[ad_1]
الحرف والصناعات التقليدية إرث مادي ومعنوي للشعوب، وتنوعها دليل على ثراء روحي وفكري، وقدرة على صياغة مستقبل، ويظهر هذا جلياً في دولة الإمارات، خاصة وأن تنوع هذه الأعمال التراثية شمل كل متطلبات الحياة، ويمثل خيرات المكان وإن شحت كما في الماضي، فالتراث يصنع بشكل رئيسي من الموجودات والناس الذين يصنعون الأحداث في ذات المكان، وقد يتطور الأمر ليستعين صانع الحرفة بأشياء يستوردها ليعيد تطويرها وصنعتها بما يلائم المكان، وقد استفاد شعب الإمارات من كل الموجودات المتاحة فأتت حرفهم وصناعاتهم التقليدية من سعف النخيل والخوص، وكل ما يخص البحر من صيد وغوص بحكم قربهم للبحر، وكان صيد اللؤلؤ أشهرها. ولم يقفوا هنا، بل استفادوا من المستوردات من الهند والبلدان الأخرى فصنعوا التلي وغيرها وكان القاسم المشترك بين الحرف، الذوق الخاصة بالمنطقة وروح المكان وحاجة الناس.
الحرف التقليدية حالياً
ومع التطور السريع واستثمار ثروات البلد والاعتماد على السياحة والاستثمار فيها، تحولت كثير من هذه الحرف مع الزمن من مصدر للرزق والعيش لتصبح إرثاً وذكريات يرويها الأجداد للأحفاد، وخوفاً على هذه الثقافة من الانقراض سعت دولة الإمارات لصونها عبر تعريف الجيل بها وتعليم أصولها وعمل متاحف ومهرجانات لها، يجتمع حولها كل من يسكن المكان من أهل البلد ووافدين، يستمتعون بالمشاهدة وكذلك بتذوق الأكلات التراثية.
حرفة الأجداد فخر الأحفاد
دعما للثافة التراثية وتخليداً للإرث الحضاري افتتحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي اليوم 2 نوفمبر 2021، النسخة السابعة من”مهرجان الحرف والصناعات التقليدية تحت شعار”حرفة الأجداد، فخر الأحفاد”، والذي يستمر لغاية13 نوفمبر المقبل في سوق القطارة في منطقة العين. ويستضيف فعاليات وورش عمل تسلط الضوء على الحرف والصناعات التقليدية وتحتفي بجميع العاملين فيها في الإمارات، وبالجهات المتخصصة في بيع وتسويق المنتجات التقليدية والتراثية، والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية وإنتاجهما وتطويرهما، إلى جانب المؤسسات التربوية والتعليمية ووسائل الإعلام المختلفة ووكالات السفر والسياحة.
وكان الشيخ زايد قد فطن في وقت مبكر لأهمية التراث في حياة الشعوب ووجه للاهتمام بقطاع الصناعات والحرف التقليدية في جيل اليوم من خلال اهتمامه بالتراث بصفة عامة وحرصه على إشراك المرأة في خططه الثرية لإحياء التراث والمحافظة عليه إذ افتتح مركزا للصناعات التقليدية واليدوية القديمة في عام 1978 بإشراف الاتحاد النسائي العام وتفرعت منه العديد من مراكز التدريب على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والذي خصص لكل جانب من جوانب التراث مشغلا خاصا به.
ويذكر من الصناعات التقليدية التي لها علاقة بمشتقات النخيل صناعات التمر والخوص والعرش والخيام والمكانس والمغاطي والمشاب والمخازن من اللبن والخيام والعرش من الخوص، ومن الصناعات التقليدية التي اشتهرت في المدن صناعة الأدوات المنزلية النحاسية وعلى رأسها الدلال التي لاقت شهرة خليجية واسعة.
مساندة الأسر
ويهدف المهرجان في دورته السابعة إلى دعم ومساندة الأسر المنتجة المتخصصة في ممارسة الحرف والصناعات التقليدية، وزيادة الوعي بأهمية الصناعات التقليدية وتوثيقها والمحافظة عليها من الاندثار عبر نقل قواعد وأصول وأسرار تلك الصناعات للأجيال الحالية والمستقبلية. فضلًا عن تطوير تلك المنتجات بما يتماشى مع متطلبات الأسواق المعاصرة.”
برنامج المهرجان
ويقدم المهرجان لزواره برنامجاً جماهيرياً تفاعلياً يتضمن 35 نشاطًا تثقيفيًا وترفيهيًا يناسب كافة الفئات العمرية، من أبرزها “برنامج “السويعية”، الذي ينظمه مركز القطارة للفنون، بالتعاون مع سوق القطارة، ويُستضيف ورش عمل تتمحور حول الحرف اليدوية النسائية، تهدف إلى إطلاع المشاركات على أسس هذه الحرف وتطوير مهارات البعض. ويجمع البرنامج بين المعرفة النظرية والممارسة العملية التطبيقية، وذلك على مدار ثلاثة أسابيع، ومن ضمن الحرف التي تتناولها الورش، “براقع”، “على السرود والسفرة”، “دمى أول”، “جلد ومقص”، “خبز الخمير”، “بخور المسك”، “خل ومخلل الليمون”، “الحريروة” و”فوالة الشتاء”.
كما ينظم المهرجان ورش عمل متنوعة تُلبي تطلعات جميع الزوار من مختلفِ الفئات العمرية، وتقدم لهم فرصة المشاركة في صناعة منتجات تراثية ومعاصرة باستخدام مكونات تقليدية واكتساب خبرات صناعتها وفنونها ومهاراتها. ومن أبرز هذه الورش، “مبخرة بيتي” الطربوشة”، “بذرة وخرزة”، “الحرفي الصغير”، “زخرفة سدو”، “مروحة القيظ”، “الممارسات الزراعية”و”أنا الآثاري”.
وسيتيح المهرجان أمام عشاق العروض السينمائية فرصة الاستمتاع بفعالية”سينما البيت”،التي تستضيف مجموعة من روائع السينما العالمية في الهواء الطلق، وتنطلق فقرات “سينما البيت” هذا الموسم بفيلم بعنوان “أربعين عام وليلة” وهو فيلم دراما اجتماعية للمخرج السعودي محمد الهليّل.
الجدير بالذكر أن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، قد أطلقت في شهر مايو الماضي ثلاث مبادرات ثقافية، تتضمن “منصة الحرف اليدوية في أبوظبي” و”سجل الحرفيين في أبوظبي” وإعادة افتتاح “بيت الحرفيين” في قصر الحصن، وذلك في إطار جهودها للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي للإمارة، بالإضافة إلى تشجيع أصحاب الحرف والمشغولات والمنتجات اليدوية على الارتقاء بمهاراتهم وتمكينهم من الترويج لمنتجاتهم محلياً ودوليًا.
التعليقات