تل الممباقة في محافظة الرقة

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
يقع تل الممباقة على الجهة اليسرى لبحيرة الأسد، في منطقة الجرنية في محافظة الرقة الجمهورية العربية السورية على بعد 100 كم تقريبا غرب مدينة الرقة، يقابله من الجهة الثانية جبل "عرودة" وتل حبوبة، بالقرب من تل الشيخ حسن.

تل الممباقة.jpg

مكان التل.jpg

الاسم القديم لهذا التل وحسب الكتب المسمارية التي عثر عليها في هذا الموقع، باسم مملكة "إيكالتا"، وقد ذكرها الفرعون المصري تحوتمس الثالث بأنها مدينة مهمة وكبيرة، وقد دمرها أثناء حملاته على المنطقة، وذلك في نقش موجود اليوم على معبد الكرنك الشهير في مصر كان "لإيكالتا" دور كبير، في الصراع بين الحثيين والآشوريين والمصريين، فتل "الممباقة" يعود لفترات مختلفة من الألف الثالث قبل الميلاد حتى العصور الإسلامية، ويرجع الاستيطان البشري الأول للممباقة إلى فترة البرونز المبكر حوالي 2500 ق.م.، حيث كانت المدينة محاطة بسور شأنها في ذلك شأن كل المدن القديمة، ولها بوابتان الأولى في الجنوب والثانية في الشمال الشرقي، وفي إحدى غرف الجدار الدفاعي وجد جدار ملون بالأحمر والأزرق يمثل مشهداً راقصاً وقد عثر كذلك على أكواب، إضافة للتماثيل النسائية ذات العيون الكبيرة، وتحت أرضية إحدى الغرف وجد إناء يحتوي على أدوات برونزية وحلي ذهبية وفضية وبرونزية وعيون من الحجارة وأوانٍ برونزية، عثر على إحداها كتابة سومرية، وهي الكتابة السومرية الوحيدة التي عثر عليها في منطقة البحيرة، كما عثر على أختام اسطوانية أكادية وقطع برونزية مستوردة على ما يبدو من أوغاريت، أما بالنسبة لفترة البرونز الوسيط، فوجدت أبنية كبيرة من اللبن وسور بطول /64/متراً، وقد عثر في هذه الفترة على رأس منحوت بشكل بارز، صنع من الطين المشوي لعله رأس آلهة بتاج ذي قرنين.

أما فترة البرونز المتأخر أو الحديث، فهي فترة الازدهار، حيث قامت مملكة "إيكالتا" وامتلأت بالمنازل التي وصل عددها إلى 450 منزلاً، ويقطن كل منزل ما بين أربعة إلى ستة أشخاص، أي إنه كان في "إيكالتا" بين (2000 إلى 2500) نسمة، وقد كان تصميم المنازل فيها يشبه التصميم الحديث للمنازل، أي غرفة رئيسية للاستقبال، وغرف أخرى لبعضها درَج يؤدي إلى الأعلى، وحوش وتنور وأماكن لتخزين الطعام، ويدل تخطيط الشوارع والساحات على اهتمام السكان البالغ بمدينتهم، وقد عثر على معبدين ضخمين كل منهما بطول 33م وبعرض 14م كانت تمارس فيهما الطقوس الدينية، كما عثر على معبد ثالث ضخم ومخازن وإسطبلات، ولم يعثر على قصر لسيد مدينة "إيكالتا"، ومن أهم المكتشفات واللقى في هذه المرحلة، نحت طيني بارز يمثل ربة مجنحة عارية، تمسك بكل يد من يديها معزة صغيرة، كما عثر على مجسمات عدة للربة عشتار، وفي بعض المشاهد بجنبها اللبوات، كما تم العثور على جرار وأدوات للطبخ.

لكن الأهم من كل هذا، هو العثور على مجموعة من الكتابات المسمارية التي أعطتنا اسم المدينة القديم، وكتابات أخرى أفادت أن المدينة كانت سوقاً ومركزاً تجارياً تباع فيه الأغنام والماعز والحبوب والمعادن الثمينة.
 

مواضيع مماثلة

أعلى