فسر لي كيف تمكن رجال الكهف ان يتواصلو مع غيرهم؟

المواضيع المتشابهة
الحل
جدران الكهوف القديمة تشهد على الفن البشري، الذي رسم ملامح وتفاصيل تشريحية قديمة. العلامات التجريدية الغريبة بما في ذلك اللوالب والأشكال البيضاوية وبصمات الأيدي والخطوط المتقاطعة، كلها تدل على أول لغة تواصل رسومية بين بني البشر قبل أن تبدأ لغة الكلام.

يشير بحث جديد إلى أن العلامات على جدران الكهوف مثل تلك الموجودة في El Castillo في إسبانيا ربما كانت جزءًا من نظام اتصال رسومي من العصر الجليدي قبل فترة طويلة من اختراع الكتابة. أظهرت تحليل تلك الرسوم على استخدام رجال الكهوف لثلاثين نوعًا مختلفًا من العلامات فقط ولمدة ثلاثين ألف عام. تقول ديلون فون بيتزينغر، طالبة الدكتوراه في جامعة فيكتوريا: "من الواضح أنه ليس لدينا أي شخص يمكننا أن نسأل عما تعنيه الإشارات ، لكنهم كانوا يستخدمونها بطريقة تشير إلى أن استخدامها كان متعمدًا وأنهم...

أسيل

كاتب جيد جدا
جدران الكهوف القديمة تشهد على الفن البشري، الذي رسم ملامح وتفاصيل تشريحية قديمة. العلامات التجريدية الغريبة بما في ذلك اللوالب والأشكال البيضاوية وبصمات الأيدي والخطوط المتقاطعة، كلها تدل على أول لغة تواصل رسومية بين بني البشر قبل أن تبدأ لغة الكلام.

يشير بحث جديد إلى أن العلامات على جدران الكهوف مثل تلك الموجودة في El Castillo في إسبانيا ربما كانت جزءًا من نظام اتصال رسومي من العصر الجليدي قبل فترة طويلة من اختراع الكتابة. أظهرت تحليل تلك الرسوم على استخدام رجال الكهوف لثلاثين نوعًا مختلفًا من العلامات فقط ولمدة ثلاثين ألف عام. تقول ديلون فون بيتزينغر، طالبة الدكتوراه في جامعة فيكتوريا: "من الواضح أنه ليس لدينا أي شخص يمكننا أن نسأل عما تعنيه الإشارات ، لكنهم كانوا يستخدمونها بطريقة تشير إلى أن استخدامها كان متعمدًا وأنهم يرغبون في نقل الرسائل معهم". كما أقر الباحثون ان هذه العلامات لم تُرسم عشوائيًا.

تقدم الرموز دليلاً واضحًا على الطريقة التي انتقل بها أسلافنا من تمثيل الأفكار بشكل واقعي - كما في تلك الصور الجميلة للبيونس والماموث - إلى المرحلة حيث بدأوا في تمثيل المفاهيم بشكل رمزي. في بعض الحالات ، تظهر العلامات من استخدام الصور المقتطعة لحيوان وتصبح في النهاية بمثابة رمز لهذا الحيوان في مجمله. على سبيل المثال ، فإن الخط المتموج المستخدم في تصوير ظهر الحصان في لوحة أكبر يأتي في النهاية ليرمز للحصان بأكمله في مجموعات مختلفة من اللوحات.

ثم تم إنشاء قاعدة بيانات لرموز مئتي كهف ما بين فرنسا وإسبانيا، ووُجد أنّ العديد من الرموز يتم ترتيبها بشكل متكرر في مجموعات محددة تتكرر مرارًا وتكرارًا في كهوف مختلفة (على سبيل المثال ، يد سلبية مع تندب الإصبع). وهذا على ما يبدو أنه دليل على أن أسلافنا في العصر الحجري حاولوا استخدام شكل من أشكال اللغة المكتوبة.

