أنواع موجات الدماغ

[ad_1]

تحكم موجات الدماغ سلوك الإنسان وحالته الشعورية. لذلك، فالعارفون بماهية ترددات موجات الدماغ وممارسو التأمل قادرون على تحقيق الاستفادة القصوى من قدراتهم العقلية وضبط مشاعرهم. تعرف كيف يمكن للإنسان السيطرة على حياته من خلال معرفة أنواع موجات الدماغ وآلية تفعيلها.

كيف تتكون موجات الدماغ؟

تتكون الموجات الدماغية من نبضات كهربائية متزامنة تنتجها مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ عند اتصالها ببعضها البعض، حيث تنتج اتصالات الخلايا العصبية بالدماغ كل أفكار الإنسان ومشاعره وسلوكياته.

اتصالات الخلايا العصبية
تولد النبضات الكهربائية المتزامنة موجات دماغية

تقاس الموجات الدماغية باستخدام أجهزة استشعار خاصة تثبت على فروة الرأس. حيث تصنف وفق مجموعات حسب طبيعتها وآلية تكونها وعملها.

حيث تتغير موجات الدماغ وفقاً لما يعمل الإنسان مؤثرةً بذلك على ما يشعر به. فعندما تهيمن الموجات البطيئة على الدماغ، يشعر الإنسان بالكسل أو التعب وقد يدخل في مرحلة الأحلام، في حين أن الموجات الأسرع تشعره بالتأهب والاستعداد. فمن الممكن تشبيه هذه الموجات بسمفونية موسيقية تتراوح بين ترددات عالية ومنخفضة تعزف بتناسق رائع.

“اقرأ أيضاً: تأمل اليقظة الذهنية“


تأثير موجات الدماغ على الإنسان

أنواع موجات الدماغ
تؤثر موجات الدماغ على إدراك الإنسان

تؤثر موجات الدماغ عن ماهية إدراكنا للعالم وحقيقة تجاربنا. فالدماغ يحكم إدراكنا، ويستشعر كل فكرة أو عاطفة تمر في كياننا. كما يحكم قدرتنا على التركيز والتوازن العاطفي والتحكم المركزي والمناعة. لذا، فالتركيز على طريقة عمل الدماغ وفهم آليتها تكفل توسيع قدرات الإنسان الذهنية والإدراكية.

كما يؤثر عدم التناغم في آلية عمل الدماغ على حياة الإنسان بشكل كبير، مثل العمل وفق موجات دماغية معينة طوال الوقت. حيث يظهر أثره واضحاً من خلال اضطرابات الدماغ والسلوك والآلام والأمراض الجسدية وأنواع الإضطرابات الأخرى. إلا أن تغيير منظور الحياة واتباع بعض الممارسات الصحية كاليوغا والتأمل قد تنجح في التحكم بالدماغ وشفاء هذه الاضطرابات.

“اقرأ أيضاً: مفهوم الصحة العقلية“


أنواع موجات الدماغ

أثر التأمل على تغيير أنواع موجات الدماغ
تنقسم موجات الدماغ للبطيئة والمتوسطة والسريعة

يعد الوصف التالي وصفاً عاماً لأنواع موجات الدماغ وكيفية تفعيلها وماهية عملها. فالموجات الدماغية أكثر تعقيداً من ناحية علمية، حيث يختلف تأثيرها باختلاف أماكن نشوءها بالدماغ. حيث تقاس الموجات الدماغية بوحدة الهرتز (دورة في الثانية)، وتصنف حسب سرعتها من البطيئة إلى المتوسطة فالسريعة، كما يلي:

الموجات دون المنخفضة (INFRA-LOW)

تبلغ ترددات هذه الموجة أقل من 0.5 هرتز، وهي أبطأ الترددات وتحمل الإشارات الأساسية لوظائف الدماغ. إن من الغريب حقاً أن العلم لم يتوصل إلى الكثير من المعلومات عن هذا التردد الموجي، فطبيعته البطيئة تجعل من الصعب التقاطه وقياسه.

وقد أجريت إلى الآن دراسات علمية قليلة حول هذه الموجات الدماغية، وضحت أنها مسؤولة عن تواقيت الدماغ ووظائفه المتعلقة بالاتصال.

موجات دلتا (DELTA)

موجات دلتا الدماغية هي موجات بطيئة وعالية، أي أنها بطيئة بالتردد إلا أنها عميقة كصوت ضربات الطبول. تتكون موجات دلتا في أوقات التأمل العميق وفي مراحل النوم الخالي من الأحلام، ويبلغ ترددها من 0.5 – 3 هرتز، كما أنها الموجات الدماغية الغالبة للرضع حتى عمر السنة.

ينفصل وعي الإنسان عن المحيط الخارجي عند سريان هذه الموجات، كما يحصل أثناءها الشفاء وتجدد الخلايا في الجسم. فهذا ما يجعل النوم ضرورياً للحفاظ على الصحة والتشافي من الأمراض.

موجات ثيتا (THETA)

التأمل
يغير التأمل من أنواع الموجات التي تسري في الدماغ

تتكون موجات ثيتا غالباً أثناء النوم وفي حالات التأمل ويبلغ ترددها من 3 إلى 8 هرتز. تكمن أهمية موجات ثيتا في التعلم والذاكرة والحدس، ففيها تعود الحواس للتركيز نحو الداخل والتقاط الإشارات من هناك.

