أسرار الثراء

[ad_1]

أسرار لا يريد المستثمرين الكبار أن تعرفها

كما يعرف الجميع، الأفعال أهم من الأقوال.

فليس من المهم أن قام وارين بافت بإنفاق 560 مليون دولار لشراء الذهب أو مناجم الذهب ولكن الأمر الأهم هو ما قام وارين ببيعه من أجل شراء المناجم، حيث تخلص وارين من كل الأسهم التي كان يمتلكها في شركات الطيران وفي البنوك فهنا الذي علينا أن نطرحه هو “ما الذي يعني بالنسبة لي وبالنسبة لمتابعين الأب الثري ما قام وارين ببيعه من أسهم في شركات الطيران والبنوك لشراء حصص في شركات الذهب؟”

فماذا نفهمه من أفعال وارين؟ الأمر الأهم هو أن ننظر إلى أفعال وارين وليس أن نستمع إلى ما يقوله ومن المهم أن تتذكر ما قاله وارين قبل ذلك: “نحن نقوم باستخراج الذهب من أفريقيا أو أماكن أخرى لنقوم بحفر حفرة نضعه فيها ونعطي للناس مال ليحرصوه، فالذهب لا فائدة له وإذا نظر إلينا شخص من المريخ سيفشل أن يفهم ما نفعله.”

فالسبب الذي يجعل ذلك القول مثير للإعجاب هو أن من قاله هو نفس الشخص الذي باع الكثير من الأسهم لشراء الذهب فتلك الأفعال إشارة للمستثمرين ولكن ما هو الأمر الذي تشير إليه؟ هل سنكتشف سر من أسرار الثراء؟ ولذلك سألت ذلك السؤال لجورج غامون وهو من أفضل المعلمين في الأمور الاقتصادية الذين عرفتهم في حياتي.

ستجد في هذا الموضوع..

أول سر: التخلص من البنوك

ركز جورج على قيام وارين ببيع البنوك، ومن المرجح أنه فعل ذلك لأنه يتنبأ أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيمنع الزيادة في نسب الفوائد بالرغم من زيادة التضخم وذلك يضر البنوك لأنهم عندما يحصلون الديون يرجع لهم دولار قيمته أقل.

فبشرح بسيط، عندما يزداد التضخم الدولار يستطيع أن يشتري أشياء أقل حيث أصبح الدولار أضعف فعندما تحصل البنوك تلك الدولارات الأضعف يخسرون كثيراً، هم أقرضوا دولار قوي وحصلوا دولار ضعيف ولأن البنك الفيدرالي لا يسمح أن تزداد نسب الفوائد، لا تستطيع البنوك أن تعوض ذلك الفرق.

فما فعله وارين هو أنه تخلص من الأصول التي أصبحت في خطر (البنوك) بسبب التضخم ليشتري الأصول التي تزداد قيمتهم مع التضخم (مناجم الذهب) فعليك أن تفهم أن الذهب يعتبر تأمين ضد التضخم لأن في الوقت الذي تنخفض فيه قيمة الدولار ترتفع قيمة الذهب.

وهنا الأمر الذي لم تتوقعه، تلك المشكلة غير ناتجة عن وباء كوفيد، حيث ذكرني جورج أن الولايات المتحدة عليها 26 تريليون دولار ديون كانت بدايتهم في سنة 2000 فيعتبر أمر جديد ولكنه غير ناتج عن كوفيد، من سنة 1776 إلى 2000 تراكم على أمريكا ديون تصل إلى 5 تريليون دولار ولكن في ال20 سنة السابقة تراكم عليها ديون زيادة تصل إلى 20 تريليون تقريباً.

تذكر أن الديون هي نتيجة لاستهلاك زائد عن حدوده فالديون تأخذ من استهلاكنا المستقبلي لنستهلكه الآن، فنحن دولة استهلكت زيادة عن قدراتها لمئات السنوات ويأتي وقت يكون من الإجباري أن تحد من الاستهلاك بنفس القدر أو بقدر أكبر مما استهلكته ليرجع التوازن الطبيعي للأشياء.