وجدت أشكال أخرى من الاتصال المبكر منها استخدام الإشارات في رواية القصص لنقل معلومات مهمة في الأيام التي سبقت وجود الكلمة المكتوبة. ومع ذلك، بما أن الإنسان لا يزال يعيش في قبائل منفصلة، فلا يمكن تطبيق هذه المعلومات خارج المجتمع القبلي. كما استخدم الإنسان البدائي الطبول وإشارات الدخان، لكنها لم تكن أكثر الوسائل العملية للتواصل. يمكن لكلتا الطريقتين جذب انتباه غير مرغوب فيه من قبائل العدو والحيوانات المفترسة.

ثم انطلقت عملية البحث في التعرف على كيفية نشوء اللغة البدائية. ظهرت العديد من النظريات العلمية التي تُقّر بوجود" لغة أم" تفرعت منها اللغات الفرعية الأخرى. تقول الدراسات أنّ هذه اللغة بدأت قبل حوالي ٠٠٠‏,١٠٠ سنة، ويدعي آخرون أن اللغات اليوم تعود جذورها إلى لغات أصلية عديدة استُخدمت منذ ٠٠٠‏,٦ سنة على الأقل.

بعض النظريات في اللغة والتواصل:

1. نظرية "المحاكاة والتقليد":

توقع العلماء في هذه النظرية، أن اللغة نشأت بتقليد الإنسان لأصوات الحيوانات، ليكتشف أهمية حنجرته، وكيفية استخدامها في تكوين الأصوات لتتحول بعدها لمقاطع ثم كلمات. وقد قال بذلك من القدامى: الفراهيدي وتلميذه ابن سيبويه وابن جني ومن المحدثين: جسبرسن وهيردر ومن العرب: إبراهيم أنيس وعلي عبد الواحد وافي.

2. نظرية "يو-هي-هو": (yo-he-ho)

وتتبنى نظرية "يو-هي-هو" فكرة أن اللغة الإنسانية بدأت بمقاطع عفوية غير مقصودة ناتجة عن استخدام الإنسان لقدراته البدنية في الحمل أو الجر أو الدفع أو القطع؛ ومن ثم تطورت اللغة لتصبح تلك المقاطع العفوية أناشيد وأهازيج يشدو بها العمال حتى الآن لتهوين عملهم، وتنسب هذه النظرية إلى الفرنسي نويري. كما أن نظرية "فندريس" ترى أن اللغة هي "فعل انفعالي محض تولد في لحظات الخوف والفرح والرغبة."

3. نظرية "بوووه-بوووه" (pooh-pooh):

ووفقا لنظرية "بوووه-بوووه" فإن اللغة قامت بدافع غريزي لدى الإنسان للتعبير عن انفعالاته تماما كذهوله وضحكه وبكائه؛ ليعبر عن السعادة أو الفرح أو الحزن فيصدر أصواتا مثل: "أخ، أوف، آه، أووه" وكانت هذه الألفاظ متطابقة في دلالتها لدى الجماعة الإنسانية بأكملها مما أحدث تفاعلا بين الجماعة.

4. نظرية "النشوء والتناسل":

تعتقد هذه النظرية أن اللغة نشأت بالطفرة وبشكل تلقائي؛ أي أن اللغة نشأت متكاملة ثم أعقب نشأتها التوالد والتكاثر، وتعتمد هذه النظرية على نظرية التطور الداروينية وتتكون النظرية من أربعة محاور هي:

*مرحلة الأصوات الانبعاثية الساذجة وفي هذا الطور لم تكن أعضاء النطق ناضجة بما يكفي.

* مرحلة الأصوات المنبئة عن الرغبات مصحوبة بالإشارات وخلال هذه المرحلة يظهر التمييز بين طبقات شدة الصوت ورخاوته وإمكانية نطق الأصوات الشفوية.

* مرحلة المقاطع التي ينطقها الإنسان محاكية لأصوات الطيور والحيوانات.

* مرحلة تكوين كلمات من مقاطع وكانت تلك المرحلة هي بداية نشوء حقيقي للغة.

قد تجد بعض هذه النظريات غريبًا أو أقرب للواقع، ومنها ما ارتبط بالتكوينات الجسدية التي اكتسبها الإنسان عند خلقه. لكن طريقة التواصل بين سكان الكهف وطريقة نشوء اللغة لا يزالان لغزان محيرين ممتديّن على مر التاريخ.
 

مواضيع مماثلة

أعلى