م.ريما خضـر
الشاعرة الحرة
امرأة من فلسطين..
خلف أسوار البرتقال كانت أم حمدان تقطن.وتعتصر فيتامين وجعها من قشور نضالها.
كنتُ أقطف من كلماتي بعض السطور لأملأ سلال القصة بفاكهة طازجة للكتابة تليق بامرأة عظيمة تحيك سوار كبرياءها وعزة وطنها,لتقدمهما حلية عرسٍ مؤجل لفلسطين الأبية..
"أم حمدان"..ومن لايعرف ذاك الوجه الدائري الذي غمرته منحنيات الحزن وأقواس الوجع,وملأت تجاعيده مفترقات طرق العمر الباكي..
كانت عيناها ذات حجم كافي ليليق بالحزن الكبير الذي استأجر غرفة في بناء جفنيها بعقد إيجار أبدي..
كانت أهدابها تكاثف من غيوم البكاء آخر قطرة ألم ووجع لتعتصرها وتسقطها دمعة حلم أخيرة لنوم يقظ,لايغفو على سرير الليل الدامي..
أم حمدان ..امراة عمرها..يضاهي الأرقام.
فعندما يكون الأمر يتعلق بتاريخ امرأة كهذه تسقط لغة الأرقام في كراسات الأيام,وتبدأ السطور تحكي وتبوح لبياض أوراق الجهاد قصة الأم الامرأة ..والأم الوطن أيضاً
"بدأ الحصار منذ بضعة شهور..وأم حمدان صامدة,فقد كان لديها سبع فلذات كبد هم سلفاً ودائع الرحمن قد خبأهم الله عندها كأمانة.واليوم احتاج تراب غزة لشربة دم ذكي طاهر من خوابي شرايين أولئك الشباب الطاهرة المعتقة بعشق الوطن..
لم يكن الوقت ..صيفاً ,ولم تتضح شقوق الأرض من شدة الحر وقساوة وجه الشمس حينها,ولكن كل ما في الأمر أن الموسم شتاء والميلاد المجيد على الأبواب..ولكن الثلج أبى ان يهطل ببياضه المعتاد فقد أخذ أربع شباب من ودائع ام حمدان لمزج بدماءهم كرات الثلج البيضاء ويهطل رصاصاً على قلوب الغزاة..فيصبح الشتاء مميز والثلج أجمل.
والميلاد المجيد سيقرع أجراس كنائس فتية صُلبوا على خشبة الشتاء لينزفوا رصاص الدماء ويسقوا تراب غزة..
(بقلمـــــــــــــــي..)