فكيف يمكن للحكومة أن تحل تلك المشكلة؟ من المرجح أن يحدون من المصاريف ولكن لا أرى ذلك ممكناً لأن سيفقد كل السياسيين وظيفتهم إذا حاولوا أن يفعلوا ذلك حيث سيقوم الشعب بخلعهم، فليتجنبوا أن يحدوا من المصاريف يكون الحل الوحيد هو أن تقوم الحكومة بتضخم العملة للتخلص من الديون فسوف يسددون الديون بدولار قيمته منخفضة هكذا، ولكن هناك سبب آخر لبيع أسهم البنوك وهو أن نتيجة سقوط الاقتصاد الأمريكي سيزداد عدد الناس الذين يعجزون عن سداد ديونهم وستظل البنوك تنتظر دون أن تحصل الديون.

ثاني سر: التخلص من شركات الطيران

سبب وارين لبيع أسهم شركات الطيران هو الخوف من الحكومة التي بدأت أن تبالغ في التحكم، حيث قيودهم على شركات الطيران تحد من عدد الركاب المسموح ركوبهم على الطائرة الواحدة بشكل مبالغ فيه، فرأى وارين أن تلك القيود التي تحدد أن ستكون الطائرة بها ربع كم الركاب العادي ستضغط على الشركات مما يجعلهم يحاولون أن يكسبوا أكبر قدر من المال ممكن من العدد الأصغر من الركاب.

من الطبيعي أن تصبح شركات الطيران لا تكسب الكثير من الرحلات حيث يكسبوا فقط من ثلاث أو أربعة كراسي من وسط مئات كراسي فشركات الطيران تحتاج إلى عدد كبير من الركاب إذا أرادوا أن يكسبوا، فزيادة عدد تلك الرحلات التي تكون ثلاث ارباع الطائرة فارغة فيها أصبحت مشكلة حقيقية حيث أصبح للحكومة قدر أكبر من التحكم وأصبحت أكثر استعداد على وضع حظر.

سر ثراء الحكومة: طبع المزيد من المال

مع سقوط الاقتصاد والألم الذي تشعر به البنوك ستصبح الحكومة ليس عندها حل غير زيادة الديون دون وجود طريقة شرعية لسدادهم، وأصبح عدد الموظفين أقل مما يقلل من عدد الناس التي تدفع ضرائب وكم أكبر من الديون يخلق مشكلة كبيرة جداً.

ويكون رد الحكومة هو أن يطبعون مال أكثر ولكن ذلك “الحل” يؤدي إلى تضخم كبير، فذلك التضخم المفرط الناتج عن “حل” الحكومة يؤدي إلى تساقط العملة بالكامل ويفقد الدولار ثمنه بالكامل فهناك حل واحد فقط جيد وهذا الحل هو أن نعمل في نشاط الصناعة، نحن نحتاج إلى انتاج حيث ستكون الحلول البديلة أما التضخم أو حرب وإذا كان التاريخ مؤشر لماذا ستفعله أمريكا فسوف تختار الحكومة التضخم من الحلول الثلاثة.

سر ثراء روبرت كيوساكي

ماذا يمكن أن يفعله الشخص العادي؟ هيا ننظر إلى التاريخ مرة أخرى، فإذا نظرت إلى بداية السبعينات مثلاً سترى تحويل من الأصول المالية إلى أصول ثابتة مثل الذهب والفضة فانظر إلى انهيار سوق الأسهم من سنة 1972 إلى 1974 وبعد ذلك أنظر إلى ازدهار السلع في السبعينات، فأنا أظن أن تذكر وارين الدروس المستفادة من تلك الأيام.

قال لي جورج أنه اتخذ ذلك الاتجاه في توظيف أمواله: “إني كنت من مستثمرين الذهب والفضة لنصف قرن ولكن ليس هناك أشياء أكيدة ولكن إذا نظرت إلى الاحتمالات ستدري ماذا يحدث فالتحويل من الأصول المالية والعقارات إلى الذهب والفضة يبدو النتيجة المتوقعة”، ومن الممكن أن أضيف البيت كوين وغيره من العملات الافتراضية لتلك القائمة لكن لا أعرف إذا يتفق معي جورج.

ولكن عندما تنظر إلى كم الديون المتراكمة على الحكومة وإلى التكاليف الإضافية التي ينفقونها نتيجة كوفيد في البنية تحتية والخدمات وكل شيء نراه في الأخبار حالياً فسوف تشمل أسرار المستثمرون ذي الحكمة شراء أصول خارجة عن تحكم البنك الفيدرالي والحكومة فما معنى ذلك؟

في الوقت الذي أكتب فيه هذا المقال أنا أشتري ذهب وفضة وبيت كوين ولكن هذا ما أفعله أنا فمثل كل شيء في الحياة، دائماً هناك ناحية أخرى من العملة.

