منصات البث الرقمي تفرض ظاهرة مسلسلات 15 حلقة على الدرما الرمضانية

[ad_1]

يبدو أن الذائقة الدرامية الزمنية لصناع الدراما في طريقها للتغيير، فقد حفل موسم رمضان 2021 بعدد غير قليل من المسلسلات القصيرة الـ15 حلقة سواء في الدراما الخليجية أو المصرية. 

فبعد سنوات طوال من المسلسلات الرمضانية الثلاثينية، وما تلاها من مسلسلات تخطت الستين حلقة وما بين صولات التطويل والحشر والمط والزج بأحداث مختلقة لا منطقية، لكي يكون المسلسل على مقاس الثلاثين يوماً الرمضانية.

دراما الثلاثين حلقة بدأت مع مسلسل ألف ليلة وليلة

ظهرت مسلسلات الثلاثين حلقة بداية من مسلسل “ألف ليلة وليلة” والذي كان يذاع بالإذاعة المصرية منذ سبعينيات القرن الماضي، لينتقل للتلفزيون المصري مع فوازير رمضان في بداية ثمانينات القرن الماضي، وهكذا  نشأت دراما الـ30 حلقة   فأي قصة تبدأ منذ اليوم الأول لرمضان، وتنتهي مع نهاية الشهر الكريم.

رحلة المليون وليالى الحلمية ورأفت الهجان .. السبب في ظهور الموسم الرمضاني

بدأت الحكاية منذ إذاعة مسلسل “رحلة المليون” بالعام 1984، وكان ثلاثين حلقة واستطاع جذب المشاهدين بشكل غير مسبوق طوال الثلاثين يوماً، وكرس أكثر لهذه الحالة عرض الجزء الأول من مسلسلي “ليالي الحلمية”، و”رأفت الهجان” معاً مصادفة في رمضان بالعام 1987، حيث حققا نجاحاً استثنائياً لفت صناع الدراما بشدة، حيث كانت الشوارع خالية تماماً من المارة في توقيت عرضهما. ومنذ تلك اللحظة التقط صانعو الدراما فكرة “الموسم الرمضاني” واعتبروه موعداً مثالياً لعرض المسلسلات.

جودة وإتقان وحرفية في البداية

لم يكن عدد قنوات التلفزيون كثيرة ولم تظهر الفضائيات بهذا الكم ما أعطى الوقت الكافي لصناع العمل لممارسة الجودة والإتقان والحرفية لتخرج أعمالاً إبداعية لا تنساها الذاكرة العربية.

وفجأة ومع تزايد الفضائيات ظلت الحلقات الثلاثون هي الشكل الأيقوني المعتاد للدراما الرمضانية، ومع اختفاء كبار صناع الدراما إما بسبب السن أو الأجواء أو الحالة الثقافية المتردية، اختفت الجودة وتلاشت الحرفية وسادت أجواء التردي والضآلة.

منصات البث الرقمي تعيد المسلسلات القصيرة للمشهد

واليوم مع اقتحام فيروس كورونا بإجراءاته الاحترازية، وتهديداته  العدائية، ومخاطره الصحية، وحالة الحظر التي فرضت على الكثيرين، تغيرت الذائقة الزمنية للمشاهد، حيث أصبحت شريحة كبيرة من الجمهور، وخاصة الشباب، تفضل مشاهدة حلقات مسلسلاتهم المفضلة على “يوتيوب” بدلاً من التلفزيون، أو على منصات البث الرقمي.

كما تغيرت ذائقة المستمع العربي تسعينيات القرن الماضي، وصار يفضل الأغاني القصيرة الخفيفة عن الأغاني الطربية الثقيلة الطويلة، تغيرت ذائقة المشاهد العربي، والذي أصبح يفضل مشاهدة مسلسلات بحلقات قصيرة متجددة تدور غالباً في 10 حلقات مثل “في كل أسبوع يوم جمعة” من بطولة منة شلبي وآسر ياسين، مسلسل “ليه لأ” بطولة أمينة خليل وإخراج مريم أبو عوف 15 حلقة، وغيرها.

بدأت هذه الحالة تنتقل للتلفزيونات العربية حيث كُسر تابوه المسلسل الرمضاني الثلاثيني كما رأينا في مسلسلات رمضان 2021، وظهر مسلسلات “كوفيد 25″، “أحسن أب” و”بين السما والأرض”، وخليجياً ظهر مسلسل “إسعاف”، “مالي شغل بالسوق”، “عيادة سكنية”، “كرومسوم” ما ينبىء بظاهرة جديدة بدأت تتشكل.



[ad_2]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *