المغرب.. الشتاء يرفع الطلب على الزيوت الأساسية

[ad_1]

الزيوت الأساسية هي عبارة عن سوائل شديدة التركيز، يتمّ استخراجها من الأوراق، والأعشاب وقشور بعض النباتات بطرق الضغط الميكانيكي أو التقطير.

وخلال فصل الشتاء، ومع انخفاض درجات الحرارة، تظهر الأمراض المصاحبة لهذه الفترة من السنة، فيزداد الطلب على الزيوت الأساسية، لاستعمالها كوقاية من بعض الأمراض الشتوية ونزلات البرد التي أصبح الكل يخشاها، بسبب تشابه بعض أعراضها، مع أعراض فيروس كورونا.

ويعد المغرب من البلدان المنتجة للزيوت الأساسية ومستخلصات النباتات العطرية والطبية، حيث يحتوي على تقاليد عريقة في تقطير النباتات ذات الروائح الزكية.

وحسب معطيات رسمية لقطاع الزراعة، لدى المغرب ثروة نباتية تعدادها 4500 صنف من النباتات الوعائية، مما يجعله واحدا من أكثر البلدان تنوعا وغنى نباتيا. كما ينتج سنويا، حوالي 52 ألف طن من النباتات العطرية والطبية، وخمسة آلاف طن من الزيوت الأساسية.

مزايا الزيوت الأساسية

يقول عماد ميزاب، وهو دكتور في الصيدلة واختصاصي في المواد الطبيعية، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الزيوت الأساسية هي بمثابة روح النباتات. وتستخلص من النباتات العطرية التي تتميز بروائح زكية ومميزة. لها دور فعال في الوقاية من بعض الأمراض، لكن لا يجب اعتبارها، حلا أو دواء سحريا كما يُروج لذلك على العديد من الصفحات على الإنترنت. البعض بالغ في الأمر إلى حد اعتبارها، مضادا لفيروس كورونا. الحقيقة هي أن هذه الزيوت لا تعدو أن تكون مطهرات طبيعية، ومُلطفة”.

وأضاف: “هذه الزيوت لا تمنع الإصابة بالعدوى الفيروسية كما لا تعالجها بشكل مباشر، لكنها بالمقابل قد تساهم في التخفيف من بعض أعراضها والمساعدة على التعجيل بالشفاء”.

وحسب الخبراء، فإن هذه الزيوت تستعمل كمراهم أو محاليل تدهن على الجلد أو عبر الاستنشاق كعلاج لمجموعة من العوارض الصحية، أو للتخفيف من آلام الرأس والأرق، فيما يلجأ إليها البعض الآخر للوقاية من الالتهابات المرتبطة بفصل الشتاء.

ويمكن استخدامها مباشرة على البشرة أو تنشقها، ولكن لا بد من الانتباه إلى أن تركيبة بعض الزيوت العطرية تكون ثقيلة، وينبغي ألا تصل الجلد، لأنها يمكن أن تسبب بحساسية أو حتى تتسبب بحروق للبشرة.

وأضاف الدكتور ميزاب: “خلال الجائحة كان هناك إقبال كبير على الزيوت الأساسية للأوكاليبتوس والقرنفل والليمون والخزامى واكليل الجبل، لاستعمالها كمضادات للإنفلونزا والميكروبات، ولتعقيم الجو”.

كما ارتفع الطلب على عدد من المحاليل الطبيعية، كزيت جوز الطيب لاستعماله في الوقاية من الإنفلونزا الموسمية، وذلك بالنظر إلى خصائصه وقدرته على تنشيط جهاز المناعة. كما يقبل العديد من المغاربة على زيت النعناع الفلفلي “العبدي”، المعروف بفوائده على الجهاز الهضمي، إلى جانب قدرته على تسكين الآلام.

وهناك طلب كبير على زيت الخزامى، على مدار السنة، لأنه فعال ضد الحروق وقادر على علاج الندوب وآثار الجروح، كما يساعد أيضا على خفض التوتر والقلق، وتقبل النساء على وجه الخصوص على زيت شجر الشاي المكافح للجراثيم والفيروسات، إلى جانب استعماله لمعالجة بعض الأمراض الجلدية، لاسيما حب الشباب.

ويؤكد عدد من الأطباء أن الزيوت العطرية تتسم بقدرة كبيرة على تقوية دور حاسة الشم وتمكينها من العمل بفعالية أكبر وتصحيح بعض اختلالات بها، وتُستعمل في بعض الأحيان لمعالجة الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية وحالات أخرى مماثلة.

زيوت قوية وفعالة

ويجمع خبراء الأعشاب على أن قوة وفعالية الزيوت الأساسية، تختلف بحسب المكان الذي تنبُت فيه كل شتْلة؛ فباختلاف المناخ ونوع التربة وكذا العوامل المناخية، تختلف فعالية النباتات والزيوت المستخلصة منها.

وإن كانت هذه الزيوت قد أثبتت فعاليتها على مر السنوات، بشهادة الخبراء، إلا أن استعمالها العشوائي لا يخلو من مخاطر.

يحذر الدكتور ميزاب من استعمال الزيوت الأساسية بالنسبة للأطفال أقل من 5 سنوات والمرأة الحامل والمرضعة وكبار السن والمصابين بأمراض نفسية والصرع.

وينصح بعدم استعمالها بطريقة عشوائية. لأن ذلك قد يتسبب في حروق من الدرجة الثانية وحساسيات لا يمكن علاجها، محذرا من استنشاق الزيوت الأساسية مباشرة، بسبب درجة تركيزها التي قد تكون مؤذية للجهاز التنفسي والأجزاء الحساسة من العين.

ويضيف، الدكتور في الصيدلة والخبير في المواد الطبيعية، أن ثلاث قطرات من الزيوت الأساسية في خمسة لترات من الماء، كافية لتبخير المنازل وتطهيرها.

وينصح بالتعامل بحذر مع الزيوت الأساسية للفليور، والأوكاليبتوس، وشجرة الكافور، لتفادي إلحاق الضرر بالجهاز التنفسي بسبب الغازات الثقيلة التي تصدر عنها، وقد تتوغل في الرئتين، ويكون لها أثر عكسي، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية وضيق التنفس.

ويختم الدكتور ميزاب كلامه مؤكدا على عدم اللجوء لاستعمال الزيوت الأساسية إلا بعد استشارة المختصين.



[ad_2]