يمكن استشعار موجات الثيتا في تلك اللحظات التي تسبق النوم أو التي تصاحب الاستيقاظ أو حتى خلال أحلام اليقظة. ففي هذه اللحظات يصعب تمييز الواقع من الحلم، وقد يرافق ذلك رؤية الصور ووقوع الحدس أو اختبار التجارب التي تتجاوز الوعي الطبيعي. كما يمكن تحفيز تكوين موجات ثيتا عند التأمل وممارسة العبادات، أو حتى عند القيام بالمهام التلقائية مثل تنظيف الأسنان والاستحمام.

إن الوصول لموجات الثيتا مهم في بعض تقنيات العلاج بالتأمل (كالعلاج بالثيتا). فعند الوصول لهذه الموجات الدماغية من الممكن إدراك المخاوف واسترجاع الأحداث المتعلقة بالطفولة أو بماضٍ مؤلم أدى لإحداث بصمة أو تشكل معتقد معيق. حيث يغلب وجود موجات الثيتا في عقول الأطفال حتى عمر 13 سنة، مما يسمح بانغراس الأفكار والمعتقدات بطريقة تلقائية وبدون مقاومة أو تحليل.

موجات ألفا (ALPHA)

تسيطر موجات ألفا على الدماغ عند سريان الأفكار وفي بعض مراحل التأمل وعند القيام بالتنفس الواعي، ويمكن الشعور بها عند عيش اللحظة (شعور هنا والآن). كما يتم تكوينها عادةً عند ممارسة اليوغا وقبل النوم وعند ممارسة الأنشطة الإبداعية.

تبلغ ترددات موجات ألفا الدماغية من 8- 12 هرتز، كما أنها تسري في حالة راحة الدماغ. حيث تدعم مهمة الدماغ في التنظيم والعمليات التي تحتاج للتوافق الجسدي العقلي والهدوء المصحوب باليقظة. كما يغلب وجود هذه الموجات الدماغية في البالغيين المتسمين بالراحة والهدوء والمزاج الجيد وعند عدم الإنخراط بتحليل المعلومات.

موجات بيتا (BETA)

تحكم موجات بيتا عمل الدماغ في أغلب أوقات وعيه، أي عندما يكون التركيز منصباً على المهام الإدراكية والعالم الخارجي. تتكون هذه الموجات عندما يكون الإنسان متيقظاً ومنغمساً في حل المشكلات واتخاذ القرار وغيرها من الأنشطة الدماغية التي تتطلب الحكم والتركيز والحوار. كما يعمل الدماغ وفقها عند القلق أو حتى الحماس، وتسيطر على العقل عند فقدان القدرة الواعية على ضبط الأفكار والتحكم بها عند الحديث الداخلي.

تمتاز موجات بيتا بأنها سريعة حيث يبلغ ترددها بين 12 إلى 38 هرتز. لذلك، فمن غير الصحي أن يعمد الإنسان توظيفها لفترة طويلة من اليوم، فعمل الدماغ وفقاً لترددات عالية لفترة طويلة يستهلك الكثير من الطاقة.

موجات غاما (GAMA)

موجات غاما هي أسرع الموجات وأعلاها تردداً، حيث يتجاوز ترددها ال 38 هرتز. حيث يحتاج الدماغ للعمل وفقها عند معالجة المعلومات ضمن مناطق مختلفة من الدماغ في آن واحد. يحتاج الدماغ للهدوء للوصول لهذه الترددات، كما يتم معالجة المعلومات عند الوصول لها بسرعة وهدوء.

على الرغم من الدراسات المتعددة، لا يزال العلماء في حيرة تجاه قدرة الخلايا العصبية للدماغ على توليد هذه الترددات. حيث يرى العلماء بأن هذه الموجات تغير من مستوى الإدراك والوعي، وأن العيش وفقها يؤدي إلى التوسع في الوعي واختبار التجارب الروحية. كما وجد العلماء بأن هذه الموجات تنشط عند ممارسة الفضائل وعيش الحب اللامشروط، ولا يختبرها الأشخاص غير المدربين إلا لفترات محدودة.


طرق التحكم بموجات الدماغ

قد تعمل موجات الدماغ المختلفة في آن واحد، إلا أن باستطاعة الإنسان التحكم بالموجات المسيطرة على عقله. فالأفكار والمشاعر والأنشطة التي يختار الإنسان التركيز عليها هي ما يحدد ذلك. إذن، بإمكان الإنسان اتخاذ خطوات بسيطة لانتقاء الموجات التي تفيده في كل حين وحسب ما يتطلبه الموقف، مثل:

    • التأمل: فوائد التأمل عديدة، وأهمها وضع الدماغ بحالة راحة وجعله يعمل وفق موجة ألفا. إلا أن الفائدة العظمى للتأمل تتحقق عن طريق الممارسة المتواصلة له. حيث يتمكن الإنسان من السيطرة أكثر على نوع الموجات التي يعمل العقل وفقها والانتقال من موجة لأخرى وفق إرادته.
    • الاستماع للموسيقى: تؤثر الترددات الغالبة على القطع الموسيقية على موجات الدماغ. لذا من المهم الحرص عند انتقاء أنواع الموسيقى لما لها من تأثير على أنشطة الدماغ.
    • التنفس: يؤدي التنفس الواعي للتأثير على أنشطة الدماغ. فالتحكم بسرعة التنفس وعمقه قادران على تغيير ترددات موجات الدماغ.

إن ملاحظة ترددات موجات الدماغ الغالبة على عقل الإنسان مهم جداً في تحديد إذا ما كان يرهق عقله بطريقة غير صحية. فعلى الإنسان أن يعمل على الاستفادة من العلوم التي تبحث في آلية عمل الدماغ لتحقيق الفائدة القصوى من قدراته الذهنية.



[ad_2]