم البعض داخل أسوار المدرسة، ومع طاقم التأطير وكذلك الطلبة القدامى الذين سبقوهم إلى التكوين.
ثم تأتي المرحلة الثالثة، ويسميها طاقم المدرسة “بالغطس في المسبح”؛ في هذه المرحلة الحاسمة، يشتغل المترشحون على مشاريع في الاعلاميات لمدة أربعة أسابيع بدون توقف، لإعداد برامج فريدة ستخضع فيما بعد للتمحيص. المهم في كل هذا، تُذكرنا السيدة هند، أن المترشحين سواسية في كل شيء

وليس هناك أي تمييز بينهم. لأن الهدف هو جعلهم يبدعون وينسجون أشياء جديدة بخيالهم.
وتعتمد بيداغوجية 1337 على “peer-learning“ أي “التعليم عن طريق الأقران” ، وهو نوع من التعلم التعاوني الذي يساعد الطلبة على إطلاق العنان لإبداعاتهم بفضل التعلم  الحر وبإنجاز المشاريع. فالمساعدة المتبادلة” و “تقاسم المعرفة” هما قيمتان أساسيان داخل المدرسة، وكل شيء هنا يقوم على قياس الأداء أو ما يسمى benchmarking.

الهدف من هذا المشروع الطموح هو تكوين مبرمجي الغد، عن طريق خلق أجواء للطلاب وبيئة مبتكرة تضع على الهامش الأساليب التقليدية المتداولة. وتوفر لهم إلى جانب ذلك مقصفا وقاعات ألعاب ومسبح، في أجواء لم نشهد مثلها إلا داخل شركات عملاقة كغوغل وفيسبوك واير بي إن بي.

كما تفتح المدرسة أبوابها 24 ساعة على 24، سبعة أيام في الأسبوع، ليتمكن المبرمجون الشباب من الاشتغال، في الأوقات التي تناسبهم، حسب مزاجهم، ومدى إلهامهم. فالمهم هو الإبداع في نهاية المطاف.

ولتحفيزهم على التباري لتحقيق نتائج أفضل، يتم تنظيم مستويات التعلم داخل المدرسة، على طريقة ألعاب الفيديو ما يسمى ب gamification. وهو ما يعني أن المبرمج الشاب يربح النقاط كلما حقق أهدافا في البرنامج المسطر، ويمر إلى المرحلة التالية عندما يحصل على حصيلة score يمكنه من المرور إلى أهداف أخرى. كل واحد يشتغل حسب قدراته، إذ لا توجد أقسام أو درجات.

وتستغرق الدراسة في مدرسة 1337 ثلاث سنوات، ويمكن تقصير هذه المدة حسب رغبة كل طالب أو طالبة. كما توفر لهم تداريب عملية بالمقاولات والشركات، لإبراز مؤهلاتهم والتعلم أكثر من سوق العمل.
وتسلم المدرسة بعد نهاية المشوار التعليمي، شهادة المهندس التكنولوجي، على غرار المدارس الأخرى التي تنتمي لشبكة 42 الدولية. وهي شهادة تثبت كفاءة الخريجين وتؤشر على دخولهم عالم الشغل. فمنهم من يزاول أعمال حرة ويؤسس مقاولته، ومنهم من يشتغل بإحدى الشركات.

وقد ساهم نوابغ من مدرسة 1337 خلال فترة الحجر الصحي في المغرب، في تطوير برنامج للهواتف الذكية يدعى TelmidTICE، يساعد التلاميذ والطلبة على الدراسة عن بعد. تطبيق سلمه المتطوعون لوزارة التربية الوطنية التي تبنته، تشجيعا لهم على مجهوداتهم.

ويطمح المكتب الشريف للفوسفاط لتأسيس مدارس أخرى للنوابغ، شبيهة ب1337، ومدارس أخرى مثل “يو كود” التي دشنها المكتب باليوسفية وآسفي، وهي مدارس تدعم المبرمجين الناشئين، بشراكة مع مؤسسة “سمبلون.كو”. هذه المؤسسات تضع المتعلم في قلب سياستها التعليمية، وذلك بدفعه للإبداع وتقوية حسه الاستطلاعي، وذلك لصناعة جيل جديد من الشباب المتفوقين والنهوض بقطاع التكنولوجيا في المغرب على وجه الخصوص وإفريقيا عموما.



[ad_2]