قال شارلي مونجر شريك وارين الذي تجاوز ال96 من عمره “من المستحيل أن أصاحب مجموعة من الناس الذين يشترون الذهب” وقال وارين (الذي تجاوز ال90 من عمره) “الذهب لا فائدة له” ولكن كلاهما يملكون ذهب بقيمة 560 مليون دولار وبول تودور جونس، شخص مهم في الشئون المالية، أصبح يدعم التكوين.

ما أريد أن أقوله هو أن حتى كبار السن أصبحوا يغيرون رأيهم ولذلك يقول جورج أن علينا أن نركز على أفعالهم وليس أقوالهم وأشار جورج أيضاً إلى أنهم يستثمرون كما يفعل جورج أيضا فهم يستثمرون ليس فقط في الذهب ولكن في المناجم أيضاً وذلك لأن عندما تزداد قيمة الذهب تزداد أيضاً قيمة المناجم.

فمثلاً سنفترض أن الذهب ازداد ثمنه بمعدل %100 فسيزيد من 2000 دولار القطعة إلى 4000 دولار فسوف ترى زيادة في قيمة المناجم تصل إلى %400 فالمناجم يكون التحكم فيها أكبر.

الأفعال أهم من الأقوال

تحدثت من قبل عن شركات الطيران وكيف يؤدي الخوف من كوفيد إلى عدم استقرار في مجالات العمل وبالرغم من أنني لا أريد أن أقول ذلك إلا أنني أظن أننا سنرى الكثير من الأزمات السياسية والاجتماعية وسيكون هناك تقلب شديد وذلك يعني أن الذهب سترتفع قيمته.

وذلك يشمل التضخم المفرط الذي يكون موقف الذهب فيه جيد وذلك نتيجة عن فقدان الثقة في الدولار وفي النظام الاقتصادي بالكامل فلسوء الحظ من المتوقع أن نشاهد تضخم شديد وأنا أتوقع أن يصبح الحال أسوء وليس أفضل وذلك ينطبق بشدة على العملات الورقية.

مرة أخرى سيكون الحل الذي أوفره هو شراء أصول ثابتة. جورج وأنا نحب الرفاهيات لأننا نرى أن سعرهم منخفض عن العادي وهم يقدمون قيمة جيدة، وزيادة على ذلك نحن نحب أشياء مثل الزراعة والبترول والنحاس واليورانيوم، فأنا لا افهم لماذا يشك الناس في الذهب والفضة بالرغم من حفاظهم على قيمتهم لأكثر من 5000 سنة.

البت كوين مثير للإعجاب أيضاً حيث أصبحت دول مثل الصين وفنزويلا يستخدمونه بدلاً من عملتهم التي فقدوا الثقة فيها والأمر الرائع في عملة البت كوين هو أن يوجد منها عدد وحدات محددة حيث هناك 21 مليون عملة فقط فالتضخم أمر مستحيل ومن الممكن أن يقل عدد تلك العملات لأن هناك من يفتقدون عملاتهم وذلك أمر رائع حيث من المستحيل أن يحدث تضخم إذا كانت قيمة الأصول محددة.

سر ثراء جورج

الشيء العبقري الذي يفعله جورج هو أنه يشتري من ينتجون الرفاهيات وليس الرفاهيات نفسها، فهو وفريقه يشترون أسهم المناجم والحفارات والزراعة، فلماذا تشتري الرفاهيات إذا كان من الممكن أن تستفيد بقدر أكبر من المكاسب بعد شراء المنتجين أنفسهم؟

أني أرى أن الوقت الحالي هو أفضل وقت للعيش لأن الثراء يتحول أينما تنظر، فالقيمة تتحول من الأسهم إلى المعادن إلى العملات الافتراضية وغيرهم، فكان قبل ذلك الثراء يتحول من الفقراء والطبقة الوسطى إلى الأثرياء ولكن الأمر تغير حيث إذا تثقفت وتوقفت عن الخوف يمكنك أن تصبح ممن يكسبون الثراء.

تذكر أن تنظر إلى حركات الأثرياء وليس إلى أقوالهم.

[ad_2]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *