تعد غويانا الفرنسية واحدة من أقاليم ما وراء البحار، تتميز هذه المقاطعة الفرنسية بالحياة البرية والتنوع البيولوجي. لذا فإن السياحة في غويانا الفرنسية لها مذاق مختلف. فما هي أهم الأماكن السياحية في غويانا الفرنسية؟
لماذا السياحة في غويانا الفرنسية
تقع غويانا الفرنسية في أعماق أمريكا الجنوبية الاستوائية، وهي إحدى مقاطعات إحدى مقاطعات فرنسا المتاخمة للبرازيل وسورينام والمحيط الأطلسي. إنها أرض يمتزج فيها القديم والحديث في مشهد لافت للنظر. تحمي الغابات الاستوائية المطيرة الكثيفة قرى السكان الأصليين التي يعود تاريخها إلى قرون. في حين تجد هناك الكثير من الصواريخ التي تحلق فوقها. حيث تنطلق هذه الصواريخ من مركز الفضاء الأكثر شهرة في البلاد.
تسود في غويانا الفرنسية السياحة البيئية في البرية البكر إلى حد كبير، والتي تعد موطناً لتنوع مذهل في الحياة البرية. على طول الساحل، يمكن لعشاق الطبيعة استكشاف المستنقعات الغنية بالطيور، وشواطئ المحيط الأطلسي، حيث تعشش السلاحف بأعداد كبيرة.
اقرأ أيضًا: رحلة إلى أفضل الأماكن السياحية في كشمير
أفضل أوقات السياحة في غويانا الفرنسية
يعد شهر مارس أفضل شهور السياحة في غويانا
يمكن زيارة هذه البقعة الخلابة من الطبيعة البكر على مدار العام. لكن حاول تجنب القيام بذلك خلال موسم الرياح الموسمية. فخلال هذا الوقت تهطل الأمطار بلا هوادة، مما يجعل مشاهدة المعالم السياحية صعبة للغاية. لكن رغم أن هذه المقاطعة الفرنسية أكثر برودة خلال موسم الأمطار إلا أن الطقس هناك يصبح أكثر متعة.
يعد شهر مارس شهراً جيداً لزيارة المكان لأنه يحتوي على أقل كمية من الأمطار ويسمى هناك بفصل الصيف الصغير. هذا هو الوقت المثالي لزيارة غويانا الفرنسية. لكن يمكنك أيضاً الزيارة خلال فصل الصيف، من يوليو حتى أكتوبر. حيث ترتفع درجة الحرارة بصورة كبيرة . لذا فمن الضروري حمل ملابس مناسبة لهذا الطقس الاستوائي.
اقرأ أيضًا: أفضل 5 منتجعات في مدينة بنغالور
أفضل أماكن السياحة في غويانا الفرنسية
تعد شواطىء غويانا أجمل شواطىء العالم
هناك العديد من أماكن الجذب السياحي في غويانا الفرنسية التي تتنوع بين المغامرات ومشاهدة الحياة البرية والطبيعة الخلابة وبين الاسترخاء على شواطئها الرملية الرائعة. ومن أهم الأماكن السياحية في غويانا الفرنسية ما يلي:
جزر الخلاص
في عام 1931، أدين الفرنسي هنري شاريير بجريمة قتل لم يرتكبها. وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في مستعمرة جزائية في جزيرة الشيطان، وهي إحدى مستعمرات إيل دو سالوت سيئة السمعة. حيث تضرب المياه المليئة بأسماك القرش الشواطئ الصخرية. بعد أن عاش هنري 12 عاماً من الظروف المروعة استطاع الهرب إلى فنزويلا. وقد تناول كتاب وفيلم بابيلون قصة ذلك السجين. اليوم تم تحويل هذه الجزر التي كانت فيما مضى سجناً إلى منتجعاً سياحياً غاية في الروعة يروي قصة هذا السجين.
ليس هذا فحسب بل تمتلئ جزر الخلاص بمجموعة وفيرة من الحياة البرية تسكن الجزيرة الآن، بما في ذلك الببغاوات والقرود. كما يوجد متجر لبيع الهدايا. لذا فإن هذه الجزر أحد أفضل الأماكن السياحية في غويانا الفرنسية.
شاطئ هاتس أفضل أماكن السياحة في غويانا الفرنسية
في الركن الشمالي الغربي من غويانا الفرنسية يقع يعد أهم موقع تعشيش فردي في العالم للسلاحف العملاقة بشتى أنواعها. فخلال موسم الذروة من أبريل إلى يوليو تقوم أكثر من 80 سلحفاة عملاقة بقطع الشاطئ في ليلة واحدة. حيث يمكنك رؤية هذه السلاحف وهي تفقس بيضها على طول الشاطئ في مشهد لن تراه كثيراً في أي مكان في العالم.
مركز غويانا للفضاء
أهم الأماكن السياحية في غويانا الفرنسية هو مركز غويانا للفضاء. حيث تعد الصواريخ والغابات المطيرة مزيجاً جيداً داخل هذا الإقيلم من أقاليم ما وراء البحار. ففي عام 1964 اختارت الحكومة الفرنسية هذه القطعة المليئة بالأدغال من الساحل الاستوائي كمركز فضاء، وذلك بفضل كثافتها السكانية المنخفضة وبُعدها عن مسارات العواصف ومناطق الزلازل.
تعمل في هذه المنطقة ثلاث منظمات منفصلة هي وكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الفرنسية؛ وأريان سبيس، وهي مؤسسة تجارية خاصة تقوم بتطوير صاروخ آريان. يمكنك مشاهدة فيلم يتتبع تاريخ مركز الفضاء والتجول في مركز التحكم في كوكب المشتري ومنشآت آريان. تستغرق هذه الجولات المجانية حوالي ثلاث ساعات. كما يمكنك أن تحظى بفرصة مشاهدة إطلاق فضائي من الغابة.
محمية تريسور الطبيعية أهم مناطق السياحة في غويانا الفرنسية
أحد أجمل مناطق الجذب السياحي في غويانا هي محمية تريسور الطبيعية
على مقربة من العاصمة كايين تغطي مستنقعات كاو الغنية بالحياة البرية آلاف الكيلومترات المربعة. حيث تضم محمية تريسور الطبيعية مساحة شاسعة من نظام كاو الإيكولوجي وهي مكان رائع لمشاهدة التنوع الغني في حياة الطيور والحيوانات. كما يمكنك أن تحظى برحلة شيقة على متن القوارب بصحبة مرشدين للتعرف على مناطق الحياة البرية هناك.
حديقة حيوان دي جويان
الجاغوار، الكسلان، التماسيح، القرود، النمل، ومجموعة من الطيور، مثل الطوقان والببغاوات ليست سوى بعض المقيمين في حديقة حيوان دي جويان. تشتمل هذه الحديقة على أكثر من 450 حيواناً مختلفاً من أنواع شتى. كما يمكنك الوصول إلى المعروضات الطبيعية في سلسلة من المسارات عبر النباتات المورقة. هذا بالإضافة إلى أنك ستحب بكل تأكيد تجربة المشي على قمم الأشجار. هناك أيضاً ملعباً كبيراً للأطفال إذا كنت بصحبة أطفالك في هذه الرحلة.
جزيرة القرود
واحدة من أهم الأماكن السياحية في غويانا الفرنسية. حيث أن القرود هي عامل الجذب الرئيسي في هذه الجزيرة الصغيرة الجميلة، وهي جزيرة غير مأهولة. بامكانك أن تلعب مع هذه المخلوقات اللطيفة. لذا كن مستعداً لهم، حيث ستجد على أكتافك فجأة الكثير من القرود الصغيرة. في هذه الجزيرة يمكنك التقاط الصور مع القرود، والتنزه عبر مسارات المشي في الغابات والسباحة والاستمتاع بالنزهة، ولكن يجب عليك إحضار طعامك لأن الجزيرة لا تحتوي على مرافق.
رحلة نهر ماروني أفضل الرحلات خلال السياحة في غويانا الفرنسية
يعد التجديف على طول نهر محاط بالأدغال في قارب محلي وسيلة مبهجة لاستكشاف برية هذا الإقليم من أقاليم ما وراء البحار. حيث تتدفق الأنهار عبر قلب الغابة المشبعة بالبخار وهي أفضل طريقة للتنقل بين القرى النائية ومشاهدة الحياة البرية في بيئتها الطبيعية.
يعد نهر ماروني أحد أكثر الأنهار شهرة للتجديف، ويقع على حدود غويانا الفرنسية وسورينام. كما إن هذا النهر هو أطول ممر مائي في البلاد. توفر الرحلة عبر هذا النهر فرصة لمقابلة الهنود الحمر والمارون والتعرف على ثقافتهم.
سوق فيكتور شولشر
للحصول على لقطة سريعة للحياة المحلية، عليك أن تتوجه إلى سوق فيكتور شولشر في العاصمة كايين الرئيسي. تم تسمية هذا السوق على اسم الرجل الذي أنهى العبودية في غويانا الفرنسية. هناك تنتشر الروائح الغريبة في الهواء، وتزخر أكشاك السوق بالفواكه الاستوائية والعطور والتوابل العطرية والوجبات الخفيفة المستوحاة من آسيا.
يمكنك الاسترخاء مع وعاء ساخن من حساء المعكرونة الفيتنامي، واحتساء العصائر الاستوائية، والتقاط بعض المنتجات الطازجة أو شراء المصنوعات اليدوية والهدايا التذكارية المصنوعة محلياً.
اقرأ أيضًا: جزيرة موريا
تعد السياحة في غويانا الفرنسية أحد متع الحياة الكبرى داخل واحدة من أقاليم ما وراء البحار. فعبر غابات الأمازون التي تغطي البلاد يمكنك أن تمتزج بالطبيعة والاستمتاع بالجمال الخلاب في كل مكان فيها.
